مشروع الشرق الأوسط الكبير أحلام الأمس وكوابيس اليوم
رئيس هيئة التحرير
أين أنت أيها الأمس القريب لتشهد على الغد ويالك من أمس وياله من غد ، كلنا يذكر ذلك الأمس الذي كان يتبجح فيه الرئيس الأمريكي المهزوم ويمني بمشروع إدارته المسمى ب )مشروع الشرق الأوسط الكبير( الذي كان يعد به قبيل احتلال العراق حيث كان يمهد لاحتلال سوريا والأردن ودول الخليج عامة وإسقاط كل الأنظمة السياسية والقيم الاجتماعية وجعل هذه الدول تابعة للولايات المتحدة تبعية سياسية واجتماعية وثقافية ولا ننسى خطابه أمام الكونكرس الأمريكي قبيل الاحتلال عندما قال لهم: إننا نريد نشر الديمقراطية في العراق هل تقبلون أن يقف صدام حسين في وجه الديمقراطية ويمنع )البوي فرند والكيرل فريند( ، ودخلت القوات الصليبية العراق وكلهم أمل أن يثنوا بسوريا ومن بعده الأردن ثم السعودية ويدنسوا الحرمين الشريفين ومهدوا لذلك عندما كانت أصواتهم تعلو ب )السعودية أول دولة مصدرة للإرهاب( لكنهم اصطدموا بجبل لم يحسبوا له حسابا ، تفاجؤوا بالمقاومة العراقية التي أرعبتهم وجعلتهم يعيدون حساباتهم كلها فتغير نظام الحكم في العراق من الحكم العسكري إلى الحكم المدني ولم نعد نسمع لغة التهديد التي كانت تلوح بها الإدارة الأمريكية بقولها، )النظام الديمقراطي الجديد في العراق ينبغي أن يحتذى به في المنطقة( واندثر مصطلح )الشرق الأوسط الكبير( من معاجم البنتاكون والكونكرس وبدأ البيت الأسود يفتش عن وسيلة للخروج من أكبر أزمة عسكرية وسياسية عاصفة شهدتها أمريكا حتى أن بعض الساسة أصبح يشبه ما يجري في العراق بحرب فيتنام بل منهم من وصف الحال بمأزق أبشع من فيتنام ، وتذكروا معي أيها الأحبة ما كانوا يشبهون به بلدنا الحبيب الغالي بقولهم )تقاسم الكعكة( أرادوا أن يجعلوا منا كعكة بأيديهم ينهشون منها ، لكن أكلة الكعكة لسوء حظهم ذاقوا المر من أول عضة وعلموا أن هذه الكعكة لم ولن تكون لهم فراجعوا حساباتهم وتراجعت جيوشهم الواحد تلو الاخر حتى أمست الولايات المتحدة اليوم وحيدة ذليلة لا جيش يساندها ولا صديق يؤنسها الكل انسحب والكل ترك الحليف في مأزقه ، ثم جاءت الإدارة الأمريكية الجديدة لتكمل فصول المسرحية التي بدأتها سالفتها لكن بشكل مختلف فهم قسموا الأدوار بينهم بشكل جديد ، الأول صقر يقارع أعداء الديمقراطية والثاني حمامة سلام تبني جسور الود مع الأمة الإسلامية . محور الشر عند مفترق الطرق: مصطلح آخر ذاك الذي كان يتردد على لسان الإدارة u1575 الأمريكية )محور الشر( وكانوا يقصدون به )العراق وإيران وكوريا الشمالية( وهو الآخر حذف من قاموسهم ولم تعد تنطق به الأفواه العراق إلى أين: خروج قوات الاحتلال من العراق أصبح أمرا حتميا مفرغا منه لا يختلف فيه اثنان، لكن ماذا بعد الاحتلال كيف نبني العراق وكيف نعيد أمنه المفقود ومجده التليد ، لا بد أن ننتبه لأمر هام جدا وهو أن الاحتلال عندما يئس من أن يجعل من بلدنا مستعمرة له بدأ في خطة بديلة يزرع من خلالها الفتنة بين أهل هذا البلد ولم لا وهو الاستعمار وتاريخه القائل )فرق تسد( ، هذه الخطة البديلة بدأت عندما قسم مجلس الحكم في العراق على أساس طائفي وعرقي للشيعة كذا مقعد وللسنة كذا مقعد وللأ كرد )الذين لم يصنفوا سنة ولا شيعة( كذا مقعد ولكن العراقيون والحمد لله لن تنطلي عليهم هذه الحيل الكاذبة وستندحر كل امالهم على صخرة الاسلام وجمجمة العرب وحربة الله في الارض العراق الكبير، وسننعم بإذن الله بالأمن والأمان ونبني وطننا وعندها سيستيقظ المارد من حلم الشرق الأوسط الكبير إلى كابوسه المخيف )العراق العظيم الكبير( .
هذه المقالة منقولة من المجلة النقشبندية العدد21
لتحميل المجلة
اضغط هنا
المفضلات