احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: الأردوغانية' علمانية معاصرة ..

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sun Sep 2010
    المشاركات
    32
    معدل تقييم المستوى
    0

    الأردوغانية' علمانية معاصرة ..

    كتب حسن عصفور / كتب أنهى الشعب التركي الجدل الذي سيطر أسابيع عدة على المشهد السياسي العام ليس في تركيا فحسب ، بل في كثير من الدول ذات الإهتمام بتطور التجربة التركية ' الفريدة ' ، وقرر الشعب القول بنعم كبيرة واضحة ساطعة للتغييرات الدستورية التي أرادها ' حزب العدالة والتمنية' بقيادة أردوغان – غول وخلفهم المفكر الإستراتيجي للنهج السياسي الجديد أحمد أوغلو .. جاءت نتائج الإستفتاء كما أرادها الحزب الحاكم ، وربما أكثر تصويتا مئويا مما توقع هو وغيره ، وبنسبة عالية جدا وفقا للحديث عن إستفتاء وليس إنتخابات ، حيث من المعروف أن نسبة المشاركة في كثير من الإستفتاءات لا تكون مرتفعة ، ولكنها في تركيا فاقت نسبة ( 72% ) من اصحاب حق المشاركة ، فيما قال منهم بنعم (58%) ، وهي نسبة تشير كم هناك عطش ورغبة في التغير الدستوري الديمقراطي ..

    ولعل أبرز وصف لما حدث تصويتا هو ما أعلنه أردوغان نفسه بأن ' النعم' كانت لإقصاء العقلية الإنقلابية العسكرية ، ولعل هذه العبارة تجد ترجمة لها في موقف غالبية منظمات حقوق الإنسان في تركيا الني رحبت بشدة بهذا التصويت الشعبي لرد الإعتبار للحريات الأساسية التي صادرها إنقلاب الجنرال ' كنعان أفرين ' العام 1980 وأعدم يومها أكثر من 50 شخصا وإعتقل الآلاف من أبناء الشعب التركي ، التصويت الذي فتح الطريق لمطالبة عديد المؤسسات الأهلية لمحاكمة الجنرال الديكتاتور .. بينما ذهب رئيس وزراء تركيا الحالي الى الرجل الذي دفع حياته ثمنا للدفاع عن ' الدستور' العام 1960 ( عدنان مندريس) رئيس وزراء تركيا الأسبق كرسالة ذات مغزى ..

    لقد أثارت نتائج الإستفتاء شهية الكثيرون للكتابة عنها ، فوصفتها الصحيفة الأمريكية ' لوس أنجلس تايمز ' بأنها أملا جديدا يقدمه أردوغان لتركيا ، فيما أعلن الرئيس الأمركي عن سعادته الكبيرة ومعه الإتحاد الأوروبي بنتائج الإستفتاء ، وتحدث أوباما عن ذلك بأنه سيعزز من ' الشراكة النموذجية' بين أنقرة وواشنطن ، فيما إعتبره قادة الإتحاد الأوروبي تقدما هاما نحو تعزيز ' المفهوم الديمقراطي في تركيا ' وترسيخ مبادئ حقوق الإنسان .. فيما رحبت به غالبية القوى اليسارية التركية العلمانية (التي كانت من ابرز ضحايا الإنقلاب العسكري العام 1980 ، ودفع الآلاف من أنصارها ثمنا لمواجهة ذلك الإنقلاب الفاشي ) ..

    ولذا فالتغيير الدستوري التركي لم يكن صراعا بين قوى ' العلمانية' و' الإسلامية ' كما حاولت بعض الدوائر التعبير عن ذلك ، سواء من داخل معسكر الدفاع عن العسكرة والإنقلابية ترهيبا من قوى ' الإسلام السياسي ' وإستغلال هوية حزب العدالة التركي ، مقابل بعض القوى ' المحسوبة على الإسلام السياسي ' والتي أرادت الإلتحاف بلحاف أردوغاني في كراهيتها للعلمانية المستديمة ، ولكن الواقع الذي حدث لم يكن مطابقا لما أريد من ' معسكرين ' كل له حساباته ، فجوهر التغييرات كانت تصويبا لما تم مصادرته من حقوق ديمقراطية ومرتكزات لحقوق الإنسان ، وعبث يمنح العسكريين 'سلطة داخل السلطة' عند الضرورة على حساب رغبة الشعب التصويتية ، و'سلطة قضائية تبتعد عن كونها سلطة تحكم وفقا لمصلحة البلاد العليا' ، وليس تلبية لرغبة عسكرية مرعبة ، فالمواد التي أريد تصويبها لا صلة لها بأي هوية طائفية على الإطلاق كي يقوم بعض ' الإنقلابيين ' أو ' المتأسلمين ' من الترهيب أو الترغيب فيها وفقا لحسابات خاصة ضيقة عمياء ..

