يدخل المنتخب السعودي بطولة كأس الخليج القادمة وهو يعيش فترة غير مستقرة على صعيد المستوى الفني والنتائج في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا.
فالأخضر السعودي الذي تعود على التألق في تصفيات كأس العالم وعلى حسم تأهله مبكراً منذ تصفيات مونديال 1994، وحتى تصفيات المونديال الماضي، وجد نفسه فجأة في أزمة كبيرة في التصفيات الحالية، فقد لعبت السعودية في التصفيات النهائية ثلاث مباريات تعادلت في الأولى أمام ضيفها المنتخب الإيراني بهدف لكل منهما، وفازت في الثانية على المنتخب الإماراتي في أبو ظبي (2-1).
أما أسوأ النتائج فكانت أمام كوريا الجنوبية في الرياض عندما خسر المنتخب السعودي (0-2) ليتراجع ترتيبه إلى المركز الرابع في المجموعة الثانية ويصبح مهدداً بشدة بعدم التأهل إلى المونديال القادم خاصة أن الأخضر فشل في تحقيق الفوز في المباراتين اللتين خاضهما على ملعبه.
ترتيب الأوراق
وتعتبر كأس الخليج القادمة فرصة كبيرة للمنتخب السعودي ولمدربه ناصر الجوهر لإعادة ترتيب الأوراق ومعالجة الأخطاء الفنية التي وقع فيها الأخضر في الفترة الماضية، كما يهدف المدرب السعودي بشكل رئيسي من مشاركته في خليجي 19 إلى أن يستعيد نجوم المنتخب ودعائمه الرئيسية مستواهم المعروف، وفي مقدمتهم نجم الفريق وهدافه ياسر القحطاني الذي كان قد تعرض لإصابة مفاجئة في عضلات البطن قبل لقاء السعودية وكوريا الجنوبية في تصفيات المونديال وهي الإصابة التي أدت لغياب ياسر عن الهلال وعن المنتخب لقرابة الشهر، والأمر نفسه يتعلق بلاعب وسط المنتخب ونادي الهلال محمد الشلهوب البعيد عن مستواه منذ فترة طويلة الأمر ما أدى إلى اهتزاز أداء المنتخب السعودي في معظم مبارياته الماضية بسبب عدم وجود قائد للفريق في وسط الملعب.
والحقيقة أن المنتخب السعودي يعيش أزمة كبيرة تتمثل في غياب التوفيق والتألق عن عدداً من أهم نجومه وأعمدته الرئيسية في وقت واحد، فبالإضافة إلى الشلهوب والقحطاني غاب التوفيق في الفترة الماضية عن هداف المنتخب وأحد أهم نجومه في كأس آسيا الماضية التي وصل فيها الأخضر إلى المباراة النهائية وهو المهاجم مالك معاذ، الغائب عن التهديف مع المنتخب منذ أن أحرز الهدف الثاني في لقاء السعودية وأوزباكستان الذي أقيم في المرحلة الثانية من تصفيات المونديال في 22 حزيران / يونيو الماضي، وانتهى لصالح المنتخب السعودي (4-0).
كما ابتعد عدداً من لاعبي المنتخب عن المشاركة كأساسيين مع أنديتهم مثل فيصل السلطان مهاجم الشباب السعودي، ونايف هزازي مهاجم الهلال، وأسامة المولد ورضا تكر مدافعي فريق الاتحاد.
ويغيب أيضاً عن المنتخب السعودي نجم وسط فريق الاتحاد محمد نور الذي تعرض إلى عقوبة الإيقاف الدولي من قبل الاتحاد السعودي، وهناك مطالب عديدة في شارع كرة القدم السعودي بإعادة اللاعب مرة أخرى إلى منتخب بلاده الذي تأثر بغيابه بشدة في الفترة الماضية.
