حكاية جديدة ننتظر سردها.. والأمل يحدونا من كل صوب.. والطموح يلفنا من كل الاتجاهات..الأمل بأن تحمل الحكاية المزيد من عناصر التشويق والاثارة.. والطموح تقدم الفرق كل ما بجعبتها بالصورة التي تبقي نهاية اللقب على كف عفريت.
عام جديد هو الثالث من عمر الاحتراف.. ودزينة فرسان كرة القدم الأردنية ينتظرون خوض المعركة بروح وثابة.. ومعنويات
عالية.. وارادة لا تلين.
دوري المناصير لكرة القدم.. سنكون على موعد مع فتح أبوابه يوم الجمعة المقبل.. وكلنا انتظار وترقب لكبرى بطولات كرة القدم الاردنية وأقدمها.. فمن سيكون البطل.. وهل من فارس جديد.. أم أن التاريخ سيبقى يعيد نفسه ويتواصل حوار الحسم بين القطبين الفيصلي والوحدات.. لا نستطيع الحكم.. فالميدان هو الشاهد على الحسم.
والآن.. كيف تأتي مجريات ومعطيات دوري المناصير في عهد الاحتراف.. هل نتمتع بمستويات فنية مدهشة.. هل نجد نجوما جدد تسعى للظهور واثبات الوجود فيتشكل لدينا جيل جديد من جيل الابداع والعطاء.. هل سيكون المحترفين الأجانب نعمة وليس نقمة على فرقنا؟.. هل سيضفون المزيد من القوة لهذه الفرق أم ان تواجدهم وعدمهم سيان؟.. وبأي ثوب ستظهر الفرق.. بثوب بال ظهرت فيه الموسم الماضي.. أم ان هنالك العديد من المستجدات والمتغيرات..؟.. لا نعرف بالضبط ما تحمله الايام لهذه البطولة الأكثر اهمية.. ولكن ما يقلق البال ويثير فينا الحيرة.. هو ان غالبية الفرق لم تنخرط بمعسكرات خارجية ولم تخض لقاءات قوية.. والسبب هو قلة الامكانات المالية.. حتى في بطولة الدرع فانها كانت بنظر الغالبية بطولة استعدادية فلم يكن الظهور مبهرا .
أنديتنا ومنذ لحظة انفض سامر الموسم الماضي.. دخلت في مفاوضات مع عدة محترفين بحثا عن تحضير مثالي لموسم قادم ها نحن ندخله.. وفعلا ايام واسابيع وهذه الاندية ترصد بعيون لا تتعب محترف هنا وآخر هناك.. طمعا بظهور أفضل ونتائج أقوى.. لكن فان الملاحظ بان هذه الأندية بدأت شيئا فشيئا تتعام مع أهدافها وطموحاتها بمنطق وعقلانية أكبر مما مضى.. فهذه الأندية اعتمدت الى درجة كبيرة في تعاقدتها هذا الموسم مع اللاعب المحلي كون مستواه الفني والبدني معروف لديها.. ولكي تتفادى (ورطة) الوقوع بالتعاقد مع محترفين كانوا مجرد أشباه لاعبين لتخرج حينها الأندية بخسارات مزدوجة..فنية ومالية.. لكن في هذا الموسم فان سلسلة تنقلات كبيرة حدثت بين فرسان الفرق المحترفة.. وهو بكل تأكيد سيعزز من التطلعات وسيحقق الامال في حال تواجدت الجدية بالاداء وتسابق الجميع على بذل العطاء بتصميم عال.. وارادة تكبر مع مضي الوقت.
ولو أردنا تسليط الضوء على ابرز الصفقات التي أبرمتها الاندية مع المحترفين فاننا نبدأ من حامل لقب النسخة الماضية فريق الفيصلي والذي ضم لصفوفه مدافع فريق شباب الاردن وسيم البزور الى جانب محترف روماني واخر زامبي فيما كانت الصفقة الاخيرة التي انجزها قبل ايام مع نجم فريق شباب الحسين محمد خير ونرى بصفقة البزور ومحمد خير كورقتين معروفتين لدينا بمثابة القوة الاضافية الجديدة للفريق.
وبخصوص تعاقدات الوحدات الطامح هذا الموسم بمواصلة حصاد الالقاب فانه كان الأكثر استفادة من سلسلة التعاقدات ، فهو ضم النجمين المعروفين مالك البرغوثي القادم من الجزيرة واسامة ابو طعيمة القادم من البقعة فضلا عن تجديد لعقدي الفلسطينيين احمد كشكش وعبد اللطيف البهداري والتعاقد مع المحترف الفلسطيني فهد العتال حيث سيشكل هؤلاء قوة اضافية للفريق عززت من خيارات الوحدات الهجومية بصورة فاعلة ، ولا نغفل بان محترف الوحدات عبد اللطيف البهداري سيكون المرشح بان يكون الافضل بين المحترفين الاجانب بالنظر الى الاداء الكبير الذي قدمه ويقدمه مع الوحدات كمدافع صلب لا يشق له غبار.
ولم تقل التعاقدات التي ابرمها نادي شباب الاردن اهمية عن التعاقدات السابقة فكان التعاقد مع هداف دوري النسخة السابقة وهداف دوري الدرجة الاول احمد مرعي القادم من الجليل بمثابة ضربة المعلم فضلا عن التجديد للمهاجم الكونغي المميز كبالنغو الى جانب ضم كل من عبدالله ذيب وماهر الجدع ويوسف الشبول في الوقت الذي ضم فيه العربي عدد من اللاعبين المميزين الذين سيشكلون قوة اضافية للفريق وغيرهم من الفرق التي أبرمت سلسلة تعاقدات بهدف تحقيق الآمال.
