كتب - احمد النسور - لعل الحالة الملتهبة التي تعيشها المنطقة العربية وما يجري فيها من ثورات شعبية وتطورات وتغييرات سريعة قطعت معها سيف الوقت وخيمت تداعياتها على جميع دول الشرق الأوسط والعالم تحتم على حكومة السيد معروف البخيت رئيس الوزراء عدم التأخر والانتقال فورا في اجراء حوارات الاصلاحات السياسية والاجتماعية والمالية .
ويرى مراقبون أنه يجب عدم أغفال تطورات العصيان والثورات الشعبية والحروب الأهلية الهائلة التي جرت الأسبوع الماضي في كل من اليمن وليبيا والبحرين وبدأت شرارتها تشتعل في سوريا الملاصقة لشمال الأردن ومدى تأثيرها على الأردن من جميع النواحي.
وما تكرار جلالة الملك في رسالته لموضوع اجتثاث الفساد والفاسدين من الدولة وان جميع مؤسسات الدولة خاضعة لمراقبة هيئة مكافحة الفساد بما فيها الديوان الملكي خلال لقائه مع رئيس واعضاء الهيئة الاسبوع الماضي ما هي الا ان قائد الوطن مصر على التخلص من الفساد وتذكير لحكومة البخيت بان تبدأ العمل بهذا الاتجاه مع مزيد من الدعم وحرية العمل .
فبعد نيل حكومة السيد البخيت ثقة مجلس النواب بواقع (63) صوتا وقبل تشكيلها بزهاء (60) يوما كان لا بد لها من إسراع الخطى نحو الاصلاحات السياسية والاجتماعية وتطوير المنظومة الاقتصادية ومكافحة البطالة ومحاربة الفساد التي تضمنها كتاب التكليف السامي للحكومة و بيان الحكومة الذي تقدمت به إلى مجلس النواب وعلى أساسه نالت ثقة نواب الشعب .
وجاءت رسالة جلالة الملك عبدالله الثاني أمس الاول إلى رئيس الوزراء تذكر بأن كل أردني مسؤول عن المحافظة على دولته ودستوره وإن القضايا الرئيسة للمملكة تحتاج إلى إجراءات سريعة وحاسمة وان الأردن لجميع الأردنيين ولن يفقد أي مواطن حقوقه التي كفلها الدستور والقانون (...) مما يعني ان الملك ضمن الحقوق القانونية والدستورية لجميع الأردنيين من شتى الأصول والمنابت .
وكان الملك حريصا في تذكير الجميع (مواطنين ومسؤولين) أنه لن يلتمس عذراً لتأخير دورة الحياة فيما يتعلق بالإصلاح السياسي والاقتصادي (...) ويفهم من ذلك حث الحكومة في الدخول مباشره في حوارات ترسم واقع الأردن الجديد حيث يرى البعض ان الحكومة تأخرت في موضوع الاصلاحات وتعديل القوانين وخاصة قانون الانتخاب وتنظيم عمل الأحزاب وكل ما يتعلق بالشأن السياسي الذي من شانه ان يخفف من احتقانات الشارع .
تقول الناشطة التربوية غادة اللبدي بهذا الصدد لماذا لا تزال حكومة السيد معروف البخيت عند نقطة تشكيل لجان الحوار الوطني (...) وتتساءل إن حان وقت انطلاق هذه الحوارات التي وعد بها البخيت حال حصول حكومته على ثقة مجلس النواب وخاصة اجراء اصلاحات سياسية شاملة يتفق عليها جميع اطياف القوى السياسية الأردنية .
فيما يشير الدكتور الأكاديمي خضر الصيفي إن الرسالة الملكية للحكومة تثير في ذهن المواطن عددا من الحقائق التي لا مجال لإغفالها عمدا أو جهلا أو التظاهر بالتناسي المزمن الذي واكب مختلف أجهزتنا الحكومية ونورد هذه الملاحظات :
ان جلالة الملك هو الذي دائما يبادر لتحسس حياة وحل مشاكل المواطنين ويصدر توجيهاته السامية نحو تحسين الظروف المعيشية للمواطنين ويؤكد باستمرار على كافة المسؤولين لتقديم افضل رعاية ممكنة لهم وهذا ليس بجديد على الملك فهو من يرعى الاسرة الأردنية جميعها .
