يتحدث مراقبون ومتابعون لطبيعة الخطوات التصعيدية التي تتخذها قيادة جماعة الاخوان المسلمين في الاردن عن تشابه في الاداء والاساليب مع ما يجري في مصر وساحات عربية اخرى, تكاد أن تكون نسخة واحدة من سيناريو أو امر عمليات قادم عبر البحار من خلال القيادة الدولية أو مكتب الارشاد العالمي لجماعة الاخوان المسلمين, التي ما تزال تعيش صدمة اسقاط نظامها في جمهورية مصر العربية الشقيقة, هذا السقوط الذي يبدو أنه اجهض المخطط الذي رسمته قيادات للاخوان للهيمنة على المنطقة ووأد احلام الشعوب العربية في الحرية والديمقراطية وانجاز الاصلاحات السياسية والاجتماعية الهادفة في النهاية الى تعميق المشاركة الشعبية في القرار الوطني, والى اضفاء المزيد من الشفافية على الاداء الحكومي..
جماعة الاخوان المسلمين في الاردن يبدو انها ملتزمة بقرار قيادتها العالمية ولهذا تراها لا تتوقف عن عمليات التحريض على الكراهية والتعبئة في صفوف انصارها واختراع المزيد من الشائعات وتوظيف الاشقاء المصريين في الاردن لغايات سياسية كما حدث خلال المظاهرة التي نظمتها الجماعة امام السفارة المصرية في عمان, ضاربة عرض الحائط بأي معيار اخلاقي او سياسي او ديني عبر استغلال معاناة او حاجة المصريين في الاردن الى المال او الغذاء اضافة الى تعريض مصالحهم الى الخطر لأن شروط الاقامة او تصريح العمل الممنوح لهم, لا يسمح بالعمل السياسي او الانخراط في اعمال تعرض امن واستقرار البلد الى الخطر..
يضاف الى ذلك أن جماعة الاخوان المسلمين يبدو أنها لا تدرك عواقب الخطوات التصعيدية التي تلجأ اليها وانفلات تصريحات قياديين متطرفين فيها، باتجاه خلق توتر في علاقات عمان بالقاهرة، وكأن جماعة الاخوان عندنا معنية بمصير الرئيس المعزول محمد مرسي وعودة هيمنة مكتب الارشاد في مصر على المشهد المصري، اكثر من عنايتها بمصالح الشعب الاردني وحاجاته وجدول أعماله اليومي والوطني، وهو ما نلاحظه في كل فعالياتها ونشاطاتها، كما في فعاليات ونشاطات جماعات الاخوان المسلمين في اقطار عربية عديدة على نحو يؤكد ان (المعلم) واحد وان السيناريو موضوع من قبل جهة واحدة.
لا مصلحة للاردنيين في نشاط اخواني كهذا وما تشهده صفوف جماعة الاخوان المسلمين في الاردن من تململ واحتجاجات ضد الاسلوب المتطرف والاستعدائي والتدخل الفظ في شؤون مصر الداخلية، يؤكد ان محازبي الجماعة ومنتسبيها قد بدأوا يدركون حقيقة ما يجري وانهم قد ضاقوا ذرعا بهذا الاستئثار في الراي والديكتاتورية في فرض المواقف وتعريض ما تبقى من رصيد شعبي للجماعة الى الخطر بعد ان ظهر ان الجماعة تؤتمر من الخارج وانها تقدم مصالح القيادة الدولية للاخوان على المصالح الوطنية وان المتطرفين فيها هم الذين يدعون الى خلق اوضاع متوترة داخل الاردن وفي افتعال الصدام حتى مع قوات الامن الاردنية واختلاق المزيد من المشاكل والمواجهات لتسجيل المواقف ونصرة المخطط الاخواني لا غير.
على العقلاء في جماعة الاخوان المسلمين اخذ زمام الامور بأيديهم ومراجعة مواقف الجماعة، قبل ان تقودهم القيادة المتطرفة الى عواقب لا تحمد عقباها.
المفضلات