ابي العتاهية
إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي (من قبيلة عنزة) بالولاء، أبو إسحاق الشهير بأبي العتاهية.
شاعر مكثر ، سريع الخاطر، في شعره إبداع.
كان ينظم المئة والمئة والخمسين بيتاً في اليوم، حتى لم يكن للإحاطة بجميع شعره من سبيل.
وهو يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما .
أيا عجباً للناسِ في طولِ ما سَهَوْا وَفي طولِ ما اغترّوا وَفي طولِ ما لهَوْا
يقولُونَ نرجو اللهَ ثمَّ افتروْا بهِ وَلَوْ أنّهُمْ يَرْجونَ خافُوا كما رَجَوْا
تَصَابَى رِجالٌ، من كُهولٍ وَجِلّة ٍ، إلى اللّهْوِ، حتى لا يُبالونَ ما أتَوْا
فيا سوءَة ً للشيبِ إذْ صارَ أهلُهُ إذا هَيّجَتْهُمْ للصّبا صَبْوَة ٌ، صَبَوْا
أكَبّ بَنُو الدّنْيا عَلَيها، وَإنّهمْ لَتَنْهاهُمُ الأيّامُ عَنها لوِ انتَهَوْا
مضى قبلنَا قومٌ قرونٌ نعدُّهم وَنحنُ وَشيكاً سوْفَ نمضي كَما مضوا
ألا في سبيلِ اللهِ أيُّ ندامة ٍ نموتُ، كمَا ماتَ الأُلى ، كُلمّا خلَوا
وَلم نَتَزَوّدْ للمَعادِ وَهَولِهِ، كزادِ الذينَ استَعصَموا الله وَاتّقَوَا
ألا أينَ أينَ الجامِعُونَ لغَيرِهِمْ، وما غلبُوا غشْماً عليهِ وما احتووا
رَأيتُ بني الدّنيا، إذا ما سَمَوْا بهَا، هوتْ بهمِ الدُّنياَ على قدرِ ما سمَوا
وكلّ بَني الدّنْيا، وَلَوْ تاهَ تائِهٌ، قدِ اعتدلوا في النّقص وَالضّعفِ واستوَوْا
ولمْ أرَ مثلَ الصدقِ أحلَى لوحشة ٍ ولا مثلَ إخوانِ الصلاحِ إذا اتقوْا
وله شعراً قال فيه
يا عَجَباً لَلناسِ لَو فَكَروا أَو حاسَبوا أَنفُسَهُم أَبصَروا
وَعَبَروا الدُنيا إِلى غَيرِها فَإِنَّما الدُنيا لَهُم مَعبَرُ
وَالخَيرُ ما لَيسَ بِخافٍ هُوَ ال مَعروفُ وَالشَرُّ هُوَ المُنكَرُ
وَالمَورِدُ المَوتُ وَما بَعدَهُ ال حَشرُ فَذاكَ المَورِدُ الأَكبَرُ
وَالمَصدَرُ النارُ أَوِ المَصدَرُ ال جَنَّةُ ما دونَهُما مَصدَرُ
لافَخرَ إِلّا فَخرُ أَهلِ التُقى غَداً إِذا ضَمَّهُمُ المَحشَرُ
ليَعلَمَنَّ الناسُ أَنَّ التُقى وَالبِرِّ كانا خَيرَ ما يُذخَرُ
ما أَحمَقَ الإِنسانَ في فَخرِهِ وَهوَ غَداً في حُفرَةٍ يُقبَرُ
ما بالُ مَن أَوَّلُهُ نُطفَةٌ وَجيفَةٌ آخِرُهُ يَفخَرُ
أصبَحَ لا يَملِكُ تَقديمَ ما يَرجو وَلا تَأخيرَ ما يَحذَرُ
وَأَصبَحَ الأَمرُ إِلى غَيرِهِ في كُلِّ ما يُقضى وَمايُقدَرُ
المفضلات