استيقظتُ في منتصف الليل وشعرت برغبةٍ في شرب الماء، أو لعلني أردت مغادرة فراشي لأني فعلاً لاأدري ماالذي قضَّ مضجَعي وأيقظني..
شربتُ كأس الماء وارتوت أحشائي بهِ بارداً عذباً، فأغمضتُ عيني لوهلةٍ.. جالت في ذهني خلالها العديدُ من الصور والتساؤلات.. صورُ القتلى والجرحى والثكلى وصورٌ للأيتام عليها دمعةٌ تكادُ تكونُ دماً.. لطفلٍ لم يتجاوز سن التمييز بعد..
أحسستُ بحرارةٍ في جوفي، بدَّدت برودَة الماء.. وأخذت تنتشر في أحشائي حتى بلغَت عيناي..
تملمَلت الدموع في عيناي.. فأردتُ أن أمنعها، وأغمضت عيني وأطرقتُ رأسي.. والمشاهدُ في مُخيلتي تزيدُ وتزيد.. فلم أتمالك نفسي وأحسستُ برغبة عارمة في البكاء!!
تذكرتُ معتصماً وأيامَ مُعتصم، فأردتُ أن أصرخ: وامعتصماااااه!! توقفت لأن الأمر اليومَ أكبر بكثير، وجلَلُهُ أدهى وأمر..
أردتُ أن أصرخ: واإسلاماااااه!! فتوقفتُ لأني أعلم أن الإسلام بخير، وأن العِلة في أهله..
فكرت فيمن أناديه!! أينَ قائدي.. أين مُرشدي.. حبيبي يارسول الله.. من تفزع الناس إليه في الشدائد.. من إذا اشتد وطيسُ المعركة تترس الصحابةُ به.. وااامحمدااااه!!
ولكن!!! ماهذا؟؟ لاأستطيعُ نطقها.. أعرفها وأعرف كيفَ أنطِقُها.. ولكنَّ لِساني يأبى!!
أخذت أبحث.. لماذا؟؟ ماالسبب؟؟ ماالذي منعني؟؟ ماذا؟؟ ماذا؟؟ مالذي أفقدني صِلتي به
ذاكَ هو لقد وجدته.. هناك وحيداً في ركن الغرفة.. ياإلهي كم قصرتُ في حقه سأذهبُ إليه.. كلا.. لابد أن أتهيأ له.. فهُوَ .. -( لايَمسُّهُ إلا المُطَهَّرون )-..
سأستعد.. وأذهب إليه لأعقِدَ صُلحاً معه.. وأنظر ماذا فيه.. فانتظروني!!!
المفضلات