أبهر جوسيب جوارديولا الجميع بتحقيقه للثلاثية في أول مواسمه مع برشلونة وهو الذي لم يكمل عامه التاسع والثلاثون بعد ليسجل أسرع نجاح يمكن أن تشاهده في الملاعب الخضراء . لقد انبهرت بما قدمه هذا المدرب الشاب مثلى مثل كل متابعي اللعبة ولا يمكن لأحد أن يختلف على ما حققه جوارديولا، ولكن يستوقفني أكثر ما حققه المدرب الالمانى المخضرم فليكس ماجات مع "فولفسبورج" بالبوندزليجا بعد قيادته للفريق الصغير للتتويج بأول بطولة في تاريخه ،واعتبر ما حققه ماجات مع فولفسبورج أصعب بكثير مما حققه جوارديولا مع البلوجرانا.
فلماذا فليكس ماجات مدرب العام؟
أولاً - حقق جوارديولا ثلاثية تاريخية ولكنها لصالح برشلونة الفريق الكبير الذي تم تأسيسه عام "1899" صاحب البطولات العديدة. فمنذ عرفت كرة القدم أسم هذا الفريق الاسباني وهو يحصد الألقاب وسوف ينجح برشلونة مجدداً في تحقيق المزيد من البطولات وربما يكرر الثلاثية مرات ومرات .
بينما فولفسبورج هذا الفريق الصغير الذي تم تأسيسه عام "1945". فلم يعرف الطريق لمنصات التتويج من قبل ونجح فليكس ماجات في وضعه مصاف الكبار بتتويجه بالبوندزليجا لأول مرة في تاريخه،وقد لا يفوز فولفسبورج بشئ بعد ذلك .
ثانياً - يمتلك جوارديولا خيرة لاعبي العالم ففريق يضم ميسي صاحب الموهبة المتفجرة من سنوات وتييرى هنري احد أهم رموز الجانرز عبر التاريخ ، صامويل ايتو ثالث هدافي برشلونة عبر التاريخ، أنيستا وشافى وكارلوس بويول يعتبر الثلاثي احد أهم أعمدة منتخب اسبانيا الفائز بكأس الأمم الأوربية الأخيرة . ساكتفى بهولاء على الرغم من تواجد كوكبة أخرى من اللاعبين البارزين لدى برشلونة ،وما اقصده انه يمتلك كتيبة من أصحاب التاريخ مع الانجازات.
وبالنظر لنظرائهم في فولفسبورج فمن كان يعرف لاعبي البوسنة ميسموفيتش و أيدين ديزيكو ،والأخير سجل 26 هدف خلال الموسم ،وحتى هداف الدوري جرافيتي لم يكن هو اللاعب صاحب الصيت من قبل خلال رحلته مع الكرة وهو الآن في سن ال30 من العمر . ولكنه هذا الموسم تحت قيادة ماجات قدم مومسماً استثنائياً ونجح في تكوين ثنائي مرعب مع ديزيكو وسجلا 54 هدف ليحطما الرقم القياسي الصامد من السبعينات لثنائي بايرن ميونيخ مولر وهونيس اللذان سجلا 53 هدف مجتمعين، بالإضافة إلى باقي اللاعبين الذين أصبحوا محور اهتمام كافة الأندية الأوربية بعد انقضاء الموسم وهم قبل هذا الموسم كانوا مجرد لاعبين لأحد الفرق الألمانية التي تتوسط جدول الترتيب دائماً.
ثالثاً - لم يجد برشلونة من ينافسه محلياً فكل الفرق الاسبانية استسلمت مبكراً لسطوة نجوم البلوجرانا باستثناء المنافس التقليدي ريال مدريد والذي ظل يطارد برشلونة ولا ينافسه متسلحاً بزاد واحد فقط وهو "الكبرياء" !، فالفريق الملكي لم يكن يمتلك ما يؤهله لمنافسة برشلونة فقط منعه كبريائه من الاستسلام حتى كانت فاجعة البرنابيو والهزيمة السداسية لتعلن تنصيب البرسا بطلاً لاسبانيا، ثم كان التتويج في نهائي الكأس برباعية في مرمى اتليتك بلباو لتؤكد وجهة نظري بقوة برشلونة المفرطة مقابل ضعف من كل المنافسين المحليين .
على الجانب الأخر لم يكن البوندزليجا نزهة لفولفسبورج ، فالبطولة الألمانية هي الحدث الأبرز بين كل الدوريات الأوربية هذا الموسم، أسابيع طويلة ظل اللقب حلم يراود أكثر من 6 فرق استمرت في التناحر وإبعاد بعضهم البعض حتى ذهب قطار الدوري الالمانى للمحطة الأخيرة مع تواجد ثلاث فرق تحسب حساباتها من اجل نيل اللقب ،لينجح الفريق الصغير "فولفسبورج" في إكمال المفاجأة ويتوج بأول لقب في تاريخه على حساب متخصصي الدوري الالمانى.
بقى أن أشير إلى ما لاقاه جوارديولا من منافسة شرسة في دوري الأبطال ولكنه نجح بامتياز في التفوق على أساتذة التدريب وأختص بالذكر جوس هيدينك والسير اليكس فيرجسون وهذه البطولة هي المحك الحقيقي لبرشلونة ونجح جوارديولا في اقتناصها ببراعة. بينما فولفسبورج لا يتمتع بالقدرة على المشاركة في مثل تلك المنافسات.
لن أتتطرق إلى الفوارق المادية والإعلامية بين الفريقين على الرغم من تأثيرها الكبير في لعبة كرة القدم في السنوات الأخيرة ، فيكفى العوامل السابقة التي تؤثر تأثير مباشر على النتائج داخل المستطيل الأخضر.
لا احد يستطيع إنكار براعة جوارديولا أو يقلل من روعة حصد كل الألقاب الممكنة أمام برشلونة ولكن تظل قدرة فريق صغير على مزاحمة الكبار والتفوق عليهم وقنص لقب من أفواههم رغم كل الفوارق يستوقفني بشدة.
وسأتوقف بالتفصيل حول جوارديولا ولوران بلان مدرب بوردو في مقالة قادمة.
الخلاصة: "جوارديولا حقق انجاز.. ولكن .. ماجات حقق إعجاز"
المفضلات