حذر الصندوق العالمي لحماية الطبيعة من سلسلة كوارث يتوقع أن تحدث في مواقع عدة من حوض نهر الدانوب, على أثر تدفق آلاف الأطنان من المواد الكيميائية السامة من مخزن غرب المجر, وما نجم عن ذلك من تهديد بتسرب معادن ثقيلة في هذا الممر المائي الكبير.
وحسب صحيفة بريطانية أوردت التحذير, فإن هذا النهر الذي ينبع من الغابة السوداء بألمانيا ويمر بعشر دول أوروبية قبل أن يصب في البحر الأسود, على طول 2860 كلم, والذي تتخلل مساره مناطق رائعة الجمال, مهدد بالتعرض لكوارث صناعية متتالية.
وأرجعت غارديان السبب في جل تلك الكوارث المرتقبة إلى إرث الحقبة الشيوعية, مشيرة إلى أن بلدان الكتلة السوفياتية عززت من صناعاتها الثقيلة, بما في ذلك تعدين البوكسيت واليورانيوم والذهب, كما شيدت مصافي للنفط على ضفاف هذا الممر المائي دون أدنى اعتبار للمخاطر البيئية المحتملة.
وقد حددت اللجنة الدولية لحماية الدانوب 160 "نقطة ساخنة" في حوض هذا النهر، وصنفت أربعين من تلك النقاط على أنها ذات خطر عال.
ونقلت غارديان عن خبراء قولهم إن الإهمال هو السبب الرئيس فيما حدث, معربين عن مخاوفهم من أن تكون "قنابل مسمومة موقوتة" أخرى ستنفجر في أية لحظة وتعيث فسادا في حوض هذا النهر الهام.
وتمثل رومانيا, التي تستحوذ على ثلث مساحة حوض هذا النهر, مشكلة خاصة, إذ بها دلتا الدانوب التي تعتبر أوسع وأثمن أراض رطبة في أوروبا, والتي تصنف على أنها هشة على نحو استثنائي.
وقد شهد هذا البلد أسوأ كارثة تحل بالدانوب, وذلك قبل عقد من الزمن, عندما انهار جدار منجم للذهب في منطقة بائيا ماري شمال البلاد مسببا تدفق كميات من السيانيد والمواد الثقيلة مما أدى إلى تسميم مياه الشرب في منطقة البلقان.
المصدر: غارديان
المفضلات