أدبيات التدخين في المجتمع الأردني
على مبدأ عفّط والله لا يرد الناس، تتمحور علاقة مجتمع المدخنين في الأردن مع غيرهم من باقي أفراد المجتمع “القلّة”.. وتتجلى أكبر مظاهر تحدي السلطة عندما يتعلق الأمر بشفطة سيجارة، فهنا لا حكومة ولا قانون ولا جيش يقف في طريق الخرمان.
في هذا البلد وعلى عكس بقية دول العالم، فإن المدخن هو صاحب الحق في التدخين داخل الأماكن العامة، وإذا حاولت وتجرأت وطلبت من أحدهم إطفاء سيجارته فكأنك أتيت على شرفه وقد تقع في مصيبة لا تحمد عقباها.
في هذا البلد يدخن الجميع تحت إشارة ممنوع التدخين.. من المطار وحتى سيارة التكسي.. لا معنى لأي إشارة ممنوع تدخين…
“التدخين حرية شخصية، بس إيذاء الناس بدخانك وقاحة وعيب.. إفهم يا بني آدم”
عندما تصبح أوامر وزير الصحة حبر على ملصقات ولا حدى فارقة عن ****
الدخّان للجميع بلا حدود
في أحد المولات وجدت أشخاصاً يدخنون.. لم أنزعج لمجرد أنهم يدخنون في مكان يمنع فيه التدخين ولكن كان بعصتي الكبرى أنهم أطفال لم يتجاوز عمرهم الثانية عشر. بغض النظر عن الظروف التي جعلت هذا الطفل يدخن كان نفسي أعرف مين إبن الحرام الذي باع هؤلاء الأطفال علبة السجائر!!! لحد الآن لم نصل لمرحلة من الإنسانية لسن قانون يجرم بيع السجائر لمن تقل أعمارهم عن ١٨ وتطبيق هذا القانون.
إن لدينا في مجتمعنا عادة حقيرة تتمثل في إرسال أطفالنا إلى الدكّان لشراء علبة سجائر “روح ياولد عالدكّان وهاتلك بكتين جولد كوست”. وهو لا يدرك ذلك الأب الحقير أنه يقوم بتوريث لعنة الدخان التي حلّت عليه لأولاده وأولاد أولاده لمجرد أنه تكاسل للذهاب إلى الدكّان..
المصيبة الأكبر التي شاهدتها كانت في إحد المولات وفي غرفة زجاجية لا تتعدى مساحتها المترين حيث يلعب الأطفال هناك. وفي هذه الغرفة الضيقة المليئة بالأطفال كان هناك أمهتان تدخان داخل الغرفة دون أدنى ضمير.. والمصيبة الأكبر والأكبر أنني لم أجد مسؤولا واحداً داخل المول لمنعهم من التدخين…
“يا أخي شي بفلق!”
منقول ابصر من مين ؟
__________________________
المفضلات