كتبت - سهير بشناق - تقف اسرة الطفل « احمد « البالغ من العمر خمس سنوات في أحد المولات تبحث عن طفلها ويتردد اسم الطفل في سماعات المول في محاولة للبحث عنه او ايجاده من قبل المواطنين وتسليمه لذويه.
الطفل احمد كان يقف امام قسم الالعاب اختار لعبة ما وجلس على الارض يلعب بها ووسط اكتظاظ المواطنين لم تتمكن اسرته من ايجاده بعد ان لاحظت عدم وجوده بجانبها.
فترة من الزمن للبحث عن الطفل كانت كفيلة بان تصاب الام بحالة من الاغماء خوفا على طفلها الذي تلقى مساعدة المواطنين والمسؤولين بالمول.
قضية ضياع الاطفال من ذويهم في الاسواق والمولات اصبحت تشكل قلقا حقيقيا، وخطرا كبيرا للأطفال ولاسرهم فلا يقتصر الامر على بقاء الطفل داخل المول فقد يقوده فضوله الى الخروج وتعرضه لخطر اكبر يتمثل في حوادث الدهس او الخطف.
ولا تزال قضايا ضياع الاطفال تشكل الما كبيرا لاسرهم خاصة في حال عدم العثور عليهم وهي حالات متكررة فالطفل ورد الذي اختفى منذ سنوات لم يتم العثور عليه والطفل الرضيع الذي قامت احدى السيدات قبل سنوات بسرقته من والدته حينما كانت تقف منتظرة موعدها لاعطاء طفلها مطعوما في احدى المراكز الصحية لم يتم العثور عليه الى الان بعد مضي حوالي ثماني سنوات على اختفائه.
ولا يقتصر الامر على ضياع الاطفال من اسرهم في المولات او الاسواق فحسب بل ان خروج الاطفال بمفردهم للعب بالشوارع وقرب أماكن خطرة كالحفر تشكل جمعيها عوامل خطورة عليهم وتسبب ضياعهم او موتهم فعدم ايجاد طفل ضائع يكون مرادفه الموت.
ومع اقتراب فصل الصيف وتزامنه مع العطلة المدرسية وخروج المواطنين من بيوتهم في رحلات او ارتياد الاسواق والمولات بقصد الترفيه عن انفسهم برفقة اطفالهم تتطلب رقابة حقيقية على الصغار وعدم تركهم بمفردهم او انشغال ابائهم وامهاتهم عنهم ولو لفترة زمنية قصيرة كفيلة باختفائهم وتعريض حياتهم للخطر.
وتؤكد الاخصائية الاجتماعية منال عزام خطورة هذه القضية على الاطفال واسرهم في ان واحد،
مشيرة الى ان الاطفال قبل سن البلوغ غير قادرين على التمييز بين ما هو خطر على حياتهم وبين الجوانب الامنة فالاطفال يمتلكون حب الاكتشاف بطبيعتهم.
ويقودهم هذا الامر الى الابتعاد عن اسرهم في الاماكن العامة او النوادي الرياضية وخاصة المسابح التي يزداد الاقبال عليها خلال فصل الصيف.
واضافت : ان على كل اسرة تخرج برفقة اطفالها ان لا تسمح لهم باللعب بمفردهم او اعطائهم الحرية بالتجوال بالمولات دون وجود شخص كبير معهم اضافة الى عدم السماح لهم باللعب بالشوارع وبين السيارات او في حال وجود مناطق خطرة قرب المنازل قد يذهب اليها الاطفال.
واكدت اهمية ايلاء هذه القضية اهتماما كبيرا من قبل الاسر خاصة مع اقتراب العطلة الصيفية للمدارس وانتشار الرحلات وارتياد النوادي لافتة الى ان بعض الاسر لا تبقى مع اطفالها اثناء ممارستهم لرياضة السباحة وهو جانب في غاية الخطورة كون عدم رقابتهم قد يؤدي الى غرقهم.
فالاطفال والحفاظ على حياتهم وتوفير الظروف الامنة لهم سواء داخل المنزل او في المدارس او اثناء لعبهم مسؤولية القائمين على رعايتهم وبالدرجة الاولى الاسرة.
فاصطحابهم برحلات ترفيهية او في الاسواق يحمل الاسرة مسؤولية كبيرة خاصة في ظل وجود اكتظاظ من المواطنين في هذه الاماكن فلحظة واحدة يغيب بها الطفل عن عيون والديه كفيلة بضياعه.
المفضلات