اولياء امور يطالبون باخضاع البحوث المدرسية لمعايير تحقق الغاية التعليمية
السوسنة
اعتبر عدد من اولياء امور الطلبة أن البحوث المدرسية التي يعدها ابناؤهم بناء على طلب المدرسين لا تحقق الأهداف التعليمية المطلوبة.
وقالوا ان ابناءهم يحصلون على هذه البحوث جاهزة من الشبكة العنكبوتية (الانترنت) ما يعتبر هدرا للوقت وعبئاً مالياً اضافياً وتشويهاً لأهداف البحث المرجوة.
وطالب اولياء امور من وزارة التربية والتعليم بمراجعة أساليب البحث المعتمدة في المدارس وتفعيل مختبرات الحاسوب المتوفرة لديها وإعادة دور المكتبات المدرسية لهذه الغاية، اضافة الى تشجيع الطلاب على اجراء البحوث المكتوبة بخط اليد من خلال البحث في المكتبات المدرسية والعامة تحت اشراف الهيئة التدريسية.
وقال الصحفي ابراهيم القيسي عن تجربته الشخصية انه يقوم بإعداد البحوث وبشكل متكرر لابنائه دون ان يلموا بما تحتويه من معلومات ما يشكل هدرا للوقت وعبئا ماديا اضافيا يثقل كاهل اولياء الامور ويخرج البحث عن الهدف المنشود وهو زيادة الإطلاع والتعمق بالمعلومات.
وأكد ضرورة تفعيل مختبرات الحاسوب المدرسية خاصة وان هناك مساقات ومناهج مدرسية متخصصة محوسبة اضافة الى تدريب الطلبة على ممارسة البحث الذاتي عن المعلومة تحت اشراف المعلم لتوجيههم الى اساليب البحث الصحيحة وتلخيصها وعرضها ومناقشتها معهم للخروج بالفائدة المرجوة.
وقال سليم الزعبي انه يتلقى دائما طلبات من ابنائه لاعداد بحوث من خلال الانترنت، مشيراً الى انه يقوم بادخال العناوين الى محرك البحث ومن ثم طباعة المادة دون ان يعلم هو او ابناؤه ما تحتويه من معلومات.
وأضاف انه يستفسر كثيرا من ابنائه ان كان يطلب اليهم قراءة ما يحتويه البحث من معلومات فيجيبون بالنفي، حيث يكتفى بتسجيل اسمائهم في سجل المشاركين تشجيعا لهم على البحث الذي لم يبذلوا جهدا باعداده.
وأكد محمود ابوسمرة ويعمل سائقاً انه يتعرض للاحراج كثيرا جراء كثرة طلبات ابنائه اعداد بحوث، حيث يقوم بشرائها من مراكز الانترنت ما يشكل عبئا ماليا اضافيا في ظل ظروف صعبة.
وناشد الجهات المعنية انتهاج اسلوب اكثر نجاعة في سبيل تدريب الطلاب على اعداد البحوث المدرسية لتكوين حصيلة معرفية تفيدهم وان لا يترك الامر دون ضوابط، مشيرا الى ان ذلك يعلمهم الاتكال على شبكة الانترنت باعداد البحوث الجاهزة.
من جهته قال مدير ادارة التعليم العام بالوكالة في وزارة التربية والتعليم الدكتور منذر الشبول إن الوزارة اصدرت تعميماً الى مديري التربية والتعليم كافة بشأن التقارير البحثية لطلبة المدارس والقرطاسية يؤكد على ضرورة ارشاد الطلبة للاساليب العلمية باعداد البحوث والتقارير بطريقة مبسطة وعدم اشتراط طباعتها ومراعاة ان تكون البحوث والتقارير هادفة وتخدم المنهاج ومناقشتها في الغرفة الصفية باهتمام وجدية وبإشراف معلم المبحث.
وأشار الدكتور الشبول إلى ضرورة توجيه الطلبة للاستعانة بما يتوفر من مصادر ومراجع متاحة في المدرسة كالمكتبة والشبكة الداخلية وغيرها وعدم الاشتراط على الطلبة الحصول على المعلومة من الشبكة العنكبوتية (الانترنت) او اثقال كاهل الطلبة واولياء امورهم بكثرة الطلبات التي يطلبها المعلمون منهم والتي تزيد من اعبائهم المالية.
وقال احد اصحاب مراكز الانترنت ان عددا من الطلاب واولياء امورهم يرتادون المركز للحصول على بحوث مدرسية، مشيرا الى انه يطلب منهم عناوين البحث ومن ثم ادخالها الى محرك البحث للحصول عليها وطباعتها.
وأكد انه يقوم بطباعة المادة المطلوبة دون تدقيق كما ان البعض من الطلاب يطلب منا كتابة اسمائهم على موضوع البحث.
وقال رئيس قسم المناهج وطرق التدريس في كلية العلوم التربوية في جامعة عمان العربية الدكتور ناصر المخزومي إنه لا بأس من طلب بحوث من الطلبة اذا كانت هادفة ومخططا لها مسبقاً وذلك لتدريب الطلبة على التعامل مع شبكة الانترنت.
وأضاف ان البحوث تهدف كذلك الى دعم الموقف التعليمي والمساهمة في اثراء محتوى المناهج الدراسية وسد الثغرات في تلك المحتويات اضافة الى تقوية شخصية الطالب بين اقرانه وتميزه.
وأشار الدكتور المخزومي الى ان هذه البحوث تكون عبثية ومضيعة للوقت اذا كانت دون تخطيط ولا ارتباط لها بمحتوى المنهاج، مؤكدا ان من الخطأ الاستغناء عن الكتاب في ارفف المكتبات كما لا يصح التعويل على الانترنت وحده.
"بترا"
المفضلات