\
/
\
انتبه ... مراقبة الرادار
الكاتب : الشيخ محمد عايد الهدبان
عندما تكون في طريق من الطرق الخارجية تجد عبارة مكتوبة بخط واضح للقراءة " مراقبة الرادار " وهي عبارة تحتوي على المحبة لكل مركبة ، لان فيها دلالة رائعة وهي عدم محبة المخالفة لأي مركبة .وكأنه يحذر السائق الا تسرع لكي لا تخسر روحك ولا مالك .
ولكن الذي لفت انتباهي اليوم عندما كنت مع الوالد حفظه الله في طريق جرش الرائعة بأشجارها و ونسيم هوائها هو تعاون كل المركبات فيما بينهم ، وذلك بتحذير كل مركبة اذا كان أمامها دورية للشرطة او مراقب رادار ، ويكون التحذير عن طريق اعطاء ضوء عالي وهو ما يسمى بــ " دِم "
فلا اعلم هل هذه محبة ام نقمة ، مع انني اراها تخرج من السائقين بعفوية كبيرة حيث قلوبهم على بعض من باب المحبة وعدم حصول السائق على أي مخالفة ، كأن الواحد فيهم يجد نفسه مكان السائق الذي يحصل على المخالفة .
وكنت اجد هذه الاشارات بين السواقين من ايام الجامعة ، وكنا نجد الباص يخفف سرعته فجأة وعندما نسأله عن ذلك يخبرنا انه يوجد دورية شرطة في الامام ، فكنا نستغرب من معرفته عنها حتى سأله شخص فقال ان احد السائقين قد اعطاه دِم " يعني ضوء عالي " يحذره من وجود الرادار .
قد يكون في هذا التحذير من قبل المركبات تعاونا وتعاضدا فيما بينها ، ويدل على لحمة الشعب وان الناس تعرف بعضها من قبل الرؤية ، فهذا هو الشعب الاردني .
فكل طرق المملكة مراقبة بالرادار من اجل المصلحة العامة ومن اجل الحفاظ على ارواح الركاب ، لذلك اتمنى ان يكون التعاون مستمرا ودائما بين الكل ومن جهة ثانية بين المركبة وبين دورية الشرطة ، فوجودهم هو خدمة للشعب ، ولهم حق الشكر منا .
وكم تمنيت لو يكون هذا التعاون في مساعدة كل محتاج من فقر او بطالة او مساعدة عند وزير او مسؤول او صاحب مصلحة تخص الغير . ومع هذا فان هناك الكثير من يعمل على مساعدة كل محتاج ومحاولة النهوض ببعض العائلات من حالة الفقر الى حالة الاكتفاء الذاتي من طعام وشراب وملبس . وقد يكون هاؤلاء هم من الجنود المجهولين .
فكان الرادار سبب من اسباب التعاون واللحمة والتعاضد بين ابناء هذا الشعب الطيب . فتحية لهم من قلبي . للمراقِب والمراقَب .
الشيخ محمد عايد الهدبان
المفضلات