السلطة: الذهاب للمفاوضات المباشرة مع إسرائيل "مسألة وقت"
القاهرة-وكالات:
قال مسؤول فلسطيني رفيع إن انطلاق المفاوضات المباشرة مع إسرائيل "ليس أكثر من مسألة وقت" رغم التعنت الإسرائيلي ورفض أي مطالب فلسطينية. وصرح المسؤول ، الذي طلب عدم ذكر اسمه ، لصحيفة "الشرق الأوسط " اللندنية الصادرة أمس إن الرئيس الفسطيني محمود عباس (أبو مازن) "يتعرض لضغوط أمريكية، وغير أمريكية، غير مسبوقة وغير محتملة لإرغامه على الجلوس على طاولة المفاوضات المباشرة رغم أن الطرف الإسرائيلي يرفض إلزام نفسه بأي شيء". ووفق المسؤول، ليس لدى أبو مازن أي أوراق يمكن أن يلعب بها، فحتى الورقة العربية لم تعد موجودة وإن العرب حسب المسؤول "تخلوا عنه". وحسب المسؤول أيضا، يجري الآن البحث عن مخرج يحفظ ماء الوجه لا سيما للطرف الفلسطيني، الذي لا يزال متمسكا بضرورة الحصول على ضمانات ولو كانت على نحو بيان من اللجنة الرباعية يؤكد ما جاء في بيانها الذي صدر في موسكو في 19 مارس الماضي، على أن يصدر هذا البيان بعد استئناف المفاوضات. واضاف المسؤول الفسطيني" ليس هذا فحسب، بل إن حركة فتح لا تقوم بدورها بحشد حركة جماهيرية للوقوف إلى جانب أبو مازن وإعطائه مبررا ليقول لا. وبالتالي فإن الرجل (أبو مازن) في الميدان لوحده.. والكل ينتظر تحركا في الاتجاه الخطأ كي ينقضوا عليه". يرى المسؤول أنه يتعين على الجانب الفلسطيني أن يذهب إلى هذه المفاوضات على الأقل مسلحا بمبادرة وفق رؤيته للحل تأخذ بعين الاعتبار كل التطورات منذ عام 2000 وحتى الآن، ولا يدع الميدان للجانب الإسرائيلي. ويؤكد المسؤول الفلسطيني أن إطلاق المفاوضات سيكون أولا، ثم يتبعه بيان من اللجنة الرباعية يؤكد ما جاء في بيان موسكو. ينسجم كلام هذا المسؤول مع رسالة لوزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون تعتقد فيها أن أبو مازن على وشك أن يعلن موافقته على المفاوضات المباشرة، ربما في غضون أيام. من جهته أعلن عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد أن السلطة الفلسطينية ستحدد اليوم الأحد أو غداً الإثنين موقفها من استئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل . وقال الأحمد في تصريح صحفي إن الموقف سيتحدد "بناءً على ما سمعناه من الإدارة الأمريكية التي طالبناها بمزيد من الوضوح إزاء التحرك الذي تقوم به وموضوع التعامل مع بيان اللجنة الرباعية". وأضاف ان الولايات المتحدة تجري مشاورات مع اللجنة الرباعية "ونريد أن نعرف الموقف النهائي من طلبنا من قبل أطراف اللجنة العربية، وما إذا كانوا سيلبّون طلبنا أم لا، وعلى ضوء ذلك ومع المشاورات التي سنجريها سنحدد الموقف النهائي". وقال الأحمد إن الجواب الفلسطيني سينبني على نقطتين، "ما سنسمعه من آراء عربية وعلى الردّ الأمريكي"، مشيرًا إلى أن كل الاقتراحات التي تقدمت بها السلطة لبدء المفاوضات المباشرة لم تلق تجاوباً كاملا . ولفت إلى أن الرئيس محمود عباس طلب مهلة لعدة أيام من أجل التشاور مع الأطراف العربية التي هي على تماس مباشر. وعن الأطراف التي ستشارك في المفاوضات المباشرة في حال تقرر استئنافها، أوضح ان الرسالة العربية طلبت أن تشارك الولايات المتحدة في المفاوضات وأن تكون هي راعية المفاوضات. من جهة أخرى أعلن مسؤول فلسطيني أمس إن منظمة التحرير الفلسطينية تنتظر قبول إسرائيل مقترح إصدار اللجنة الرباعية الدولية بيانا لإعلان الموافقة على الانتقال للمفاوضات المباشرة. وأوضح المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن بيان الرباعية الدولية سيحدد مرجعية المفاوضات وجدول أعمالها وسقفها الزمني مع المطالبة بوقف شامل للاستيطان الإسرائيلي. وذكر المسؤول أن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ستعقد اجتماعا خلال 48 ساعة لتحديد موقفها من المفاوضات المباشرة في ضوء إصدار الرباعية الدولية البيان المرتقب. وكانت السلطة الفلسطينية اقترحت على الإدارة الأمريكية أن تصدر اللجنة الرباعية الدولية التي تضم الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وروسيا بيانا تحدد فيه مرجعية مفاوضات السلام وجدول أعمالها. وأعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أنه في حال موافقة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على استئناف المفاوضات، ستصدر اللجنة الرباعية بيانا مطلع الأسبوع المقبل.
المصدر
جريدة الرايه
المفضلات