لكن يمكننا القول بان هنالك اندية كثيرة لم تتعاقد مع لاعبين بارزين ربما لضيق الموارد المالية ومنها من اعتمد على أبناء النادي كفريق الرمثا الذي يعد بحق مفرخة لنجوم كرة القدم الاردنية ، في الوقت الذي سيظهر فيه الوافدين الجديدين الاهلي ومنشية بني حسن وهما اللذان يمتلكان طموحات واسعة بدافع اثبات الذات وخطف الاضواء ولعل الظهور اللافت لمنشية بني حسن وتتويجه ثالثا بدرع المناصير خير دليل بأنه قادر على تحقيق المزيد.
خلاصة الحديث ، الامكانات المالية للأندية هي التي تحدد طبيعة التعاقدات وهوية اللاعبين ، لكن ما يثلج الصدر بأن انديتنا أصبحت تقلل من حجم التعاقد مع المحترف الاجنبي بعد تجارب مريرة ماضية وأضحى المحترف المحلي هو المطلوب كونه أكثر ضمانا وهو بكل تأكيد سيخدم تطلعات كرة القدم الاردنية ومستقبلها.
نظرة أرشيفية
الفيصلي حامل اللقب .. وزعيمه
انطلق قطار الدوري رسمياً عام (1944) ، ويعد الفيصلي زعيم الألقاب وسيدها باعتلائه منصة التتويج (31) مرة ، مقابل (11) لمنافسه التقليدي الوحدات ، و(8) للأهلي ، و(3) للجزيرة ، ومرتان للرمثا ، ومرة واحدة لكل من شباب الأردن وعمان والأردن.
وللمفارقة فإن اللقب لم يخرج عن إطار القطبين منذ موسم 1985 ـ 1986 باستثناء لقب موسم 2005 ـ 2006 الذي ذهب إلى الوافد الجديد شباب الأردن ، وهو ما يعكس حجم التنافس الكبير بين الفيصلي والوحدات على مر عشرات الأعوام.
البطل الأول
تمكن الفيصلي من التتويج بلقب النسخة الأولى بعد الفوز على الأهلي في المباراة التي جرت على ملعب المحطة ، وتشرف قائد الفريق اَنذاك رشاد المفتي بتسلم كأس الدوري من جلالة الملك المؤسس عبد الله الأول طيب الله ثراه.
واستطاع الفيصلي أن يحتفظ بلقب النسخة الثانية في العام التالي ، لكن فريق الأردن استطاع أن يتوج باللقب عام (1946) ، ثم أطل الأهلي برأسه ليتوج باللقب عامي (1947) و(1949) و(1950) و(1951) ، وكان الفريق الأول حينئذ الذي ينجح في التتويج باللقب (4) مرات متتالية.
وفي عام (1952) ظهر الجزيرة فوق سطح الأحداث ، لينجح في غنم اللقب ، قبل أن يعود الأهلي ويسترد الكأس عام (1954) ، لكن الجزيرة عاد ورد بقوة هذه المرة حينما تمكن من التتويج باللقب مرتين متتاليتين عامي (1955) و(1956).
بعد ذلك عاد البطل الأول (الفيصلي) ليفرض حضوره ، وضرب بقوة من خلال تتويجه باللقب (13) موسماً متتالياً من عام (1959) وحتى عام (1974) ، علماً أن البطولة لم تقم أعوام (1967) و(1968) و(1969).
وفي عام (1975) عاد الأهلي ليتوج باللقب من جديد ، لكن الفيصلي سرعان ما استرده ليحرز لقب عامي (1976) و(1977) ، ثم توج الأهلي من جديد باللقب عام (1978).
ذهب خالص
وفي (1979) صعد الأهلي للمرة الأخيرة إلى منصة التتويج لتسلم الكأس ، وقد شهدت عملية التتويج سابقة لم تحدث من قبل ومن بعد ، حينما قام الأمير الحسن بن طلال بتسليم لاعبي الأهلي ميداليات من الذهب الخالص بحضور وزير الرياضة اَنذاك معن أبو نوار.
وفي عام (1980) بزغ نجم الوحدات ليتوج باللقب ، ليظهر الرمثا بعد ذلك ويتوج باللقب عامي (1981) و(1982) ، وفي عام (1983) عاد الفيصلي ليتوج باللقب ، وفي العام التالي كان فريق عمان على الموعد بإحرازه الكأس ، ليعود الفيصلي ويحرز اللقب عامي (1985) و(1986).
وعاد الوحدات ليغنم لقب عام (1987) ، ثم توج الفيصلي باللقب لـ(3) مواسم متتالية ، وفي عام (1991) عاد الوحدات ليعتلي منصة التتويج ، ثم سيطر الفيصلي على اللقب عامي (1992) و(1993) ، ليعود الوحدات ويمسك زمام المبادرة بعد ذلك بإحرازه ألقاب أعوام (1994) و(1995) و(1996) و(1997).
وألغيت بطولة الدوري عام (1998) ، وفي العام التالي أحرز الفيصلي اللقب ، وبقي يتجمل به حتى موسم 2003( - 2004).
وفي موسم 2004( - )2005 استطاع الوحدات أن يستعيد الكأس الغالية ، لكنه فقدها لمصلحة شباب الأردن موسم 2005( - )2006 ، قبل أن يستعيدها مواسم 2006( - 2007)(2007 - 2008)(2008 - )2009 ، وهذا الموسم الأخير حمل اسم (دوري المحترفين) للمرة الأولى ، فيما تمكن الفيصلي من إحراز لقب الموسم الماضي 2009( - 2010).
المفضلات