*** الأردن هو الأردن وفلسطين هي فلسطين .... !!! ***
بنظرة شمولية، تناول جلالة الملك عبد الله الثاني في مقابلته مع جريدة السفير اللبنانية، أهم الملفات الساخنة التي تشهدها المنطقة في هذه المرحلة، وليضع العديد من النقاط على حروف المحاور التي التبس فيها التمييز ما بين التكتيكي والاستراتيجي وما بين الرئيسي والثانوي بالصراع الدائر بالمنطقة، فوسط الأجواء الاحتفالية التي تبالغ أحيانا بحجم بعض الانجازات، وفي ظل أجواء الصخب الإعلامي التي ترافق تغطية الإحداث الساخنة، يبدو من الضروري إعادة وضع بعض الأمور في سياقها الصحيح، خصوصا عندما يتعلق الأمر بثوابت الأمة ومصالحها العليا.
أما أولى هذه الثوابت وأهمها على الإطلاق، فهي تلك الثوابت المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والتي ما زال الملك عبد الله يعتبرها (قضيتنا الأولى وأساس الصراع بالمنطقة، وان حلها هو مفتاح الحل للنزاعات الأخرى بالمنطقة)، وان السلام هو خيار الأردن الاستراتيجي والعنوان الرئيسي للمشروع العربي.
وفي الشأن العراقي، يرى جلالته بان ثمة فرصة حقيقية الآن لمد اليد العربية للعراق،(فلا مجال للتردد أو تأجيل المبادرة تجاه العراق حتى لا نخسر هذا البلد والشعب الشقيق، علينا كدول عربية أن نستغل الفرصة اليوم لدعم العراق واعادتة إلى محيطة العربي).
أنها حقا فرصة لإعادة العراق إلى محيطة العربي، فالحكومة العراقية الآن تطلب من العرب العودة للعراق، فالدور العربي بالعراق عنصر أساسي للمساهمة ببلورة كيان سياسي عراقي، والدور العربي بالعراق يعني ترجمة شعار عروبة العراق ووحدة أراضية، والمساهمة بإعادة تشكيلة.
وفي سياق التأكيد على الثوابت / المسلمات، وفي معرض الرد على سؤال يتعلق بقلق الأردنيين إزاء المستقبل، أجاب جلالته (لا نخشى على مستقبل الأردن،....فهذا البلد وجد ليبقى، والأردن هو الأردن، وفلسطين هي فلسطين)، فعلى امتداد عقود الصراع العربي الإسرائيلي طرُحت مشاريع عدة لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن، وفشلت جميعها، فالشعب الفلسطيني لن يقبل بأقل من الحصول على دولة فلسطينية مستقلة، وتاريخه وحاضرة النضالي شاهد حي على تمسكه بحقوقه التاريخية، والأردن الذي يعتبر قيام الدولة الفلسطينية هو مصلحة قومية ووطنية عليا، وان المهمة الأولى التي تعتبرها القيادة الأردنية مهمة ترقى إلى مستوى القداسة هي دعم حقوق الشعب الفلسطيني، وتبني قضيته على الساحة الدولية، وإذا كانت عملية التسوية قد تعثرت الآن، فهذا ليس نهاية المطاف، (وعلى إسرائيل أن تعي هذه الحقيقة وتسلم بالوجود الفلسطيني وبحتمية التعايش بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
المصدر
جريدة الراي الاردنية
المفضلات