وامعتصماه
وقف رجل على المعتصم فقال : يا أمير المؤمنين ، كنت بعموريه وجارية من احسن النساء سيرة ، قد لطمها علج في وجهها ، فنادت وامعتصماه !!
فقال العلج : ومايقدر عليه المعتصم ! يجيئ على ابلق وينصرك !! وزادها ضرباً
فقال المعتصم وفي أي جهة هي عموريه ؟ فقال الرجل وأشار بيده هاهي ذي ، فرد المعتصم وجهه اليها
وقال : لبيك أيتها الجاريه ، لبيك هذا المعتصم بالله أجابك ، ثم تجهز في اثني عشر الف فرس ابلق ، وحاصر عمورية ، ودخل المعتصم المدينة
فقال للرجل الذي بلغه بخبر الجاريه : سر بي الى الموضع الذي رأيتها فيه ، فسار به ، وأخرجها من موضعها ، ثم سألها هل اجابك المعتصم ؟ ثم ملكها العلج الذي لطمها والسيد الذي كان يملكها وجميع ماله
.
ونقول في زماننا هذا :
أمتي
أمتـي هـل لـك بـيـن الأمــم منـبـر للـسـيـف أو للـقـلـم
أتلـقـاك وطـرفــي مـطــرق خجـلا مـن أمـسـك المنـصـرم
ويكـاد الدمـع يهـمـي عابـثـا ببـقـايـا كـبـريـاء الألــــم
أيـن دنيـاك التـي أوحـت إلــى وتــري كــل يتـيـم الـنـغـم
كـم تخطـيـت عـلـى أصـدائـه ملعـب العـز ومغـنـى الشـمـم
وتهـاديـت كـأنــي سـاحــب مئـزري فـوق جـبـاه الأنـجـم
أمـتـي كــم غـصـة دامـيـة خنقـت نجـوى عـلاك فـي فمـي
أي جـرح فـي إبـائـي راعــف فـاتـه الآســي فـلـم يلتـئـم
ألاسـرائـيـل تـعـلـو رايـــة فـي حمـى المهـد وظـل الحـرم
كيـف أغضيـت علـى الـذل ولـم تنفضـي عـنـك غـبـار التـهـم
أومـا كنـت إذا البـغـي اعـتـدى موجـة مـن لـهـب أو مــن دم
كيـف أقدمـت أحجـمـت ولــم يشتـف الـثـأر ولــم تنتقـمـي
اسمعـي نـوح الحزانـى واطربـي وانظـري دمـع اليتامـى وابسمـي
ودعـي القـادة فــي أهوائـهـا تتفانـى فـي خسـيـس المغـنـم
رب وامعتصماه انطلقت ملء أفواه البنات اليتم
لامـسـت أسماعـهـم لكـنـهـا
لم تلامس نخوة المعتصم
أمـتـي كــم صـنـم مجـددتـه لـم يكـن يحمـل طهـر الصـنـم
لايـلام الـذئـب فــي عـدوانـه إن يـك الراعـي عــدوَّ الغـنـم
فاحبسـي الشكـوى فلـولاك لمـا كـان فـي الحكـم عبيـدُ الدرهـم
أيهـا الجنـدي يـا كبـش الـفـدا يـا شـعـاع الأمــل المبتـسـم
مـا عرفـت البخـل بـالـروح إذا طلبتهـا غصـص المجـد الظمـي
بـورك الجـرح الــذي تحمـلـه شرفـا تـحـت ظــلال العـلـم
للشاعر السوري الكبير : عمر ابو ريشه
المفضلات