السلوك النموذج.. في الحياة وبحثا عن المستقبل
د.عدنان الطوباسي-هل فكرت في البحث عن النموذج الافضل للولوج الى المستقبل ..؟.
والى اي مدى وصلت الى قناعات من سير الحياة المعاشة انه ,دائما تبقى الاسرة شريان حياه وامل محبة ومثال يحتذى اذا كانت الاصلح واذا كانت هي النموذج الافضل عندها لا بد ان يخرج من بين اركانها نماذج عديدة يقتدي بها الاطفال والشباب,فاذا كان النموذج يشكل بالنسبة للطفل طريقا سليما الى الحياة ومعارجها المختلفة فان ذلك سيعينه على المسالك الخطرة وينتقل الى الحياة بطرق معرفية ايجابية.
اما اذا كان النموذج يشكل له طريقا ونمطا غير سليم فان الضياع سيكون حليف الاطفال والشباب .
النماذج بالنسبه للاطفال والشباب قدوة واساليب حياة وفكر لكل متاهات الليل البهيم ...ونور يهتدي به شبابنا الى مستقبل افضل لهم ولحياتهم التي تدور عليها الدوائر ...وعلى الاسرة ان توفر النموذج الافضل حتى يقلده الابناء فيسيروا على النهج حاديهم البناء والاعمار والاصلاح والتطوير .
ويشير استاذ علم النفس المعرفي د.يوسف قطامي عميد كليه العلوم التربوية في الجامعة الاردنية الى ان الفرد معني بفهم نفسه ، وان فهم الذات يتطلب الوعي بالامكانات والقدرات والخصائص النفسية والاجتماعية وان زيادة هذا الوعي يزيد من قدرة الفرد على استغلال وزيادة الفاعلية في استمرار امكاناته والافراد يتعلمون في المواقف الطبيعية سلوكات جديدة من خلال ملاحظة النماذج ومن خلال تأثيرهم على اعمال الملاحظين ويستخلص المتعلم الملاحظ العمليات المعرفية للمعلومات من سلوكات الملاحظات المتعددة التي تجري في مواقف متعدده وتخزن هذه المعلومات في الذاكرة.
ويشير د.قطامي الى ان احسن ما يتم نمذجته كنموذج هو النموذج الحي اي النموذج الذي يعرض سلوكا ملاحظ قابلا للتفاعل والقبول والرفض والمنافسة حتى يتم استدخال ذلك السلوك ،وفي هذا التعلم يكون الطفل نشطا حيويا ،يتدخل في التفاعل مع سلوك النموذج طالبا توضحيا او تفصيلا . وان المخزون المعرفي الذي يطوره الطفل عن مشاهدة سلوك لا يترك معزولا عن باقي خبرات الطفل ودائما تتفاعل الخبرات معا وتزيد من احتمالات ظهوره . وان السعيد من اتعظ واعتبر بغيره والشقي من اتعظ بنفسه لذلك فان سلوك الوالدين السيئ يمكن نمذجته ويعود على الطفل بنتائج سلبية يمكن ان تتحدد بالتالي :
تطوير سلوك عدواني ،تطوير سلوك غير اجتماعي مع الاخرين ، اعاقة التواصل الاجتماعي مع الاخرين ، صعوبة في التعامل مع المشاكل ، حل المشكلات بطرقة سلبية تدميرية .، تطوير مفهوم ذات سلبية: كراهية الذات ، يفشل الطفل في اقامة علاقات صداقة حميمة او دافئة ، يفتقر الطفل الى اسس التعاون في التعامل مع الاخرين .وسيطرة السلوكات غير الاجتماعية على سلوكه ، مما يجعل الاخرين ينبذونه
ان تعلم الطفل ونمذجته للسلوكات المختلفه سواء اكانت سلوكات عدوانيه او اجتماعية تأتي من مصادر مختلفه وفي كثير من الحالات لا ينتبه اليها الوالدان او المعلمون . لذلك لا يمكن حصر النماذج التي يتلقى الطفل منها رسائل السلوك ولا يستطيع احد التدخل في صياغة فهمه او اختياره او نمذجتها كمدخل تعلمي منمذج ، وخاصة ان الطفل عميل اجتماعي رغم سيطرتنا وتدخلنا او تناهينا بأن نضبط على كل شيء ، وان نمو وتعلم الطفل مضبوط تماما .
ونتسائل :ما الهدف من نمذجة السلوك ؟
ان الطفل يقوم بنمذجة السلوك الذي يشاهده بعد ان يوجه لنمذجته يحقق مجموعة من الاهداف وهي كالتالي :
تحقيق تعزيز مباشر من مثل نمذجة الطفل لسلوك الابوين ، يحقق نتائج لسلوك المنمذج تعزيزا من مثل نمذجة سلوك مقبولاجتماعيا ويحقق هدف التكيف مثلا .ويحقق الملاحظ نوعا من الرضا عندما يتبنى سلوك النموذج الذي يعرض سلوكا يتبع بمكافأة او تعزيز ، ويسهم التعلم بالملاحظه في اكتساب سلوك جديد ، وتنفيذه او ايقاف بعض السلوكات نتيجة لما يتبعها من عقاب يقع على النموذج ،و يزداد سلوك الملاحظين العدواني عند رؤيتهم لافلام ذات محتوى عدواني ، وان السلوك الذي ينمذج هو سلوك متبوع بثواب وسلوك تتسق فيه اتجاهات الثواب ،يتعلم الافراد بالملاحظة الاتجاهات ، والمشاعر ، والسلوكات وكثيرا من السلوكات الاجتماعيه
كما ان هناك ثوابا بالنيابة فهناك ايضا عقاب بالنيابة في حالات تعلم بالنمذجة؛ وان نمذجة السلوك هو من نواتج التعلم ، وهو وسيلة لتسهيل تعلم اكثر وان نتاج السلوك المنمذج يمكن ان يكون معرفيا ، او مهاريا ، او عاطفيا انفعاليا .
ان السلوك الذي يقدم من الكبار للاطفال مصحوبا بالرعاية والعنايه والدفء ينمذج بسرعة وهوالاكثر نجاحا من غيره من السلوكات .
ان غياب النماذج المؤثره في الاصلاح الاجتماعي والقبول لدى الاطفال والشباب تعني ضياع الشباب ولذلك علينا ان نوفر في حياتنا النماذج التي تكون قدوه في كافة انماط الحياة وايجابياتها لهذا الجيل حتى يشب على قيم وعادات وتقاليد ومبادئ راسخه لا يهزها احد وتبقى علامة بارزة وضوءا يستضاء به من قبل اطفالنا وشبابنا في ليل الحياة الطويل .
المفضلات