    جوهر التعديلات جاء لحماية ' النهج الديمقراطي ' لتركيا الباحثة عن مكانها أوروبيا بهوية إسلامية ديمقراطية المنهج والتفكير ، بعيدة كل البعد عن ذلك ' النهج' الذي يسود بين غالبية قوى ' الإسلام السياسي ' في المنطقة العربية ، فحزب العدالة التركي بقيادة أردوغان يؤسس لمنهج علماني معاصر مستند الى قيم التسامح وقبول الآخر وإحترام الدستور واصول ' اللعبة الديمقراطية' وملجأه دوما الشعب كحكم في الخلاف والإختلافات وليس القوة العسكرية ولا العقلية الإنقلابية ، حزب اطاح بقائد ' الحزب الاسلامي التركي ' أربكان دون أن تنتابه لحظة عاطفة مع من كان له الفضل في فوز 'الإسلاميين ' بالانتخابات التركية ، لكنه لم يؤمن بقواعد اللعبة الديمقراطية وأصول الحكم فيها ، وأراد فرض طريقة حكمه ، فكان قرار الإنشقاق التاريخي لغول وأردوغان وتأسيس حزب ' علماني ' بهوية إسلامية ، قال عنه أردوغان أنه مثيل للأحزاب المسيحية الديمقراطية الأوروبية ردا علة من حاول من ' الإنقلابيين الأتراك ' ترهيب الغرب من هويته الإسلامية .. ولم يكتف بترداد شعارات توفير الأمن والآمان ، بل إنتقل سريعا لتصحيح مسار الوضع الإقتصادي التركي وبناء مؤسسات علمية تعليمية تتماشى والعصر الحديث علما وتعلما ، ولم يعيش في دوامة الفتاوي ولم يشغل نفسه بما هو 'حلال وحرام' سوى المعلوم منها وما يخدم ' النهضة التركية الجديدة ' .. ونجح في تجاوز كل المطبات التي أراد الإنقلابيون وضعا له في الطريق من قضايا ذات بعد إجتماعي وديني وجره لصراع حولها وجدل بها ، لكنه كان يدرك جيدا ما يريد ، وقفز كليا نحو ' البناء الإيجابي ' لدولة متطورة إقتصاديا ، مستفيدا كل الإستفادة من تلك ' الشراكة النموذجية مع أمريكا ' وايضا من إعادة توصيب العلاقة مع العمق العربي – الإسلامي ومسار خاص مع أوربا تحت عنوان ( الجسر بين عالم أوروبي وعالم إسلامي ) .. عناوين وأسس قواهما الرؤية العلمانية لبناء المؤسسة المدنية الحديثة ، وفقا لقانون ودستور من خيار الشعب ذاته ..

    تجربة تستحق الدراسة بكل ما لها وما عليها ، بعيدا عن الأحكام السياسية منها فهي تجربة فكرية غنية قد تعيد روحا إفتقدتها ' قوى الإسلام السياسي العربية ' ، مهما حاولت الإلتحاف بفوز ' حزب العدالة ' فهي ليست منه ولا شبيهة له ، وليتها تعلن ذللك الإنقلاب وتنتمي قولا وفعلا لنهج أردوغاني ، فعندها سيكون هناك أمل بعرب من نوع جديد ..

    ملاحظة : زيارات براك المتكررة الى واشنطن ، تقريبا زيارة في الشهر ، الا تستحق التساؤل عن سببها وغاياتها الحقة في ظل التصعيد مع إيران وحلفائها ..

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669
    شكرا لما تفضلت
    تقديري

  3. #3
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2007
    الدولة
    أم الدنيا وارض الكنانه
    العمر
    39
    المشاركات
    120,668
    معدل تقييم المستوى
    21474974
    اشكرك على ما نشر بيننا

    كل الود

    [IMG]http://dc03.***********/i/01751/u674s73prh3c.gif[/IMG]

  4. #4
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475064
    الف شكر لكل جديد
    يعطيك الف عافيه
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

المواضيع المتشابهه

  1. وقفة احتجاجية في الرباط تطالب بإلغاء تجريم الإفطار العلني في رمضان وإقرار علمانية الدولة 26-06-2016
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى منتدى الاخبار العربية والمحلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-06-2016, 11:40 AM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-07-2012, 07:52 AM
  3. كارول سماحة مؤمنة لكنها علمانية
    بواسطة الاسطورة في المنتدى منتدى الاخبار العربية والمحلية
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 06-09-2010, 07:52 PM
  4. تربية المعلم العربي وتأهيله.. رؤى معاصرة
    بواسطة الاسطورة في المنتدى جريدة الراي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 23-04-2010, 03:20 PM
  5. مظاهر معاصرة لإشهار الزواج
    بواسطة الاسطورة في المنتدى المنتدى الاسلامي العام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 13-02-2009, 09:09 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك