رفض إدخال 73 طنا قادمة من سورية
فاكهة الفقراء تغيب عن موائدهم.. سعر كيلو البندورة يصل إلى 170 قرشا
قفزت أسعار البندورة أمس في السوق المحلية ليتراوح سعر الكيلو منها في محال التجزئة بين 1.5 دينار و1.7 دينار نتيجة نقص المعروض منها بالتزامن مع زيادة الطلب.
وأكد تجار خضار وفواكه أنهم أصبحوا يلجأون إلى تحقيق الربح من أصناف أخرى ويرضون بالخسارة في مبيعاتهم من صنف البندورة كونها صنفا أساسيا عند الأسر الأردنية تستخدمه بشكل يومي تقريبا.
وبينوا أن السبب في تراجع كميات البندورة في السوق هو موجة الحر الشديدة التي أضرت بجودة المحصول بالإضافة إلى اصابة المحصول بحفارة الطماطم "توتا ابسولوتا" التي تفشت في مزارع البندورة وأدت إلى إتلاف كميات كبيرة من المحصول، وأسهمت بتراجع كميات البندورة في السوق المحلية ورفع أسعارها إلى مستويات قياسية.
وأدى انتشار دودة صانعة أنفاق البندورة "حفارة الطماطم" في المناطق الزراعية المرتفعة كالمفرق والقويرة وزيزيا وضبعة والجيزة إلى تدمير محصول البندورة بنسب وصلت إلى حوالي 90 % ملحقة خسائر كبيرة بالمزارعين، ما أدى إلى ارتفاع أسعار البندورة في الأسواق.
من جانبه، قال مدير العمليات في السوق المركزي محمد إقطيش إن تراجع كميات البندورة في السوق المحلية نتيجة تلف معظمها جراء موجة الحر ودودة الطماطم ما رفع أسعارها إلى 1.25 دينار للكيلو في السوق المركزية بسعر الجملة.
وبين إقطيش أنه رغم فتح باب الاستيراد لصنف البندورة من سورية الا أن ذلك لم يساهم في زيادة كمية صنف البندورة في السوق كون الكميات التي تم استيرادها أمس الاول لم تتجاوز 28 طنا، مشيرا إلى أن 263 طنا دخلت السوق المركزية أمس من صنف البندورة 235 منها إنتاج محلي.
وأشار إلى أن الطلب على البندورة في السوق المركزية كبير من قبل تجار التجزئة حيث نفدت الكميات من الصباح الباكر.
وأوضح أن تجار التجزئة يقومون ببيع البندورة بخسارة ويعوضونها بالربح بأصناف أخرى كون البندورة صنفا أساسيا ولا يمكن الاستغناء عنه من قبل المواطنين.
واتفق تاجر الخضار حديثة العساف مع إقطيش مؤكدا قيام العديد من التجار بهذه العملية لكي لا يخسروا الزبائن، واصفا البندورة بالصنف "الحساس" الذي لا يمكن للأسر الاستغناء عنه في طعامهم وبشكل يومي.
وأما بالنسبة لأسعار الأصناف الأخرى من الخضار بين العساف أنها مستقرة ولكنها تعد مرتفعة اذا ما قورنت بأسعار الفترة ذاتها من العام الماضي، مؤكدا أن هنالك أصناف ما تزال أسعارها مرتفعة منذ رمضان ولم تشهد أي انخفاض.
وعلى صعيد متصل، قال إقطيش إنه من المتوقع أن تعاود أسعار البندورة الانخفاض بعد نحو شهر تقريبا بعد أن يبدأ محصول موسم غور الصافي بالورود للأسواق بالإضافة إلى زيادة الكميات المستوردة.
وعلى صعيد الكميات التي وردت إلى السوق المركزية أمس من الخضار والفواكه بحسب إقطيش، فإنه ورد نحو 1744 طنا من الإنتاج المحلي، و 595 طنا من المستورد.
وغابت مادة البندورة عن موائد العديد من الأسر نتيجة ارتفاع أسعارها بعد أن كانت من أساسيات برنامجها الغذائي كبديل أرخص لأصناف أخرى من الخضار غالبا ما تكون أسعارها مرتفعة.
وشكل الارتفاع المتواصل في أسعار الطماطم معضلة البحث عن بديل ارخص في الوقت الذي تشهد فيه كافة أصناف الخضار ارتفاعا وصف من قبل مواطنين بـ"غير المعقول".
وأضافت العديد من الأسر الطماطم ومع استمرار ارتفاع أسعارها إلى ما يسمونه بـ"قائمة المحظورات" في إشارة منهم إلى امتناعهم عن شراء العديد من أصناف الطعام من خضار ولحوم وفواكه بسبب غلائها والتي باتت البندورة من بينها.
ومن المفارقات في الموضوع ان ارتفاع اسعار البندورة لا يتناسب وجودتها، الأمر الذي جعل من عملية شراء مادة البندورة بالنسبة لمواطنين بمثابة هدر للأموال.
ويشير المواطن معتصم الى توقفه عن شراء البندورة أخيرا بسبب ارتفاع في أسعارها مقابل رداءة الجودة. ويضيف انه بالرغم من اعتماد اسرته على مادة البندورة بشكل رئيسي الا ان عدم جودتها دفعه الى الاستغناء عنها. ويشير محمود التميمي الى وجود جنون في اسعار كافة الخضار ومن ضمنها البندورة، الأمر الذي يشكل صعوبة بالغة في إعداد أي وجبة طعام.
ويبدو ان الفقراء الأكثر تضررا جراء ارتفاع الأسعار، إذ يشير خالد الذي يعيل أسرة من خمس أفراد ولا يتجاوز دخلة 200 دينار الى عدم قدرته على شراء العديد من أصناف الخضار.
ويقول كانت البندورة ملاذه الأول نحو هروبه من ارتفاع اسعار الخضار بيد أنها أصبحت الآن ضمن قائمة ما يعتبره بـ"المستحيلات".
وفي نفس السياق رفضت كوادر وزارة الزراعة بمنطقة حدود جابر إدخال ثلاث شاحنات محملة بنحو 73 طناً من البندورة قادمة من مناطق زراعية في سورية "غير مطابقة للمواصفات الفنية"، حسبما أكدت مصادرة مطلعة في الوزارة.
وأوضحت المصادر، أن الشحنات المرفوضة تعاني من "تلف شديد، وسيلان المياه منها، وغير مطابقة للمواصفات الفنية"، مبينة "أن أسباب تلفها عائد إلى ظروف التخزين في عبوات بولسترين فوق بعضها البعض".
يذكر أن الإنتاج الموجود من البندورة في الأسواق المحلية يأتي من محافظة المفرق ومناطق الجفر والقطرانة، فيما تعتبر هذه المادة محصول الخضار الأول في الأردن.
وبلغت العام 2007 مساحة الأراضي المزروعة بمحصول البندورة 6.154 ألف دونم أنتجت 4.775 ألف طن. ويستهلك المواطن الأردني نصف الإنتاج محليا، فيما يصدر الباقي للخارج.
المفضلات