كعادتي أجلس وحيداً في غرفتي الصغيره
بتلك الزاويه التي ياما شهدت لحظات عمري
بفرحها وحزنها بتعبها وراحتها بسعادتها وشقائها
أشعلت شموعي وأطفئت الإناره
خيّم ظلام دامس على عالمي
أشعلت سيجارتي وفنجان القهوة أمامي
بدء الدخان يتعالى على ضوء الشموع
مما أضاف للجو نكهة رائعه
إرتشفت من فنجاني القليل
وشعرت بطعم دموع تختلط مع البن
نظرت الى الفنجان متعجباً
فإذا بصورة من سحرت فؤادي على وجهه
وكانت الدموع تملأ عينيها وتتساقط بغزاره
سحبت منديلاً وتركته يلامس وجه الفنجان
مما حمل معه القليل من لون القهوة الرائع
على أمل أن أكون مسحت القليل من دموعها المتساقطه
علا صوت المذياع قليلاً وبدءت دموعي تتساقط
كانت أنغام عبد الكريم تداعب مسمعي وهو يردد
الناس تبكي جرحها وانا بكتني جروحي
الوداع ؛؛؛ الوداع
آه يالوداع
فأصابتني رجفة ُ خفيفه أسقطتني أرضاً
حتى شعرت بأنه سيغمى عليّ
أستفقت بعد بضع دقائق معدوده
لأجد نفسي أعانق طيفها الذي زارني الليله
ورمى بنفسه بأحضاني وبين يدي
حتى حنوت عليه وقبّلت جبينه وضممته على صدري
بدأت أذرف الدموع وهو فاقداً للوعي
بعد ساعات من الالتحام مع بعضنا البعض
ودموعنا التي ذرفنها سوياً
ارتفع صوت الأذان مناديا لصلاة الفجر
صحوت على نفسي وإذا بي أجلس وحيداً بلا طيف ٍ يواسي وحدتي
فشرعت بـ لملمت أوراقي المتناثره ودفاتري الممزقه
وأطفئت شموعي ورميت فنجان قهوتي
فـ هو من كان سبب تعاستي تلك الليله
وهممت أبحث عن نفسي بالأحلام علني أجدها
بين طيات النسيان وثنايا الحرمان
وانقضت الليله كما بدأت
بدموع تسيل على وجنتيّ
بقلمي
قناص الحباري /// زمان الصمت
11/12/2009
11:52 م
المفضلات