د.هاني خليل عابد
عَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلاَةِ وَالصَّدَقَةِ «. قَالُوا بَلَى. قَالَ « إِصْلاَحُ ذَاتِ الْبَيْنِ وَفَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ الْحَالِقَةُ « . (رواه أبو داود)
1- في هذا حَثٌّ وَتَرْغِيب في إصلاح ذات البين وَاجْتِنَاب عَنْ الْإِفْسَاد فِيهَا، لِأَنَّ الْإِصْلَاح سَبَب لِلِاعْتِصَامِ بِحَبْلِ اللَّه وَعَدَم التَّفَرُّق بَيْن الْمُسْلِمِينَ، وَفَسَاد ذَات الْبَيْن ثُلْمَة فِي الدِّين، فَمَنْ تَعَاطَى إِصْلَاحهَا وَرَفَعَ فَسَادهَا نَالَ دَرَجَة فَوْق مَا يَنَالهُ الصَّائِم الْقَائِم الْمُشْتَغِل بِخُوَيْصَةَ نَفْسه (عون المعبود شرح سنن أبي داود 13/261)
2- قوله عليه الصلاة والسلام وفساد ذات البين هي الحالقة أي : أنها تحلق الدين, فليس المقصود حلق الشعر وإنما حلق الدين، لما يترتب على الفرقة من نزاع وخصومات وتفريق لكلمة أبناء المجتمع.
3- من روائع شريعة الإسلام أنها جعلت من مصارف الزكاة لمن استدان لتسكين النزاعات والخلافات، قال النووي في المجموع: من غرم لإصلاح ذات البين ،ومعناه أن يستدين مالا ويصرفه ف إصلاح ذات البين بأن يخاف فتنة بين قبيلتين أو طائفتين أو شخصين فيستدين مالاً ويصرفه في تسكين تلك الفتنة فينظر إن كان ذلك في دم تنازع فيه قبيلتان أو غيرهما ولم يظهر القاتل أو نحو ذلك وبقي الدين في ذمته فهذا يصرف إليه من سهم الغارمين من الزكاة سواء كان غنيا أو فقيرا (المجموع للنووي/ 6/207)
المفضلات