"الحقيقة الدولية" تحصل على صور لعملية اعتداء مدرس على طالب في مدرسة صناعة مأدبا
معلم ينهال ضربا على طلبة.. ومسؤول تربوي يعتبرها "تمارين رياضية"
الحقيقة الدولية ـ عمان – خاص
في الوقت الذي حذرت فيه جلالة الملكة رانيا العبد الله من خطورة ضرب تلاميذ المدارس وإعلان جلالتها بأن ضربهم يعد خطا أحمر لا يقبل تجاوزه بأي حال من الأحوال ودعوتها وزارة التربية والتعليم إلى عدم الوقوف مكتوفة الأيدي أمام هذه الظاهرة، إلا انه ما تزال تطل علينا بين الحين والآخر حوادث اعتداء على الطلبة من دون مسؤولية.
وفي الوقت الذي حاولت فيه "الحقيقة الدولية" الوصول إلى تبرير لصور تلقتها عبر بريدها الالكتروني تظهر قيام احد المعلمين في مدرسة صناعة مأدبا بالاعتداء على الطلبة وهم مستلقون على الأرض ويستل بيده عصا غليظة تدخل الرعب في قلوب الطلبة اصطدمت بإجابة المسؤول عن المدارس الصناعية برمتها بقوله "هذه تمارين رياضية وليس ضربا للطلبة!"..
هذا الرد يعيدنا إلى قصة محمد الهويمل التي حدت بجلالة الملك عبد الله الثاني للإيعاز إلى طبيبه الخاص رامي فراج بعلاج الطفل اثر إصابة بليغة في عينه اليسرى بعصا أستاذه في مدرسة غور حديثة الأساسية للبنين في لواء الأغوار الجنوبية، خلال معاقبة الأستاذ لمجموعة من التلاميذ بشكل جماعي.
تبريرات مدير التعليم الصناعي في وزارة التربية والتعليم المهندس احمد شديد لـ "الحقيقة الدولية" والتي تتنافى مع ما تظهره الصورة ترسخ مفهوم أن عقلية التعليم بالعصا لازالت قائمة رغم التحذير من الضرب من قبل أعلى المسؤولين في الدولة، ويعيد إلى الأذهان تصريحات جلالة الملكة رانيا العبد الله التي أطلقتها بعد قصة الطفل الهويمل بقولها: "نحن نشجع على الحوار دائما، لأنه جزء من علاج أي مشكلة، لكن ضرب تلاميذنا خط احمر لا يقبل تجاوزه بأي حال من الأحوال".
وأضافت جلالتها "لا يجب أن تقف أي جهة مكتوفة اليدين أمام ظاهرة ضرب التلاميذ، بدءا بوزارة التربية والتعليم، لان المرء يسامح نده، رديفه، لكننا لا نستطيع مسامحة من يؤذي طفلا لان التربية هي أساس التعليم، والتربية مسؤوليتنا جميعا".
وتساءلت جلالتها "متى أصبح الضرب في المدارس مقبولا؟". وأكدت جلالتها "على أهمية تأهيل المعلمين ليكون في جعبتهم آلاف الطرق الجديدة لإيصال المعلومة إلى تلاميذهم، وتحديث أساليب تعليمنا لتتماشى والعصر ومتطلبات سوق العمل".
وأوضحت جلالتها أن "أطفالنا لا يذهبون إلى المدرسة لتعلم مناهجهم فقط"، مشيرة إلى أن "المدرسة هي مجتمعهم الصغير، الذي يمثل كل قيمنا، ومعتقداتنا".
وقالت جلالتها "هناك، سيتعلم (أطفالنا) للمرة الأولى احترام الغير والقانون ومن هم أكبر منه سنا وعلما وهناك أيضا سيتعلم أطفالنا أن الاحترام يكتسب ولا ينتزع لكنه يعلم ولا يطبق بحد العصا ولا بالصراخ ولا بالتهديد".
وخلصت جلالتها إلى أن "أي طفل يصبح العنف جزءا من واقعه عار علينا (نحن) جميعا، مسؤولين ومديرين ومدرسين وأهالي".
وكانت جلالتها أطلقت في الخامس عشر من نيسان الماضي مبادرة لدعم وتطوير مدارس المملكة خلال السنوات الخمس المقبلة بهدف "توفير بيئة تعليمية أفضل" لـ (163) ألف طالب وطالبة تحت اسم "مدرستي".
المصدر : الحقيقة الدولية ـ عمان – خاص- 24.6.2009
المفضلات