سهير بشناق - ما هي الا نهايات جميلة يختتمها رمضان باطلالة عيد الفطر، الذي له معاني كثيرة، و الاجمل في عيون الاطفال؛ فالعيد لهم وهم العيد ،لانه يحمل الفرح الحقيقي ،مع لحظات انتظار يوم العيد وتجهيز الملابس وانتظار الهدايا .
سلوكيات، ارتبطت باقتراب العيد ،ينتظره الاطفال والكبار ويعيشون فرحة انتظاره ، وقد درجت العادة عند كثير من الاسر على شراء الهدايا لاطفالها ليلة العيد وتقديمها اول ايامه لهم ،ليشعرون بالفرح لارتباط العيد في مخيلتهم بكل ما هو جديد.
كما ان « لمة العيد « - المال الذي يجمعه الاطفال ايام العيد من الاقارب والاصدقاء - يعتبر بالنسبة لهم بمثابة الثروة الحقيقية ؛ انها العيدية ، ولها اكثر من معنى.
الهدايا والملابس والعيدية جمعيها تعني العيد للأطفال(...) وهو الفرح الذي لم يعد يحرك ساكنا عند الكبار، لكن رؤية طفل ينتظر هديته ليلة العيد ويجهز ملابسه امام سريره ويخلد للنوم ليحلم بالعيد ،جمعيها تعيد للنفس البراءة والطفولة التي تبقى رغم صعاب وهموم الحياة هي الاجمل والانقى .
حرمان
في الوقت الذي يحتفل به الاطفال مع ابائهم وامهاتهم واشقائهم بالعيد ،فان اطفالا حرموا من نعمة الاسرة يعيشون اليوم بمؤسسات اجتماعية ومراكز بسبب ظروف تعيشها اسرهم واهمها التفكك الاسري والطلاق، الذي يترك اثرا سلبي على الاطفال .
عديد القصص الانسانية المؤلمة، ومع ذلك يطل العيد على هؤلاء الاطفال وهم داخل المؤسسات، بعيدا عن امهاتهم وابائهم ،لا بد ان يترك جرحا نازف ودموع لا تتوقف ،لانهم يشتاقون لوجوه امهاتهم ولاسرهم التي غادروها دون قرار منهم فاصبحت المؤسسات بيوتهم .
اطفال المؤسسات وجه اخر لحياة قد لا نراها ؛لاننا ننعم باسر ولان اطفالنا يعيشون معنا نصطحبهم لشراء ملابس والهدايا ونلبي رغباتهم ايام العيد بالترفيه عن انفسهم وشراء ما يتمنونه ... لكن اطفال المؤسسات يجدون برامج الترفيه ايام العيد ويجدون ملابس جديدة لكنهم لا يجدون الاهم في حياتهم تغيب وجوه امهاتهم .وحنانهم وعطفهم عن ايامهم وليس بعد قلب الام وحنانها شيئا يستحق ان ننحنى له بالحياة .
هؤلاء يغيب الفرح الحقيقي بالعيد عن قلوبهم يرسمون الابتسامه على شفاههم لكنهم يتمنون باعماقهم لو انهم يقضون العيد في اسرهم وبين امهاتهم وابائهم .
الكثيرين منهم ظروفهم مرتبطة بتحسن اوضاع اسرهم والاخرين سيبقون بالمؤسسات بسبب طلاق او وفاة احد الوالدين وعدم قدرة الاخر او رغبته بالاعتناء بهم وهناك من هو معروف الام ومجهول الاب لكن الام لم تطرق ابواب المؤسسة لتتحمل عناء السؤال عن طفلها او محاولة رؤيته .
وباختلاف المسميات فهم اطفال ضحايا التفكك الاسري يعيشون اليوم بمؤسسات واطفال اخرين باسر وهي مفارقة الحياة فهناك اسر في ايام العيد ،لا تجد مالا لشراء ملابس لاطفالها او ادخال الفرح لقلوبهم بهدايا ولا تعف من الحياة سوى التعب والفقر والمعاناة .
والعيد هو ان نكون قادرين على مساعدة الاخرين واسعادهم ولو بشيء بسيط ..!
للعيد معاني كثيرة لكنه يبقى هو الفرح الذي ننشده في كل ما حولنا لانه مبتغى الكبار في هذه الحياة وعنوان وجود الاطفال .
المفضلات