تل أبيب - وكالات:
ذكرت صحيفة إسرائيلية أمس أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعتزم تجميد البناء الاستيطاني لمدة ثلاثة شهور وتنفيذ أعمال بناء محدودة لغرض سد احتياجات النمو الطبيعي في الشهور التسعة التي تليها وتغيير تركيبة حكومته من خلال ضم حزب كديما وإخراج حزب «إسرائيل بيتنا» لكن مكتب نتنياهو شدد على أنه لم تتخذ قرارات حتى الآن.
وقالت صحيفة "معاريف" إن نتنياهو يعتزم الإعلان عن تجميد البناء الاستيطاني لمدة ثلاثة شهور من أجل استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، وسيكون التجميد في هذه الفترة مشابها لفترة تعليق تنفيذ أعمال بناء جديدة في المستوطنات في الضفة الغربية التي انتهت في سبتمبر الماضي.
وأضافت الصحيفة أن خطة نتنياهو التي سيستعرضها أمام الرئيس الأمريكي باراك أوباما الشهر المقبل تقضي بتنفيذ أعمال بناء محدودة النطاق ولغرض سد احتياجات النمو الطبيعي في المستوطنات خلال التسعة شهور التي ستعقب فترة الثلاثة شهور. ويرمي نتنياهو بحسب "معاريف"، من وراء هذه الخطة إلى استئناف المفاوضات المباشرة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أجل التوصل إلى «اتفاق إطار». والجدير بالذكر أن هذه الخطة لا تؤدي إلى تجميد البناء الاستيطاني بشكل مطلق مثلما يطالب الفلسطينيون والأسرة الدولية وبضمنها الولايات المتحدة كما أنها لا تتحدث عن تجميد البناء الاستيطاني في القدس الشرقية. وكانت اللجنة الوزارية الإسرائيلية لشؤون سن القوانين صدقت يوم الأحد الماضي على مشروع قانون يقضي بتحويل القدس إلى مدينة ذات أفضلية من الدرجة الأولى ما يعني توسيع البناء الاستيطاني في شرق المدينة خصوصا أنه تكاد لا تجري أعمال بناء بتاتا في القدس الغربية.
وأقرت لجنة التخطيط والبناء المحلية في بلدية القدس أمس بناء 30 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة "بسغات زئيف" في شمال القدس الشرقية كما تعتزم اللجنة إقرار بناء عدد مماثل من الوحدات السكنية كل أسبوع من أجل عدم إثارة غضب أمريكي في حال إقرار بناء جميع الوحدات السكنية مرة واحدة. وقالت «معاريف» إن نتنياهو بلور خطته هذه بشكل سري خلال الأسابيع الأخيرة وفي موازاة ذلك يعمل على تجنيد دعم سياسي له من جانب حزب الليكود الذي يتزعمه وأحزاب أخرى كما أنه أعد «خطة درج» لتوسيع الحكومة بضم حزب كديما وعلى ما يبدو أن ذلك سيكون على حساب "إسرائيل بيتنا" الذي سينسحب من الحكومة على خلفية معارضته لخطة كهذه.
وأضافت الصحيفة أن مصادر كثيرة محيطة بنتنياهو أكدت في الأيام الأخيرة على أن الأخير أصبح ناضجا لاتخاذ قرار كهذا وأنه عازم على المضي في عملية سياسية حقيقية واتخاذ قرارات بعيدة الأمد. وقالت المصادر المقربة من نتنياهو إنه يسعى خلال الأسابيع المقبلة إلى تمرير قانون الموازنة ما سيضمن له هدوء سياسيا لمدة عامين مقبلين والتفرغ للمفاوضات مع الفلسطينيين ابتداء من يناير المقبل وتحديد فترة هذه المفاوضات لعام واحد. ورغم نواقص هذه الخطة واحتمال عدم موافقة الفلسطينيين عليها كونها لا تجمد الاستيطان إلا أنه ليس مؤكدا أن يتمكن نتنياهو من تنفيذها بسبب الضغوط الممارسة عليه من جهات عديدة.
وقالت "معاريف" إنه قد يندم أو يغير توجهاته في أي لحظة ووفقا للظروف السياسية أو الأمنية. وعقب مكتب نتنياهو على تقرير معاريف أن "الأمور ليست صحيحة والاتصالات مع الإدارة الأمريكية مستمرة من أجل تحريك محادثات السلام ولكن خلافا للنشر في الإعلام فإنه لم يتم اتخاذ أي قرار بهذا الصدد حتى الآن".من جهة أخرى اشاد نتنياهو أمس بـ«ضبط النفس» الذي أبداه عناصر كومندوس البحرية الذين نفذوا العملية ضد اسطول المساعدات الانسانية الى غزة في 31 مايو وقتل خلالها تسعة ركاب اتراك. وقال نتنياهو خلال زيارة لقاعدتهم في اتليت (شمال) "لقد اظهرتم مهنية وبطولة وضبط نفس واخلاقية عالية بالتصدي للذين كانوا يريدون قتلكم".
واضاف "ما قمتم به كان حيويا وضروريا وشرعيا وفي غاية الاهمية" معتبرا ان قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية حماس تحول الى «قاعدة للارهاب الايراني». وهنأ رئيس الاركان غابي اشكينازي الذي كان يرافق نتنياهو، الجنود الذين شاركوا في العملية على متن سفينة مافي مرمرة. وقال للجنود "لقد أطلقتم النار على اولئك الذين كان يفترض اطلاق النار عليهم وتفاديتم فتح النار على الذين كان يفترض عدم اصابتهم". وفي يوليو، اقر الجيش الاسرائيلي الذي فتح تحقيقا داخليا حول هذا الهجوم الدامي، بارتكاب "اخطاء على مستوى عال من الهرمية (العسكرية)" لدى التخطيط للعملية وتنفيذها. وقال المسؤول عن التحقيق الجنرال في الاحتياط جيورا ايلاند "توصلنا ايضا الى استنتاجات ايجابية جدا خصوصا حول التصرف الشجاع والمهني للكومندوس الاسرائيلي. لقد استخدموا القوة فقط عندما كانت حياتهم مهددة.
المصدر
جريدة الرايه
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الدراوشه
المفضلات