سلوان
سلوان هي القرية الأكثر التصاقاً بأسوار وأبواب القدس القديمة، من الناحية الجنوبية الشرقية المحاذية
للمسجد الأقصى و حائطه الخارجي. ،ومن القرى الكبيرة بفلسطين و أكثرها سكاناً في التاريخ المعاصر.
وفيها عين ماء مشهورة (عين سلوان) وفيها مواقع تاريخية هامة. وكانت مصدر مياه البلدة القديمة في
القدس عبر التاريخ، وعبر قنوات بناها اليبوسيون (بناة القدس الاصليون) وما زالت آثارها قائمة حتى يومنا هذا.
أتبعت سلوان لمحافظة القدس و بلديتها منذ نهايات العصر العثماني، وكانت من بؤر الثورة الفلسطينية في
زمن الإنتداب البريطاني وشارك أهالي القرية في ثورة عام 1936م، والأضراب العام الذي شهدته
الأراضي الفلسطينية احتجاجاً على الهجرة اليهودية والقمع البريطاني للنزعة الاستقلالية عند عرب
فلسطين. عند اندلاع حرب عام 1948م، بين العرب و إسرائيل شارك أهالي القرية في المعارك و تحملوا
حصاراً خانقاً من قبل القوات الصهيونية لوقوع سلوان على مدخل باب المغاربة الذي يؤدي إلى حارة
الشرف و حارة المغاربة في البلدة القديمة لمدينة القدس، و تعرض العديد من أبناؤها لنيران القناصة
الصهاينة ولكنها لم تسقط وأصبحت جزءاً من الضفة الغربية للأردن بين عامي 1948م و 1967م،
واستقبلت العديد من المهجرين من قرى غرب القدس، والكثير منهم كان يرتبط بعائلات سلوان بصلات
القربى و النسب، من قرى عين كارم، لفتا، قالونيا، المالحة، دير ياسين و غيرها الكثير. في عام 1967
وقعت كما بقية أراضي الضفة الغربية في قبضة الاحتلال الإسرائيلي بعد حرب الأيام الستة.
كانت مع القرى المجاورة لها (و هي كبراها) مركزاً لتجمع ما يعرف ب"صف الوادية" و هو حلف عشائري مناطقي لقرى منطقة شرق القدس المشرفة على وادي الأردن، و ساهم هذا الحلف في القضاء على قطاع الطرق الذين هددوا القوافل التي تتحرك بين فلسطين و شرق الأردن.
تملك سلوان جزءاً كبيراً من الأراضي المشاع الواقعة بين القدس والبحر الميت، وأهمها منطقة السهل الأحمر الواقعة اليوم على طريق القدس - أريحا، والتي عرفت تاريخياً بخان السلاونة (الخان الأحمر).
يبلغ عدد سكانها اليوم حوالي 45,000 نسمة، يتوزعون على 13 حامولة من أهل البلدة إضافة إلى من سكنها من خارجها بسبب الحروب و الهجرة و الزحف السكاني الطبيعي. حمائل البلدة هي: المهربشية، الروايضة، الصيامية، أبو قلبين، المحاريق، النجادا، العباسية، السراحين، الذيابية، العليوات، القراعين، سمرين،جلاجل .
قسمت بلدية القدس الغربية البلدة إلى عدة أحياء، نذكر منها: رأس العامود، عين اللوزة، الثوري، بئر أيوب، الشياح، و غيرها. يحدها من الشمال و الغرب البلدة القديمة للقدس وجبل الزيتون (الطور). من الشرق قريتي أبو ديس والعيزرية، و من الجنوب جبل المكبر.
[عدل] وصلات خارجية
ويعتقد المؤرخون ان نشوء بيت المقدس يرتبط ارتباطا وثيقا بسلوان، وقد تطرق المؤرخون والجغرافيون لبلدة سلوان عند بحثهم لبيت المقدس، ومن هؤلاء: ياقوت الحموي والادريسي والمقدسي.
مساحة مسطح اراضي القرية (5421) دونم، ولسلوان اراضي في الخان الاحمر يسمونها باراضي السلاونة ومساحتها (65000) دونم منها (47000) دونم اراضي زراعية و (18000) دونم اراضي صخرية. صودرت اراضي خان السلاونة بعد حرب (67) وأقيمت عليها مستعمرة معالي ادوميم.
يحاذي سلوان من الشمال المسجد الاقصى المبارك وسور البلدة القديمة من القدس الشريف وحي المغاربة الذي دمره الاحتلال بعد حرب 1967، ومن الغرب حي النبي داود وحي الثوري، ومن الجنوب اراضي بيت صفافا والتي اقيم عليها معسكر الجيس البريطاني وجبل المكبر، وعرب السواحرة الغربية، ومن الشرق قرى أبو ديس والعيزرية والطور.
اتخذ النساك والعباد موقع قرية سلوان صوامع لنساكهم ومعابد لعبادتهم. وفيها عيون شهيرة تجري مياهها في هدوء وسكون، يستعملها الاهالي لسقاية البساتين والشرب، ويشبه الناس مياهها بماء زمزم في الطعم، وذكر عن ابي العلاء المعري قوله:
وبعين سلوان التي في قدسها طعم يوهم انه من زمزم
المفضلات