الذكرى العشرين والخامسة والأربعون والحادية والثلاثون والستون والواحدة بعد الألف, ذكرى بلا ذكرى وبيارق تعلو وتنخفض من كلّ فج ٍّ شحيح , دفوف وهتافات لا تحمل ذكرى وأعمدة رخامية من صحف ودواوين تتغنى من كلّ حدب وصوب بالمناقب وذكراها وأوهامها اليانعة اللاهثة , صور تتراشق وتتزاحم تحجب بعضها البعض عن البقاء وبين غبار الذكريات القاتلة اليائسة البائسة يترنح عن سبق العناء المترصد ...سراجٌ واهن ٌ يتلو سورة للنــّور, حائرا يرسل سياجا وأرواحا ونواحا من الليل الكثيف يتلوى كشيطان في كهوف الأساطير الباقية العائدة بثوبها السندسي المخملي الهفهاف الفضفاض , يحجب الذكرى والخيال والرّؤى والصّور, يهدأُ من روعه ِضوء ٌشاحبٌ شاخصٌ باهت الذكرى, في سماء لا تحمل سوى "عرجون قديم" نصفه غارقا والآخر ينتظر غمامة داجية ساجية ليغرق إثره فيها...سقط القنديل من شرفة الظلام وتكسّر ضوئه , بقي الزجاج والسّناج عالقا في عيون الذكرى القانية المعلقة على مشاجب الزمن بلا ضياء..
المفضلات