عمرها مائة واربعون عاما لا ترى ولا تسمع وتعيش على الصدقات
اكبر معمرة في الاردن تعيش في بيت ايل للسقوط
أطلق عليها سكان الحي لقب “الجدة” ومعمرة الأردن لطول عمرها الذي عاشته، فهي لازالت تحتفظ ببعض الذكريات منها الحلوة ومنها لأيام كانت بالغة الصعوبة...الحاجة فضة المرزوق قارب عمرها على القرن ونصف القرن عاشته في منطقة الأغوار الشمالية رزقها الخالق بعدد كبير من الأبناء والبنات معظمهم ماتوا ومن تبقى منهم فهو في سن الشيخوخة فيما بقيت تعيش بالقرب من ابنتها التي فقدت هي الأخرى زوجها وتعيل عددا من الأبناء المعاقين.
ابنة وحيدة شاء الباري عز وجل أن يموت زوجها وزوج ابنتها التي أنجبت عددا من الأبناء المعاقين.
“الحقيقة الدولية” زارت الحاجة فضة البلاونة في منطقة الأغوار الشمالية والتقت بها حيث بدا عليها المرض واضحا ناهيك عن كونها لا ترى ولا تسمع٬ أمضت الكثير من العمر وهي تصارع الأمراض تحتسب أمرها الى خالقها تتحدث بصوت منخفض عن أيام خلت وعن حروب وقعت في العصر العثماني والحكم التركي تحاول تذكر الماضي لكن ذاكرتها لم تسعفها كثيرا، فهي لازالت تذكر بعض الأموات الذين تربطهم بها ذكرى لأيام جميلة.
حسين البلاونة احد جيران الحاجة فضة ذكر أنها من اكبر المعمرين في الأردن وأنها لا تملك في هذه الدنيا أي شيء فهي لا تملك حتى إثبات شخصيتها “هويتها الأردنية” ولا تملك تأمينا صحيا.
وأضاف: لقد أنجبت الحاجة فضة الكثير من الأبناء والبنات غالبيتهم انتقل الى رحمة الله ومن بقي منهم فهو الآن عجوز طاعن في السن موضحا أن معظم المسنين الذين يتجاوزون المائة عام يفضلون العيش وحدهم بعيدا عن الضوضاء والإزعاج لذا فمعظمهم يرحل عن الناس ويقطن في عريشة بلاستيكية إضافة الى أن معظم ذوي المسنين لا يتحملونهم لكثرة أمراضهم وأوجاعهم٬ واختصارا لذلك كله يقوم المسنون بالرحيل لأنهم يعلمون جيدا انه لا يوجد احد في هذه الحياة قادر على إعالتهم في ظل الظروف القاتلة التي تحيط بهم.
فيما ذكرت ابنة الحاجة فضة ان والدتها تعاني من المرض المزمن منذ حوالي سبعين عاما، حيث تقطن في بيت آيل للسقوط وغير امن على الأطفال والأبناء لذا فقد آثرت ان أبعدها عنه وأضعها في خيمة تقضي فيها بقية عمرها.
وأضافت أن المشكلة تكمن في عدم مقدرتها على توفير الطعام والعلاج لوالدتها كونها أرملة ولديها عدد من الأطفال المعاقين لا تستطيع توفير لقمة العيش لهم مبينة أنها تعمل في بعض الأحيان في المزارع باجرة لا تتعدى الدينارين يوميا من اجل إعالة والدتها وأبنائها المعاقين.
وقال حسن المرزوق ان المسنة طريحة الفراش في الخيمة البلاستيكية منذ عشرات السنين وان ابنتها عاجزة تماما عن رعايتها مؤكدا ان العجوز بحاجة الى رعاية طبية عاجلة إضافة الى تامين العلاج اللازم لها علما أنها لا تقوى على الحركة فالخيمة بالنسبة لها كل شيء في هذه الحياة.
وطالب مرزوق المعنيين الرأفة بحالها من خلال تخصيص مبلغ مالي يمكن ان يعينها على قضاء بعض الآلام والأحزان وتتمكن من الذهاب الى المراكز الطبية والمستشفيات وتتمكن من شراء رغيف الخبز الذي لا تملكه الحاجة فضة.
الحقيقة الدولية ـ الأغوار الشمالية ـ راكان قداح | 12.3.2008 |
المفضلات