الرسالة الهاشمية السامية : مقاربة نصية، بقلم الدكتور محمود سليم هياجنه
مما لا شك فيه أن الوصول إلى ذروة الإنجاز في تكريس الفعل المؤثر ضمن أسرة البرلمان المنتظرة هو الوعي العميق بالخلفية القانونية التي ترفدها إرادة التصويت الحر ومن هنا نجد التركيز قد انصب على مجموعة أهداف معلنة ، وهي إرادة التصويت الحر والشفافية والعدالة والنزاهة ، وبالجملة يجب أن تكون محطة مشرقة في المسيرة الإصلاحية والتحديثية ، ولهذا يجب تحقيق الأفضل للوطن الغالي بتوسيع آفاق الإنجاز والتقدم أمام هذا الشعب الوفي ، أضف الى ذلك كله الغاية السامقة وهي التركيز على تحقيق التنمية الشاملة التي تنعكس آثارها على المواطنين .
وبهذا يمكن القول : إن صاحب الجلالة – أيده الله- يشير الى التمثيل المناسب لوعي شعبي بلغ مرحلة الانتقال من التوسل بفكرة التمركز خلف الذات الى الاصلاح التنموي الشامل سواء الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية ....الخ .
ومن هنا فإن كفاية الأخذ بالعلاقة الديمقرطية يرتبط وجوبا - لكل من يريد ان يخوض غمرة هذا البحر – مع جدول أعمال غايته تحقيق أهداف ترتبط ارتباطا وثيقا في عروة التنمية الوطنية منها :
إبرام صيغة توافق مع السلطة التنفيذية على تحديد وظيفة البرلمان بوصفه مرجعية تشريع وتشاور ومراقبة لكافة الخطط السياسية والاقتصادية التي تقوم بتنفيذها الحكومة . وتنظيم العمل البرلماني ضمن حالة مؤسسية قادرة على تكريس الاختصاص في بناء البرامج مع مراعاة مبدأ التوفيق بين القوانين الناظمة لهذا العمل وإرادة المجتمع المدني . ثم تقوية التكتلات النيابية في البرلمان وفق برامج عمل تلزم الحكومة بإنجاز المشاريع التي تخدم المواطن بعيدا عن الاعتبارات الفئوية والمحسوبيات ، وهو ما يترتب عليه الانتقال من سلطة الفرد الى سلطة الدولة.
إنجاز موازنة الدولة وتصريفها بشكل عادل للاقاليم في المملكة ، ما يسمح بتوفر العنصر المادي اللازم لإنشاء المشاريع والقضاء على البطالة . تحسين اوضاع المؤسسة التربوية وتأهيل الوضع المادي للمعلم بما هو ركيزة بناء للمعرفة والتطوير. وذلك انطلاقا من ضرورة تحديد رواتب المعلمين حسب المؤهل الأكاديمي استنادا الى ميزانية الدولة . تمكين الوضع المعيشي للمرأة من خلال توفير فرص للحصول على قروض مالية تساعد في بناء مشاريع إنتاجية صغيرة تضعها على سلم التطوير الوطني .
أما في مجال الصحة فالتأمين الصحي يحتاج إلى إعادة نظر وخاصة لكبار السن وتفعيل دور المراكز الصحية وفتح مختبرات وعيادات تخصصية في القرى وإنشاء مؤسسة خاصة لمراقبة جودة الغذاء والمواد الاستهلاكية . ومما هو جدير بالاهتمام هو تعزيز استثمارات الاردن الوطنية من الثروات الطبيعية والبشرية فضلا عن استثمار موقع الاردن المتميز والمناطق التاريخية والأثرية والسياحية . ومما لا شك فيه ان اعتماد الكفاءة وتكافؤ الفرص لجميع شرائح المجتمع دون تمييز هو ما يجب أن يركز عليه ، فضلا عن العمل الجاد والدؤوب على تخليص المجتمع من ثقافة العيب بالاستعانة بالأجهزة الإعلامية وغيرها .
أقول هذا ولا أنسى كل أردني شهم يتمشى دم الحمية والغيرة الوطنية في عروقه بأن يسعى جاهدا إلى تفهم ما جاء في ثنايا الرسالة السامية التي تعكس روح المشاركة الشعبية في المسيرة الإصلاحية والتحديثية . وبهذا يجب علينا كأردنيين نستظل بلواء بني هاشم الوارف ان نكرس حضور المصلحة العليا وأن نفتدي هذه المسيرة الخيّرة التي نهض بها جلالة الملك المفدى وأن نبذل لها النفس والنفيس وإلاّ سنبقى متشرنقين في بوتقة نواب همهم توظيف حراس معمل أو عامل تنظيفات .
وكل الولاء لصاحب الجلالة الهاشمية سليل الاختلاف ورائد البصيرة ،فكم أنتم فريدون في هذا العالم فما أكثركم وكم نحن مأخوذون بلذة الانتماء إليكم فما أحوجنا أن نسير على توجيهاتكم كي نبلغ سامقة العلياء بكم . والله ولي التوفيق .
الدكتور محمود سليم هياجنه
المفضلات