لا شك في أن الارتقاء في السلم المهني يحتاج الى مهارات مهنية واحتراف يساعد على تقديم إنجازات عملية، لكنه في جزء مهم منه يعتمد أيضاً على شخصية الإنسان وطريقة تعامله مع زملائه ومدرائه والانطباع الذي يتركه عندهم. إذ إن الإنجازات لا تعود ذات قيمة أمام فظاظة الأسلوب أو التعالي في النظر الى الزملاء أو كثرة الثرثرة أو غيرها من الأمور. لذلك لا بد لكل موظف من أن يتنبه الى بعض الأخطاء التي قد تقف عائقاً في وجه تقدمه المهني
عدم المبادرة الى تقديم يد العون: أحد الزملاء مثلاً يضطر للتغيب عن المكتب لبضعة أيام ويحتاج الى من ينجز عنه بعض الواجبات، وحين يسأل المدير عن إمكانيات المساعدة تجلس صامتاً بانتظار أن يرفع أحدهم يده ويعرض مساعدته. وتظن أنك تخلصت من ورطة، ولكن هذا خطأ فادح، ذلك لأن الاهتمام بأعمال خارج نطاق اختصاصك الفعلي يساعد على زيادة مهاراتك وتوسيع نطاق معرفتك في مجالات يمكن أن تعود عليك بالفائدة في المستقبل.صحيح أنك لست مضطراً الى عرض مساعدتك لكل من يحتاج إليها نظراً لضيق الوقت، لكن التغاضي عن ذلك باستمرار يرسم عنك صورة سلبية في ذهن المدراء والزملاء
إغداق الوعود من دون العمل الجدي على تنفيذها: في غمرة حماسك للعمل واندفاعك لإثبات جدارتك قد تعد بتحقيق الكثير وتأخذ على نفسك مسؤولية إنجاز عدد كبير من الأمور، لكن هذه الوعود لا تتحوّل الى حقيقة ما لم تُنجز في مواعيدها. أما إذا بذلت المستحيل ولم تتمكن من إنجازها إلا بعد شهر من موعد تسليمها مثلاً، فإن الجميع سينظر إليك كشخص لا يفي بالتزاماته، لذلك كن دائماً واقعياً وأثبت للجميع أنك تستطيع الالتزام بما وعدت به ودع المسؤولين عنك يعرفون بأي عائق يواجهك ويؤخرك كي يتأكدوا أنك إنسان جدير بالثقة
ادعاء المعرفة في كل المجالات: من المفيد المشاركة بفاعلية وذكاء في الاجتماعات وتقديم أفكار وطروحات جديدة، لكن لا بد من الوقوف عند حدّ معين، فالمبالغة في تقديم المقترحات وإبداء وجهات النظر المختلفة يمكن أن يعتبرها الآخرون تدخلاً في شؤونهم ومحاولة للتذاكي عليهم، لذا احرص على تقديم أفكارك بلباقة دون فرضها واترك للآخرين حرية عدم الموافقة عليها حتى وإن كنت مقتنعاً بها تماماً، بهذه الطريقة يصبح لديهم استعداد في المرة المقبلة لسماع ما لديك بدل أن ينفروا منك فور بدئك بالكلام
عدم الاعتراف بالأخطاء: اختلاق الأعذار لتبرير الأخطاء أو ضآلة الإنجازات أمر لا يمتّ الى الاحتراف المهني بصلة، كما أنه بعيد عن النزاهة، فالأعذار يظهر كذبها مع الوقت وتنفضح كل الأمور، لهذا من الأفضل عند ارتكاب خطأ ما إيجاد خطة سريعة لتصحيحه وتجنب ارتكابه مرة أخرى، فالموظف الذي يمتلك شجاعة الاعتراف بخطئه وتحمّل مسؤولياته يعبّر عن نضج وثقة بالنفس.
المشاركة في حملات النميمة والشائعات: حين تكون ثمة "خبرية" ما في المكتب أو شائعة معينة تتناول أحدهم، أو حين تنطلق حملة تذمر وتأفف من وضع العمل وتصرف المدير، إحرص على ألا تكون حاملاً راية الثرثرة ومنسقاً أحاديثها، لا بأس ببعض "الفضفضة" بين الحين والآخر بين الزملاء والاستماع الى شكاوى الآخرين، لكن حين يتحول الأمر الى موقف دائم فإن الصورة التي تتكون عنك في الأذهان هي صورة الموظف الذي يؤدي دوراً سلبياً بين المجموعة، والسوسة التي تنخر التضامن وتعيث فساداً في الأجواء. فمن الأفضل إذاً الابتعاد عن الكلام الفارغ الذي يوتّر أجواء العمل.
المفضلات