كم سمعت هذه المقولة وتساءلت عن مدى صحة روايتها كقول لرسول الله صلى الله علية وسلم
اليوم وقعت على هذه المقالة وأحببت أن أضعها بين أيديكم كونها تعبر عن تقدير لا تحقير للمراة
يتهم البعض الإسلام بأنه ينقص من عقل المرأة وقدرتها الفكرية استشهاداً بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ناقصات عقل ودين، على اعتبار أنها عبارة ذم وإساءة للمرأة فيقرأ الحديث الشريف مبتوراً ودون بيان لمناسبته، والعبارة بهذه الصورة المبتورة لا تليق بمستوى القائل، ولا تتناسب مع يوم قولها، فهل يعقل ان يتلفظ صاحب الخلق العظيم الذي قال فيه تعالى: ?وإنك لعلى خلق عظيم? «القلم/4» بعبارة ذم وتحقير وفي يوم عيد وفرح!! فقد قالها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما خرج في يوم العيد إلى المصلى فمر على النساء فقال: (يا معشر النساء ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن، قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل؟ قلن: بلى، قال: فذلك من نقصان عقلها، أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟ قلن: بلى قال: فذلك من نقصان دينها) رواه البخاري، فإن كانت في يوم عيد فلا شك أنها من باب المباسطة وإدخال السرور، وعند إمام الحديث يتضح المعنى وهو أن العاطفة والرقة التي امتلكتها المرأة تغلب الحزم والشدة فهو مدح منه -صلى الله عليه وسلم- لهذه الميزة التي تميزت بها المرأة والسلاح الذي غلبت وفاقت به الرجال فهذا دليل على قوة المرأة وقدرتها على الذهاب بعقل الرجل والسيطرة عليه.
وعندما سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن معنى نقصان العقل أجاب بأن شهادتها تعادل نصف شهادة الرجل، فعاطفة المرأة قد تجعلها تنحاز في تفكيرها وقراراتها، ولذلك تجبر شهادتها بشهادة امرأة أخرى، فمعنى ناقصات عقل أن المرأة عاطفية بطبيعتها وهذه ميزة ميزها الله بها حتى تكون مهيأة للأمومة وتربية الأبناء، ويضيف العلماء سبباً آخر وهو أنها معرضة للنسيان، وأما نقصان الدين فالمقصود به أنها تترك الصوم والصلاة حال الحيض والنفاس، وهذا لطبيعتها ورحمة من الله تعالى، بها لرفع المشقة عنها فإن الصوم في فترة الحيض والنفاس فيه مضرة على المرأة، وأما الصلاة فإنها لا تصح دون طهارة، فنقصان العقل والدين متفق مع خلقتها وطبيعتها وليس المقصود به اللوم أو الذم، ولو كان لوماً لترتب عليه الإثم، ولو كان نقصاناً سلبياً لترتب عليه تأخر المرأة بل إنها قد فاقت الرجل في كثير من الجوانب وأبدعت ووصلت إلى أعلى المراتب والمناصب.
وقد أثبت العلم أن دماغ الرجل يختلف عن دماغ المرأة فالدماغ ينقسم إلى نصفين النصف الأيسر مرتبط بالتفكير العقلاني والنصف الأيمن، مرتبط بالتفكير العاطفي، وكلا النصفين متعادلان عند المرأة أي أن العاطفة تعادل العقل عندالمرأة، وتتميز المرأة بقدراتها على استخدام النصفين في وقت واحد فخلايا الدماغ كلها تعمل عندالمرأة ويكون نشاط الاعصاب موزع على الدماغ كله عندها وأما الرجل فيفوق العقل عنده العاطفة فالنصف الأيسر اكثر تطوراً عنده من المرأة ودماغ الرجل أكثر تخصصاً وتركيزاً لاستخدامه جانباً واحداً من دماغه فيكون أكثر دقة في فكره العقلي، فكل من الرجل والمرأة يتمتع بمهارات فكرية إلا أن الفكر العقلي يزيد على الفكر العاطفي عند الرجل وهو أمر مطلوب لمهمته، ونقصان عقل المرأة تقابله زيادة في عاطفتها عن عاطفة الرجل وهو ايضا أمر مطلوب لمهمتها، فكل ميسر لماخلق له، فالله عز وجل اعطى لكل منهما المهام التي تناسب قدراته فكيان المرأة قد بني لتكون أما ومربية ولا يمنع ذلك أن تكون مشاركة للرجل في بعض الأعمال وبحدود وكيان الرجل ايضا بني الأعمال تناسبه فلو كانت المرأة ناقصة بالمعنى الخاطئ لما جمع الإسلام بين الذكور والإناث في حمل الأمانة ولما ساوى بينهم في التكاليف الشرعية، فعبارة رسولنا الكريم لم تكن إلا من باب الاحترام والتقدير لا الإهانة والتحقير.
المفضلات