د. زكريا الشيخ يكتب.. لنبحث عن حل لزعيم فلسطين أبو مازن!!
الدكتور زكريا الشيخ رئيس مجلس ادارة مجموعة الحقيقة الدولية الاعلامية
الحقيقة الدولية - عمان
كتب الدكتور زكريا الشيخ رئيس مجلس إدارة مجموعة "الحقيقة الدولية" الإعلامية مقالا حول لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس "ابو مازن" مع مجموعة من السياسيين والصحافيين يوم الأحد الماضي، وفيه "الشعور بالأسى والحسرة" بسبب "النفسية المنهارة لزعيم قضية تحتل أخبارها وهمومها والمجازر والمؤامرات التي تحاك ضد أرضها وشعبها ومقدساتها نشرات وصفحات وسائل الإعلام".
وأضاف الدكتور الشيخ في مقاله "تألمت كثيرا وأنا أراه تائها، لا يملك رؤية إستراتيجية و خارطة أو حتى "حبل" طريق للخروج من المأزق، بل بدا عليه الإحباط من كل جانب، مرجعا كل إجاباته إلى ضرورة التعامل بـ "واقعية" مع ما هو موجود على الأرض، ومستسلما تماما لهذه الواقعية".
وحول طلب الرئيس الفلسطيني خلال اللقاء مساعدته في "البحث عن حل" في ظل تشابكات وتعقيدات العلاقة الفلسطينية الداخلية والعلاقة مع الكيان الصهيوني، كتب د. الشيخ " فكرت كثيرا وأنا أحاول أن أبحث عن حل لأبي مازن، كما طلب هو بعظمة لسانه، فما وجدت حلا غير الإسلام في إعادة وترسيخ مفهوم الصراع مع بني صهيون بأنه صراع عقائدي وليس صراعا على قطعة أرض، وأن الحل الحقيقي هو أن نعد أنفسنا للمعركة الفاصلة مع قتلة الأنبياء والأطفال والنساء، عصابة الإرهاب العالمي، الصهيونية العالمية".
وفيما يلي نص مقال د. زكريا الشيخ
حينما تجلس أمام رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية "أبو مازن" وجها لوجه وتتمعن في كلماته ولغة الجسد التي ترافق "هناته" وحركاته وهو يتحدث أمام ثلة من الصحفيين والسياسيين، تشعر بالأسى والحسرة وأنت تحلل "النبرة" والنفسية المنهارة لزعيم قضية تحتل أخبارها وهمومها والمجازر والمؤامرات التي تحاك ضد أرضها وشعبها ومقدساتها نشرات وصفحات وسائل الإعلام يوميا في كل أنحاء العالم.
خبراء قراءة لغة الجسد وتعبيرات وتقاسيم الوجه وارتفاع نبرة الصوت وانخفاضه وحركات الأيدي والأعين واهتزاز الرموش وحتى الضحكات، هؤلاء الخبراء تمكنوا من خلال هذا "العلم" أن يرفعوا اللثام عما هو مخفي من شخصية المتحدث.
أبو مازن قال بحسره وبضحكة تخفي من ورائها الكثير: "ابحثوا لي عن حل" وهو يتحدث عن تشابكات وتعقيدات العلاقة الفلسطينية الداخلية والعلاقة مع الكيان الصهيوني.
تألمت كثيرا وأنا أراه تائها، لا يملك رؤية إستراتيجية وخارطة أو حتى "حبل" طريق للخروج من المأزق، بل بدا عليه الإحباط من كل جانب، مرجعا كل إجاباته إلى ضرورة التعامل بـ "واقعية" مع ما هو موجود على الأرض، ومستسلما تماما لهذه "الواقعية" بحسب مفهومه وقدراته وسقف توقعاته وآماله!!
حاولت بصدق أن أصغي متمنيا أن يقنعني بكلامه، وهو يتحدث عن حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية بجانب كيان العدو الصهيوني، والآمال التي يعلقها على الوسيط الأمريكي وموقفه الرافض للمقاومة العسكرية مع الكيان الصهيوني، وتهديداته الصارمة ضد حماس وتحذيرها من نقل المقاومة العسكرية إلى الضفة الغربية، ولكنني فشلت في مهمتي، ليس رغبة مني، ولكن لغة الجسد وشعوري الباطني كانا يدفعاني إلى القناعة بأنه يحاول جاهدا إقناعنا بشيء هو ذاته ليس مقتنعا به، فكيف لفاقد الشيء أن يعطيه؟
إحساسي كان يدفعني للشفقة عليه، لأن الشخص حينما يفقد مقود السيطرة، لا يدري أين يتجه، ولكن الأمر يتعدى الشفقة، فمع كل كلمة كان ينطق بها، كنت أسقطها على رصيدي المتراكم من المعلومات عن تاريخ وحاضر الأحداث الدامية التي مرت بها القضية الفلسطينية منذ أن تولى أبو مازن زمام الرئاسة، فأغوص متعمقا بالتفكير فيها، ولكنني ما أكاد أصحو على كلمة أخرى تخرج منه حتى ترسلني إلى حدث آخر أشد خطورة ودموية.
إجابات أبو مازن، وهو يؤكد لي أنه يحفظ أجزاء كثيرة من القرآن والأحاديث النبوية وخاصة فيما يتعلق بحقيقة الصراع الديني مع بني صهيون، في رده على سؤالي عن حتمية زوال دولة الصهاينة وعدم تعليق آمال على عملية السلام، كانت تعكس خلاف إيماننا كمسلمين في التعامل مع أعداء أمتنا الإسلامية، كما أن وصفه للسلطة الوطنية الفلسطينية بأنها "مصيبة" مباركة على من يترأسها، تدفعني للحيرة والتساؤل حول التشبث والتمسك بها، ولماذا لا نطلـّقها بالثلاثة ونعود إلى الخيار الوحيد للتعامل مع الصهاينة وهو الجهاد، أو كما يسميه أبو مازن "المقاومة العسكرية".
فكرت كثيرا وأنا أحاول أن أبحث عن حل لأبي مازن، كما طلب هو بعظمة لسانه، فما وجدت حلا غير الإسلام في إعادة وترسيخ مفهوم الصراع مع بني صهيون بأنه صراع عقائدي وليس صراعا على قطعة أرض، وأن الحل الحقيقي هو أن نعد أنفسنا للمعركة الفاصلة مع قتلة الأنبياء والأطفال والنساء، عصابة الإرهاب العالمي، الصهيونية العالمية. "وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ".
أعتقد جازما أن أبو مازن سيضحك من هذا الحل وقد يصفني بالمتطرف العاطفي الذي لا يفقه بالسياسة والواقعية شيئا، ولكنني سأقبل منه هذا الوصف في زمن "تشقلبت فيه الموازين"!!
المصدر : الحقيقة الدولية
المفضلات