السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتى فى الله هذه بعض المآثر والمواقف من الصحابة رضوان الله عليهم و من التابعين الصالحين الذين كانوا القدوة فى الزهد بالدنيا والإقبال على الآخرة -نسأل الله أن نكون منهم وأن ينعم ربنا علينا بزهد الدنيا وحب الآخرة
## نصيحة للدنيا والآخرة الزهد فى كلمتين ##
قال الأمام على كرم الله وجهه :
الزهد كله فى كلمتين من القرآن الكريم :
قال الله تعالى "لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم "
فمن لم يأسى على الماضى ولا يفرح بالآتى فقد أخذ الزهد بطرفيه .
وعنه أيضا رضوان الله عليه قال :
" لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير عمل ، ويؤخر التوبة لطول الأمل ، ويقول فى الدنيا بقول الزاهدين ، ويعمل فيها بعمل الراغبين ، إن اُعطى منها لم يشبع وإن مُنع لم يقنع ، يعجز عن شكرى ما أوتى ويبغى الزيادة فيما بقى .
## هموم الدنيا وكثرة الكلام ##
قال سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه :
"ما كانت الدنيا هم رجل إلا لزم قلبه أربعة خصال : فقر لا يدرك غناء ، وهم لا ينقضى مداه ، وشغل لا ينفذ أوله ، وأمل لا يبلغ منتهاه "
وقال أيضا رضوان الله عليه :
" من كثر ُ كلامه كثُر سقطه ، ومن كثُر سقطه كثُر غلطه ، ومن كثُر غلطه قل حياؤه ، ومن قل حياؤه قل ورعه ، ومن قل ورعه مات قلبه ، ومن مات قلبه دخل النار "
## من وصايا لقمان لأبنه ##
" إن الدنيا بحر عميق قد هلك فيها عالم كثير ، فاحصن سفينتك فيها الإيمان بالله ، واجعل شراعها التوكل على الله عز وجل ، واجعل دفتك فيها تقوى الله فإن نجوت فبرحمة الله ،
وإن هلكت فبذنوبك "
ومن حكمه أيضا ## الأطيبان الأخبثان ##
قيل يوما للقمان الحكيم : إذبح لنا شاة وأتنا بأطيب ما فيها ، فذبح الشلة وأتاهم بقلبها ولسانها ؛ فقالوا له إذبح لنا شاة أخرى وأتنا بأخبث ما فيها ، فجاهم بقلبها ولسانها أيضا ،
فسألوه فى ذلك..!! فأجاب : " لا أطيب منهما إذا طابا ، ولا أخبث منهما إذا خبثا"
## الزاهد وإجتناب الناس ##
سُئل الزاهد إبراهيم بن أدهم : لماذا لا تخالط ؟ فقال : إن صحبت من هو دونى أذانى بجهله ، وإن صحبت من هو فوقى تكبر علىّ ، وإن صحبت من هو مثلى حسدنى ، فاشتغلت بمن ليس فى صحبته ملل ولا فى وصله إنقطاع ولا فى الأنس به وحشة .
## نعمة الشيخوخة ##
دخل الوليد بن عبد الملك المسجد فرأى شيخا هد كيانه الكِبرْ ، وأحنى ظهره الزمان فاقترب منه وقال له مداعبا : ألا تؤثر الموت يا شيخ ؟ فقال الرجل : " لا يا أمير المؤمنين فقد ذهب الشباب وشره ، وأتى الكِبْر وخيره ، وأنا إذا قمت الآن حمدت الله ، وإذا قعدت ذكرته ، وأحب أن تدوم لى هاتان النعمتان .
اللهم ارحم مشايخنا وزهادنا وعلمائنا الذين علمونا التقوى والورع وتركوا لنا القدوة الحسنة بعد القدوة الكبرى والمثل الأعظم رسولنا الكريم عليه صلوات ربى وأعظم التسليم
{ اللهم إغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل فى قلوبنا غلآّ للذين آمنوا ، ربنا إنكَ رؤف رحيم ، اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته ولا هما ً إلا فرجته ، ولا دينا إلا قضيته ، ولا مريضا إلا شفيته ، ولا ميتا إلا رحمته ، ولا طالب حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها يا أرحم الراحمين ، اللهم أرزقنا حُسن التوكل عليك ، ودوام الإقبال عليك ، وأكفنا شر وساوس الشيطان وقنا شر الأنس والجان ، وهب لنا حقيقة الإيمان ....
آمين آمين يارب العالمين }
المفضلات