إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهديه الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله ، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } ،{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } ، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } . . . أما بعد : فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله تبارك وتعالى ، تحلّوا بها أقوالاً وأفعالاً ، فكم أورثت مالاً ، وتوّجت جمالاً ، وشرّفت خصالاً ، وجنبت زيغاً وضلالاً ، وأصلحت حالاً ومآلاً .
أمة الإسلام
ما فتئ أعداء الله تعالى ، وأعداء دينه العظيم ، يمارسون صنوف الاستهزاء ، وألوان الازدراء ، تارة بكتاب الله تعالى ، بتدنيسه وتلويثه ، ورميه في الأماكن الغير لائقة ، بل وصل بهم الأمر إلى أشد من ذلك ، رموه في أماكن قضاء الحاجة ، وأهانوه إهانة ، لا يتوقع معها إلا القتال المستميت ، والدفاع عن الكتاب المبين ، قال تعالى : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }
أيها المسلمون
اليوم وإثر البعد الديني الواضح للمسلمين ، وبرودة طقسهم حول دينهم ، تجرأت الصحف الأوروبية من كل حدب وصوب ، استهانة وإهانة لكل مسلم ، على رسم رسول الإسلام ، وسيد الأنام ، عليه الصلاة والسلام ، برسوم مشينة مهينة لا يرضاها مسلم أبي شامخ ، يتطلع للجنة العلياء ، ولقاء خاتم الأنبياء ، حول الجنة الخضراء ، قال تعالى : { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً } ، فما عسى كل مسلم ومسلمة أن يفعل إزاء هذا الحدث الرهيب
أمة الإسلام : نحن اليوم نمر باختبار حقيقي ، وامتحان رباني ، ليميز الله الخبيث من الطيب ، قال تعالى : { ألم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ } ، الأمة اليوم تمر بمنحنيات خطيرة ، وتجارب مريرة ، ليبين المنافق من المسلم ، والكاذب من الصادق ، فبعد الرسوم الكاريكاتورية ، والصور الكرتونية ، لنبي الإنسانية ، وهادي البشرية ، تهجَّم مذيع أمريكي بالاستهزاء والعنجهية ، بصورة استفزازية ، لمنظر حادث الحجيج ، حول الجمرات ، واصفاً المسلمين بالبهائم ، كبرت كلمة خرجت من فيه ، وقاتله الله من سفيه ، هكذا هي أمم الكفر تصمد ، وعلى الإسلام تتحد ، تنفق الأموال ، لتنال من الإسلام ، قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ }
أيها المسلمون :
هذه الأحداث أظهرت عيب كثير من المسلمين ، في تقصيرهم عن معرفة شيء عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا ولا شك خطأ ، وعلاجه المطالعة والقراءة ، وحضور المحاضرات والخطب التي تعني بالموضوع ، وهنا أدعو جميع الأئمة والخطباء والدعاة ، إلى إفراد أوقات لجماعات المساجد للقراءة لهم من كتب أهل العلم الموثوقة ، غير الغالية أو الجافية ، عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى يعرف الناس نبيهم ، وحقوقه عليهم ، وواجبهم تجاهه ، فقد عم الجهل بالموضوع ، واليوم حان الوقت لقطف الثمرة ، كما يجب على جميع الفضائيات في بلاد الإسلام ، أن تعني بالموضوع عناية فائقة ، وتولية رعاية مهمة ، من خلال استضافة العلماء والدعاة ليبينوا للناس سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وحسن الإسلام ، ويسر أحكامه ، وترجمة ذلك إلى عدة لغات ، سيما الدنمركية خاصة ، والأوروبية عامة ، حتى يعرفوا ما هو الإسلام ، ومن هو نبيه صلى الله عليه وسلم .
ومن واجبنا تجاه هذه المحنه
ونسأل الله العلي القدير ان يكتب لنا في كل حرف حسنه ورفعه يوم القيامه
تقبلو خالص الموده والاحترام
المفضلات