دوماً نردد حلال ... حرام
صح ..... غلط
على أنها مجرد ألفاظ متضادة
هل تمعنا فى الدلالات المعنوية لهذه المفردات التى تُغلف تفاصيل حياتنا
بالتأكيد لا ... فنحن نقصر فهمنا على أحد الجوانب دون غيرها
لكن هل ندرك أننا إذا مامنعنا حلالاً فتحنا باباً أخر للحرام مثلاً
أحل الله الطلاق بين الزوجين المتنافرين ولكننا دوماً نتحايل على إمكانية إستمرار الحياه بينهما على خلفيات إجتماعية كوجود أطفال أحياناً أو خوفاً من تحمل عبء المسئولية عن إمرأة مطلقة قد تكون الإبنة أو الأخت فنرغمها على تحمل مالا طاقة لها به ... مرددين لها تلك الآية الكريمة ( وبشر الصابرين ) التى تدغدغ فطرتها الروحية وتضطرها للتغاضى عما تعانيه فيغفو المارد داخلها لفترة ما وهنا تكون الطامة الكبرى حرمنا حلالاً وهو الطلاق شرعة الله وفتحنا باباً للحرام ...فى تلك الحياه الغير سوية القائمة على البغض والإكراه والتى يمكن أن تدفع الزوجة إلى محاولة البحث عما تفتقده بطرق أخرى لا أحب الخوض فيها ... ولكنها مؤشر لخطر مابعده خطر كقنبلة موقوتة مهما حاولنا دفنها فى زوايا هامشية ستعلن عن نفسها بإنفجار مدوى يقلب الموازين ويدمر الكيان الذى ظننا أننا نحفظه بغباءنا الفطرى.... فقمة الغباء أن نهمش كيان نابض بالحياه ... فلما لا نتيح مساحة من الفكر المستنير فى معالجة قضايا إجتماعية هى أساس الحياه
وكيف لرجل حر أن يحتبس إمرأة لاتريده ويرتضى لنفسه هذا الموقف المهين ... إلا لإنه يدرك تماماً أن له حرية التصرف فى حياته كيفما شاء ومتى شاء ولن يضيره الإضرار بالكيان القابع على الجمر فى بيته مفترضاً إستمرار حالة الإستسلام المؤقتة التى تغلف الأجواء .... هذه دعوة للجميع للتمعن والتفحص فى أسلوب تعاطينا مع تفاصيل خاصة جداً نظنها بئراً عميقاً فى حين أنها بركان خامد قد يعلن ثورته فى أقرب فرصة متاحة وليس مطلوباً أكثر من سلامة التفكير فيما وراء اللفظ الذى نردده كالببغاوات
كتاب : كيانات مهترئة
تأليف : آمال البرعى
المفضلات