55
ساعة عمل أسبوعيا تتسبب بالاجهاد
أظهرت دراسة جديدة أن القدرات الذهنية للأشخاص الذين يعملون لأكثر من أربعين ساعة أسبوعياً، تتردى بوتيرة أسرع في عمر مبكر.
وربطت الدراسة المطولة، التي أجريت على أكثر من 2200 موظف حكومي بريطاني، بين ساعات العمل الطويلة وضعف القدرات الإدراكية في اختبارات محددة، وتدني مستويات الذكاء بحدة مع الزمن.
ومقارنة بمن عملوا ساعات العمل الرسمية، وتتراوح بين 35 ساعة و40 ساعة أسبوعياً، انخفضت القدرات الاستنتاجية وبحدة خلال خمس سنوات، بين أولئك الذين قضوا 55 ساعة في العمل.
وقالت الدكتورة ماريانا فيرتانين مديرة الأبحاث في المعهد الفنلندي للصحة المهنية في هلسنكي إنه ''ليس من الواضح فيما إذا كان السبب وراء هذه الاختلالات هو زيادة ساعات العمل.''
وعددت فيرتانين وزملاؤها في فريق البحث بعض الأسباب الأخرى التي تكون قد وراء هذه المشكلة، وهي أسباب قد تتعلق بطبيعة بعض الأعمال، أو مستوى التعليم لدى العامل، أو الحالة الصحية للعامل، كوجود مشاكل في ضغط الدم، أو أمراض القلب، كما أن هناك بعض العوامل المؤثرة التي لا تتأثر بطول ساعات العمل والتي من الممكن أن تسبب خللاً في القدرات العقلية.
وتضمنت الدراسة، التي نشرت نتائجها في ''الدورية الأمريكية لعلم الأوبئة'' متابعة 2214 موظفاً حكومياً في منتصف العمر، على مدى خمسة أعوام، وإخضاعهم في بداية الدراسة ونهايتها لاختبارات محددة متعلقة بالقدرات العقلية.
وأظهرت النتائج أن أولئك الذين يعملون أكثر من 55 ساعة أسبوعياً حصلوا على علامات منخفضة في امتحان المفردات، كما ظهروا انخفاضاً كبيراً في نتائج امتحان يسمى ''الذكاء الانسيابي'' وتتعلق بالاستنتاج المنطقي وحل المشاكل.
كما بينت الدراسة أن أولئك الذين يعملون ساعات أطول يعانون من معدلات إجهاد مرتفعة، وينامون أقل، ويشربون أ كثر من أولئك الذين يعملون ساعات أقل.
وكانت دراسة سابقة أكدت أن الإجهاد الزائد في العمل يسبب الكثير من الآثار السلبية على الموظفين، لكنها دعتّ لوجود قدر معين من الإجهاد كحافز لإثبات كفاءة الموظف، فبدون هذا القدر من الإجهاد لن يهتم الكثير من الموظفين بالعمل أو حتى بالذهاب إليه.
وقالت الدراسة ان هذا القدر من الإجهاد يساعد غالبية الموظفين على البقاء على أهبة الاستعداد، ويحفزهم على تحقيق مستويات أعلى من الامتياز الذي يُعدّ خطوة هامة نحو تحقيق احترام الذات. والهدف هو اكتشاف ذلك القدر من الإجهاد الذي يساعد على تحقيق نتائج جيدة. ولكن دون تثبيط الهمم.
وللتكيف مع الإجهاد اوضحت الدراسة أن هناك عدة وسائل، منها:
تغيير المواقف والمفاهيم الذاتية
فعلى الرغم من أنه لا يمكننا تغيير بعض أنواع المؤثرات الخارجية التي تسبب الإجهاد، إلا أنه بوسعنا أن نغير مواقفنا ومفاهيمنا الذاتية تجاه تلك المؤثرات، كتكوين علاقات اجتماعية تساعدك على التغلب على الشعور بالوحدة، أو تقبّل الموقف ببساطة ومرح، أو التحدّث إلى أصدقائك عن مشاكلك.
ودعت الدراسة لتغيير طريقة
التفاعل مع مناخ العمل ويعتمد هذا الأسلوب على العمل بذكاء أكثر لا بجهد أكبر، وبالتالي خفّض حجم الإجهاد؛ إذ يمكن تنمية المهارات في مجالات تحديد الأهداف وإدارة الوقت والسيطرة على الخلافات، والحصول على تدريب يعزز مهاراتك، أو الاستفادة من المعلومات الاسترجاعية التي يمدك بها زملاؤك وسيلة لاستكشاف المجالات الحياتية التي يمكن أن تُحدث فيها تغييراً وظيفياً على أدائك.
وقالت الدراسة إذا كان مصدر الإجهاد مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بمناخ عمل معين، فمن الأفضل أن تجد طريقة تضع بها نفسك في مناخ عمل مختلف. دون ان يتحول ذلك إلى سلوك هروبي من أي موقف مسبب للإجهاد.
ويمكن للمشرفين مساعدة الموظفين للسيطرة على الإجهاد، عن طريق: تحديد الأهداف بوضوح للموظفين، وتقديم المعلومات الاسترجاعية والمنتظمة لهم حول إنجازاتهم. والتأكّد من وضوح التعليمات، والقيام بتقييم مواعيد إنجاز العمل.
المفضلات