**أين هي الجنة
.
.****قال للملائكة وهو يموت : أين هي الجنة ،،!،،قالوا : هنا ،،انظر ماذا ترى ،،،!! قال: أرى جدارا عاليا ،،قالو: الجنة وراء هذا الجدار ،،قال: وكيف أراها والجدار عالٍ ،،،!!قالوا ،،هل يرى الطفل في رحم أمّه هذه الدنيا ،،وبينه وبينها بطن أمّه ،،،!! ،،إلّا يوم الولادة ،،و في يوم الموت ،،ينبلج النور وترى الجنة ،،،
.
،،لقد كنتم تمشون هنا وهنا في الدنيا وأنتم جنب جدار الجنة كما يُفصَل طفل ببطن أمّه عن الحياة ،،،!!،،لقد أعطاكم الله من زمن الجنة المديد لحظة واحدة ،تعيشون فيها في الأرض،،
.
،،وكانت الجنّة جنبكم ،،،كما الحياة جنب الطفل الذي يرقد في الظلام في بطن أمّه ،،،ويحسَبُ أنّ الظلام هو الحياة ،،!!،
.
،،لقد ظهرَت الحياة دائما بعد حبس طويل ،،!،،نحلم بها ونحن في الحبس والظلام ،،فهذه الدنيا هي ظلام حبسنا ،،!!،،فإذا نضجت الأحلام ،،نفتح باب سجننا ونعانق النور ،،فنغادر حياة أحلامنا هنا،،لنرى حياتنا الحقّة
.
،،لا تظهر الحياة إلاّ بعد أن نحلم بها ،،،،،!!،،ولذلك لا يستعدّون كثيرا للجنّة ،،،!!،من ارادوها هنا ،،،وأحسن الأحلام احلام الحكماء الذين كرهوا أيّة حياة يتلوها الموت
.
قالت الملائكة : الجنّة موجودة في اعمالكم ،،قد كنّا ننظر لمن شغَلَه الحقّ و الصدق ،ونقول : سيخرجُ هذا من أرض حصاده وزرعه إلى الجنة
.
،،قال الذي يموت - ضاحكا سعيدا -: فها أنا في الجنة ولا أرى الجدار ،،!،،حُرْتُ كأوراق شجر الحور ،،بلحظةٍ واحدة صرتُ في حال أخرى من الحياة ،،!،،
.
،،واللحظة هذه ،،كم تبدو لي حياتنا الماضية في الأرض ،،شديدة الغرابة ،،وأتعجَّب كيف قطعنا كلّ تلك الطريق في الدخان والظلم والظلام ،،،،،،،،،،حتى انتهينا إلى الحياة البهيجة التي أرى ،،!!
.
.
.
عبدالحليم الطيطي
المفضلات