استعادة اللقب
وعلى الرغم من أن تجهيز المنتخب السعودي وإعداده فنياً بالصورة المطلوبة تعتبر من أهم أهداف السعوديين في كأس الخليج القادمة، فإن المنافسة بقوة على لقب البطولة والتأهل إلى المباراة النهائية، واستعادة الكأس الغائبة عن خزائن الاتحاد السعودي منذ بطولة خليجي 16 التي استضافتها الكويت عام 2003، هو الهدف الرئيسي للاتحاد السعودي من مشاركته القادمة، فقد خسر الأخضر لقبه في بطولة خليجي 17 التي استضافتها قطر عندما ودع البطولة من الدور الأول، وفي البطولة الماضية تأهل السعوديون إلى الدور نصف النهائي ولكن أحلامهم باستعادة اللقب تبخرت أمام المنتخب الإماراتي الذي فاز على أرضه وبين جمهوره بهدف نظيف، سجله نجم الإمارات الأول في هذه البطولة إسماعيل مطر.
ووقع المنتخب السعودي في المجموعة الثانية "الأصعب" بجوار كل من قطر والإمارات واليمن، وسيفتتح الأخضر مواجهاته في البطولة بلقاء المنتخب القطري، في مباراة صعبة للطرفين وخارج حدود التوقعات، وتتميز لقاءات المنتخبين بالإثارة الشديدة دائماً، وانتهت معظم مبارياتهما الأخيرة معاً في كؤوس الخليج الماضية بالتعادل، ففي خليجي 18 تعادل المنتخبان بهدف لكلك منهما وافتتح التسجيل المنتخب القطري عن طريق لاعبه علي ناصر في الدقيقة العاشرة، وتعادلت السعودية في الدقيقة 71 عن طريق مالك معاذ، وفي خليجي 16 تعادل المنتخبين بدون أهداف، أما في خليجي 15 التي خاضها المنتخب السعودي على أرضه وبين جمهوره فقد حسم الأخضر نتيجة اللقاء لصالحة بثلاثة أهداف مقابل هدف لنظيره القطري.
وستكون المواجهة الثانية للسعودية في البطولة أمام اليمن يوم الخميس الثامن من كانون ثاني / يناير القادم وبالتأكيد فإن المنتخب السعودي مرشح للفوز في هذه المباراة بسهولة، وأي نتيجة غير ذلك ستعرض مشوار الأخضر في البطولة للخطر.
وسيختتم السعوديون مبارياتهم في الدور الأول من البطولة بلقاء المنتخب الإماراتي في الجولة الثالثة والأخيرة، وهي مواجهة صعبة على المنتخبين بكل تأكيد، بسبب مشاركتهما سوياً في المجموعة الثانية من التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة إلى المونديال، وبالتأكيد فإن كل من المنتخبين يعتبر كتاباً مفتوحاً للآخر، علاوة على ذلك فإن المواجهة ستأخذ طابع ثأري، بعد أن فازت الإمارات على السعودية في البطولة الماضية في نصف النهائي.
وبالتأكيد فإن اجتياز المنتخب السعودي لهذه المجموعة الصعبة يتطلب الكثير من الجهد والعمل، كما يتطلب أن يستعيد نجوم الفريق مستواهم وتألقهم سريعاً.
حصيلة المشاركات السابقة
• لعب المنتخب السعودي 84 مباراة منذ بداية مشاركته في كأس الخليج وحتى خليجي 18، وفاز في 44 وتعادل في 19، وخسر 21 مباراة له 128 هدف وعليه 84.
• واجه المنتخب السعودي نظيره القطري في 17 مباراة فازت السعودية في تسع وتعادل الفريقين في ست مباريات بينما فازت قطر في مباراتين، وسجل المنتخب السعودي في شباك قطر 30 هدف، بينما استقبل مرماه عشرة أهداف من العنابي.
• خاض الأخضر السعودي مباراتين مع المنتخب اليمني في كأس الخليج وفاز المنتخب السعودي في المباراتين بنتيجة ( 2-0).
• التقى المنتخب السعودي مع نظيره الإماراتي 15 مرة في كأس الخليج فازت السعودية في ثمان مباريات، وتعادل المنتخبان في ثلاث مباريات وفازت الإمارات في أربع مباريات وسجل المنتخب السعودي في مرمى الإمارات 21 هدفاً، بينما استقبلت شباكه 11 هدفاً.
رد مع اقتباس
المفضلات