عمان–حاتم العبادي- تمكنت (12) جامعة أردنية (رسمية وخاصة) من الحضور في أفضل مائة جامعة عربية، وفقا لأخر تصنيف لـ»ويب متريكس» العالمي المتخصص بمواقع الجامعات في مختلف الدول، إذ يعمل على تقييم أداء الجامعات عبر ما يتم نشره في مواقعها الإلكترونية.
ويصدر التصنيف عن مختبر المقاييس الإلكترونية التابع للمجلس القومي للبحوث الأسبانية، والذي يعد أكبر هيئة عامة للبحوث في أسبانيا.
وتشير النتائج الى أن (7) جامعات رسمية، كانت حاضرة في قائمة «أفضل جامعة عربية» مقابل (5) جامعات خاصة، وهذا يؤشر، وفقا لمراقبين، أن الجامعات الخاصة، باتت تنافس بقوة «نظيرتها الرسمية».
وفيما احتلت المرتبتين الخامس عشر والثامن عشر، جامعات رسمية، وهما من أقدم الجامعات، جاء في المرتبتين العشرين والرابعة والعشرين جامعتان خاصتان، إذ حققتا نتيجة أفضل خمس جامعات رسمية.
وحصدت الجامعات الاردنية المرتبة الثالثة، لجهة «عدد الجامعات الموجودة في القائمة» إذ كانت الجامعات السعودية في المرتبة الأولى (16) جامعة كانت المراتب الأربعة الأولى لصالحها، تلتها الجامعات المصرية في المرتبة الثانية، إلا أن ضمن الجامعات المصرية كان هنالك أسماء جامعات أجنبية موجودة في مصر ( فرع لجامعات أجنبية).
وتضمن التصنيف الجامعات الاردنية: الجامعة الاردنية وجاء ترتيبها في المرتبة (15) ، «اليرموك» (18) «البترا» (20) الجامعة العربية المفتوحة–فرع الاردن (24)، «الهاشمية (25)، «العلوم والتكنولوجيا» (28) «فيلادفيا» (38) جامعة ال البيت (45)، «البلقاء التطبيقية» (48)، «مؤتة» (65)، جامعة الاميرة سمية للتكنولوجيا (75)، «العلوم التطبيقية» (92).
ويؤكد مراقبون أن النتائج الايجابية، التي حققتها الجامعات الاردنية بشقيها الرسمي والخاص، تتطلب منها مزيدا من التطوير ومواكبة متطلبات العصر في مختلف المجالات، بحكم أن «الأقوى والحضور» سيكون للأفضل، خصوصا غزو كثير من الجامعات العالمية البلاد العربية، وبات لها أفرع.
وتقود هذه النتائج، الى ظاهرة «هجرة الكفاءات» الى الخارج، والتي يعود سببها الى البعد المادي، إذ أن نسب هجرة أساتذة الجامعات الاردنية الى جامعات عربية وأجنبية، في تزايد، ولابد من إعادة النظر في واقع المشكلة وإيجاد حلول.
كما المحافظة والتقدم نحو الأفضل، يتطلب من القائمين على هذا القطاع، الانتباه والحرص على موضوع التجديد، في كل شيء سواء الكوادر البشرية او المناهج وأساليب التدريس، إذ أن الجامعات باتت بحاجة الى كوادر تدريسية شابة مواكبة لمتطلبات العصر، وهذا يتحقق، من خلال عملية الإيفاد والابتعاث التي وضعت خطة لها، وخصصت لها مخصصات ضمن الموازنات.
ويقول القائمون على التصنيف العالمي للجامعات إن المقاييس التي تم اعتمادها في تقييم الجامعات ترصد النشر الإلكتروني للأبحاث العلمية والمواد الأكاديمية الأخرى، كما تتضمن مقاييس متنوعة أخرى، بحيث تعكس الأداء الأكاديمي والعلمي للجامعة وعدم التوقف فقط عند احتساب عدد زوار الموقع الإلكتروني للجامعة أو التصميم الجمالي لصفحات موقعها، بل تقوم على رصد الأداء العام للجامعة ورؤيتها وأهدافها.
ويشدد المراقبون على أن حالة «التنافس» في هذا المجال، تستدعي من القائمين على الجامعات الاردنية والمعنيين بشؤون قطاع التعليم العالي، اخذ جميع الإجراءات والمتطلبات من أجل المحافظة على شعار «الاردن جامعة العرب»، خصوصا وان الجامعات الاردنية الرسمية والخاصة، تحتضن في حرمها أكثر من (20) الف طالب وطالبة من مختلف جنسيات العالم، اغلبهم من الأشقاء العرب.
وبهذا الصدد، فإن توجهات مستقبلية سيتم طرحها لتطوير قطاع التعليم العالي، بانتظار إقرار التشريعات اللازمة لها، ولعل أبرزها إيجاد كلية تقنية وتطبيقية في كل جامعة، وفي مجالات متميزة ومختلفة بما يعطي كل جامعة، تميزا، بالإضافة الى التخصصات التقليدية المتاحة فيها.
ويحيي هذا التوجه، ما كان قد طرح في وقت سابق، المتمثل في إيجاد جامعات متخصصة، ولكن بالية جديدة، اقرب الى التطبيق مما كان مطروحا في السابق.
ومن التوجهات المستقبلية، الاهتمام، ليس فقط بالطالب، إنما بخريج الجامعة، من حيث تحسين الأوضاع الوظيفية، خصوصا لخريجي حملة الدبلوم في التخصصات المطلوبة لسوق العمل، وعلى رأسها التخصصات التقنية والتطبيقية، إذ أن مدى نسبة التشغيل لخريجي الجامعات، يعد وفقا للتصنيفات العالمية، احد معايير التنافس.
ما حققته الجامعات الاردنية، على مستوى نظيراتها «العربية» من نتائج، وفقا لهذا التصنيف، يؤشر الى وضع ايجابي، لكن التحدي، قدرة جامعاتنا على مزاحمة الجامعات العالمية والأجنبية في التنافس، إذ يسبق أفضل جامعة زهاء (1823) جامعة عالمية تم إدراجها في هذا التصنيف.
المفضلات