وأشر الصيفي على مشكلة التقاعس المزمن التي تصيب الجميع وتمنعه عن القيام بواجبات المسؤولية ضاربا مثلا بذلك أنه لم يشاهد وزيرا أو مسؤولا يتفقد ما تولاه من مسؤوليات منذ تشكيل الحكومة .
واجزم الصيفي إن نسبة عالية من المواطنين لم تعد تتذكر هيئة أو تحفظ أسماء وزراء حكومة البخيت رغم أنها تشكلت قبل شهرين.
ويرى الدكتور الصيفي ان العديد من الصور الصحيحة والحقيقية لا تنقل بحذافيرها لجلالة الملك الامر الذي يدفع جلالته شخصيا للتدخل لتفقد أحوال المواطنين وآلامهم سرا وعلانية وهذا ما أكده جلالته في كتابه الأخير الذي ينشر الاعلام أبوابا منه حاليا .
وكشف أن الحوارات تستغرق وقتا ولكن لا أحد يفهم سببا في التلكؤ والتسويف فيها مما خلق حاله أصبح فيها المواطن في صراع مع الصبر على تحقيق ما يصبو إليه ضمن الأطر القانونية مشيرا الى أن المشاكل التي يعاني منها المواطن ليست وليدة الامس وإنما تراكمات تاريخية ممتدة على سنوات وان الحكومات المتلاحقة كانت سببا في ذلك.
ولما يقول الملك إن جملة من القضايا الرئيسة في مسيرة الإصلاح تحتاج إلى إجراءات سريعة وحاسمة ومتابعة وتقييم ولا بد من جعلها بين الأولويات في عمل الحكومة وسائر المؤسسات ذات الصلة، واهمهااجتثاث الفساد فلا بد من ملاحقة الفاسدين والإطاحة بهم، وعزلهم، وإذا ظل الحديث عن مكافحة الفساد فهذا يقع في باب المفاهيم لا في باب الإصلاح، لذلك أتوقع أن تجتث المؤسسات المكلفة بذلك، ما ظل من جيوب الفاسدين صغيرة كانت أو كبيرة؛ وأن يوقع عليهم القصاص الذي يستحقونه.
وهنا يرى الدكتور الصيفي إن صاحب الجلالة هو صمام الامان لهذا الوطن وأوامره السامية واضحة ولا مكان لتقاعس أيا كان فالوطن بحاجة للمخلصين من ذوي الأيادي النظيفة .
وفي باب إنجاز القوانين الناظمة للإصلاح السياسي مثل انجاز قانون انتخاب ديمقراطي يضمن تمثيل أبناء الأردن كافة وقانون الأحزاب والاجتماعات العامة والبلديات الذي ستجري على أساسه الانتخابات البلدية العام الجاري بعد مروره بمراحله التشريعية، بما في ذلك أمانة عمان الكبرى يرى مراقبون إن على حكومة البخيت الدخول في الحوارات وعدم مضيعة مزيد من الوقت (...) عل ذلك يخفف من الاحتقانات والمسيرات والاعتصامات والاضرابات بالشارع الأردني بشكل عام والتي عمت جميع المملكة وكان أخرها تنفيذ المعلمين لإضراب مفتوح بلغت ذروة شدة في محافظات الجنوب يليه الشمال ثم الوسط والعاصمة عمان .
وقدرت دراسة أكاديمية محلية إن عدد الاضرابات والاعتصامات والمسيرات بلغت (120) بالأسبوع تستنزف ما مقداره (14) مليونا بعد تعطل عجلة العمل بكافة المجالات بسببها .
المفضلات