مع الناس
رمضان فرصة للمراجعة وتصويب الخلل.. وليس للاسراف والأكل والشراب!!!
كتب: زياد الشلة
مع قدوم شهر رمضان المبارك، شهر العبادة والصوم والخير والتقرب من الله عز وجل فإننا نشاهد مفارقات عجيبة وتصرفات غريبة للعديد من المواطنين في هذا الشهر الكريم، حيث ينصب توجه الناس لاستقبال هذا الشهر الكريم بالاستعداد لشراء وتخزين السلع والمواد الغذائية التي تفوق احتياجات ليس الاسرة فقط وانما عشرات الاسر بأكملها ولأشهر عديدة ويتم في النهاية اتلاف العديد من تلك السلع والمواد الغذائية نتيجة سوء تخزينها وعدم استخدامها ومصيرها الحاويات.
وفي الوقت نفسه، يعلن التجار حالة الاستنفار بينهم وتكدس البضائع والسلع في الاسواق ويبدأ تزاحم المستهلكين ويقبلون على الشراء وتكديس السلع الغذائية بطريقة غير صحيحة وبعيدة عن روح رمضان المبارك التي تهذب السلوك والروح فيه.
ان هذا الاندفاع من قبل المستهلكين بفتح شهية اغلب التجار لزيادة الاسعار بدون خوف من الله او رادع من ضمير.
والمفارقة الاخرى الاستعداد لمتابعة المسلسلات التلفزيونية على المحطات الفضائية التي تعج بالعشرات من المسلسلات ذات المستوى المتدني والتي لا تتناسب مع حرمة الشهر الكريم حيث يبدأ البعض بوضع برامج وتحديد الساعات لمتابعة تلك البرامج والمسلسلات التي تنعكس سلباً على الناس وتمنعهم من متابعة امور دينهم وصلاة التراويح في هذا الشهر الكريم من خلال تسابق المحطات الفضائية في بث اكبر عدد ممكن من المسلسلات لاستقطاب المشاهدين.
في هذا الشهر الفضيل تنقلب الموازين حيث يتميز رمضان بزيادة حجم الاستهلاك ويزداد الانفاق وترهق ميزانية الاسرة مع ان المنطق يشير إلى ان نسبة الاستهلاك في رمضان يجب ان تنخفض إلى الثلث لانخفاض عدد الوجبات من ثلاث وجبات في الايام العادية إلى وجبتين ولكن للاسف اصبح رمضان المبارك شهر الطعام وتنوع الاغذية وكأن المسلمين لم يدركوا في هذا الشهر المبارك اهميته وعظمة تشريعه في تربية الاحساس بالآخرين من المحتاجين الذين لا يجدون ما يسد رمقهم.
ظاهرة الاسراف والتبذير وهي تكديس المواد الغذائية والتي مصيرها إلى الحاويات وارتفاع الاسعار لا بد من معالجتها وترشيد سلوكنا ونتذكر ان الاسلام يحث على الاعتدال في الانفاق والاستهلاك وان كثيرا من الناس يتوهمون انهم بتناولهم كمية كبيرة من الطعام يزدادون صحة وقوة مع ان الواقع ان الزيادة في الطعام تسبب لهم المزيد من الألم في الجسم وفي الجيوب ايضا وبجانب هذا تصاب المعدة وسائر الجهاز الهضمي بالتعب والامراض والحكمة التي يجب ان نتذكرها دائماً :ان المعدة بيت الداء والحمية ورأس الدواء".
ان رمضان هو محطة سنوية للانسان للمراجعة وتقييم صلته بالخالق وعلاقاته الاجتماعية بالاسرة وتعزيز الروابط الاسرية والعائلية وهو شهر الرحمة ووصل ما قطع من الرحمة وزيادة الترابط الاجتماعي بين الاهل والاقرباء والمجتمع.
مواطنون يشتكون ارتفاع اسعار العديد من السلع والمواد الغذائية مع اقتراب شهر رمضان المبارك رغم انهم يحملون معظم المسؤولية للمواطنين انفسهم لأن تهافت المواطنين على الشراء وتخزين كميات كبيرة من السلع والمواد الغذائية ادى الى ارتفاع الاسعار بشكل ملحوظ حيث يؤكدون ارتفاع اسعار الارز والسكر والحليب والتمور والزيوت واللحوم والدجاج والخضروات ويؤكدون ضرورة امتناع المواطنين عن تخزين السلع والاكتفاء بشراء الاحتياجات اليومية في رمضان الكريم لكي تستقر الاسعار ولا تشهد ارتفاعاً متواصلاً.
ويطالب مواطنون بضرورة الابتعاد عن تخزين المواد والسلع بكميات كبيرة وعدم الاسراف وان رمضان هو شهر العبادة وصلة الرحم والاقتراب من الله عز وجل ليس بشهر للاكل والشراب ومشاهدة الفضائيات فقط.
ويؤكد المواطنون ان اسراف البعض وهدر الاموال على سلع سيتم اتلافها بالحاويات الاجدر ان يتم تحويلها للعائلات المحتاجة والمستورة عن طريق تقديم الطرود والمساعدات لتلك العائلات وان رمضان ليس للاكل فقط ومد السفرة بالعديد من اصناف الطعام والشراب ويتم رمي معظمه بعد الافطار.
ويشكو العديد من المواطنين استغلال بعض التجار شهر رمضان المبارك لرفع الاسعار وطرح بعض اصناف السلع والمواد الغذائية منتهية الصلاحية او التي شارفت على الانتهاء وعدم صلاحيتها للاستهلاك البشري لبيعها للمواطنين وباسعار رخيصة مستغلين حاجة المواطنين في البحث عن اسعار اقل مطالبين الجهات المعنية بضرورة تكثيف الرقابة للحد من تلك الظاهرة والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه باستغلال الشهر الكريم.
وبعد.. لنتذكر ان شهر رمضان المبارك هو شهر العبادة وان المحافظة على الصحة واجب شرعي ومطلب ديني وينبغي الحرص عليها ولنتذكر ان شهر رمضان محطة سنوية للراحة وصيانة جهازنا الهضمي مع الحرص على عدم الاسراف والتبذير وفي نفس الوقت يشكل فرصة للمراجعة والتوبة وتصويب الخلل في حياتنا بالدعاء والصلاة وقراءة القرآن الكريم والمطلوب من كافة الجهات المعنية والاعلام والدعاة تعميق هذه المعاني الحميدة في نفوس الصائمين.
المفضلات