الدكتور محمد بشير شريم :الأطباء، كثيراً ما يتعرضون إلى مواقف محرجة في شهر رمضان الكريم ، حيث يطالبهم الناس بإبداء آرائهم و مواقفهم حيال العديد من القضايا التي لها علاقة بالصحة ، و يبدو الأمر وكأن الناس يسعون للحصول على فتوى بشأن ما يطرحونه من استفسارات منها:
ماذا لو استعمل الصائم ، العقاقير المهبطة للشهية ، لتساعده على تحمل أعباء الجوع والعطش .والتي يتم تناولها عند السحور ؟
وهل استعمال هذه النوعية من الحبوب جائزاً أو غير جائز ؟
حلال (وإلا) حرام .. و ما هو رأي الدكتور ؟
الملاحظ هنا و كأن المطلوب من الطبيب ، أن يرفق مع الوصفة الطبية ، فتوى شرعية ، وعادة الطبيب يحترم مهنته ، ويعرف حدوده فيتخذ الموقف الذي تسمح به أخلاقيات المهنة ،المنحصرة في المجال المهني الفني للموضوع وهو : إن مثل هذه العقاقير ، متوفرة بأشكال وأنواع مختلفة ، وتستعمل في الحالات التي تستدعي ذلك ، وبالذات حالات الريجيم و تخفيف الوزن
من جانب أخر وكما هو معروف للجميع ، فإن الصيام عبادة مميزة ، تسعى إلى الارتقاء بالمعاني الروحية ، مقابل ضبط وتهدئة المطالب الجسدية ، بما فيها الأكل والشراب والمعاشرة الزوجية وهنا يبرز دور ( القناعة الذاتية ) و دور رجل الدين القادر على اعطاء الفتوى .
صعوبة الموضوع تكمن في أن مثل هذه الأنواع من العقاقير لم تكن موجودة في الماضي. وهنا يبرز دور عالم الدين -وليس الطبيب- لإصدار الفتوى المناسبة حسب الأصول الشرعية المتبعة في مثل هذه الحالات، وهنا يقدم الطبيب- كمستشار- الرأي العلمي أو الوصفة الطبية، أما رجل الدين -كمستشار ديني - فيقدم الرأي الشرعي، أو الوصفة الدينية .
أهمية وحساسية هذه الطروحات تبرز بشكيل دقيق ومؤثر خاصة في البلاد شديدة الغيض، حيث درجات الحرارة مرتفعة إلى درجة لا تطاق ،اضافة الى ان الإنسان مجبر على العمل ليحصل على قوت عياله ، ويبقى السر كامنا في قلب السائل و تبقى الأمانة العلمية كامنة بقلب الطبيب و الأمانة الدينية تكمن في قلب عالم الدين ( ولكل أمرء ما نوى……)
ملاحظة : رغم خصوصية المواضيع الصحية الرمضانية
الا ان مضمونها العلمي يصلح لكل زمان ومكان
المفضلات