تاريخ النشر: الخميس 27 أكتوبر 2011
وكالات
أكد المسؤول العسكري الرفيع في المجلس الوطني الانتقالي بليبيا عبد المجيد مليقطة أمس، أن سيف الإسلام القذافي ورئيس المخابرات السابق عبد الله السنوسي الهاربين يعرضان تسليم نفسيهما للمحكمة الجنائية الدولية من خلال صفقة بواسطة دولة حدودية لم يشأ تسميتها. في حين سارعت محكمة لاهاي على لسان المتحدث باسمها فادي العبد الله إلى نفي علمها بهذه المعلومات، مبينة أنها تحاول الاتصال بالسلطات الليبية الجديدة للحصول على مزيد من التوضيحات. جاء ذلك بعد أن أعلن رئيس الأركان القطري اللواء الركن حمد بن علي العطية أن تحالفاً دولياً جديداً منبثقاً عن حلف شمال الأطلسي يضم 13 دولة، وتقوده الدوحة، سيتابع العمليات في ليبيا خصوصاً في مجال التدريب والتسليح وجمع السلاح، بعد انتهاء المهمة الحالية للحلف، مبيناً أن ذلك سيتم على الأراضي الليبية لكن دون إرسال قوات للمشاركة في حفظ الأمن.
وكشف العطية في اجتماع “لجنة الأصدقاء لدعم ليبيا” الذي انعقد في الدوحة أمس بمشاركة رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل، أن مئات الجنود القطريين شاركوا في المعارك على الأراضي الليبية إلى جانب الثوار خصوصاً في إطار تحديد الأهداف وتوجيه الثوار وتنسيق الاتصالات والعلاقات مع الحلف الأطلسي “الناتو”. من ناحيته، طلب عبدالجليل من الأطلسي تمديد مهمته في ليبيا حتى نهاية العام “على الأقل”، قائلاً في افتتاح الاجتماع الذي القيادات العسكرية للحلف “نحن نطمح بأن يستمر الناتو في حملته لنهاية 2011 على الأقل خدمة لنا ولدول الجوار ولدول الجنوب”. في بروكسل، أرجأ الناتو حتى يوم غد الجمعة، قراره الرسمي الذي كان من المقرر أن يتخذه ظهر أمس، حول إنهاء مهمة ليبيا بهدف القيام بمشاورات جديدة مع الأمم المتحدة والمجلس الانتقالي. وسارعت باريس على لسان وزير خارجيتها آلان جوبيه قائلة إن “مهمة الحلف في ليبيا قد انتهت” مبينة أنها تدرس سبل أخرى لمساعدة الحكومة الانتقالية.
وفي نيويورك، قال نائب المندوب الليبي الدائم لدى الأمم المتحدة إبراهيم الدباشي أمس، أن المجلس الانتقالي يأمل في أن يطلب من مجلس الأمن إنهاء التفويض الخاص بفرض منطقة حظر طيران وتدخل الأطلسي بحلول 31 أكتوبر الحالي لكنه يريد بضعة أيام لاتخاذ قرار. وفي السياق، ذكر إيان مارتن، رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، لمجلس الأمن خلال جلسة مفتوحة بنيويورك أن جرائم القتل التي ارتكبها المقاتلون المناهضون للقذافي والمقاتلون الموالون له خلال المعركة النهائية للسيطرة على سرت والتي تمت خلافاً لأوامر المجلس الانتقالي، يمكن اعتبارها “جرائم حرب”، مرحباً باعتزام الحكومة الليبية إجراء تحقيق في هذه الجرائم. بينما قال الدباشي إن النتائج الأولية للتحقيق في مقتل العقيد القذافي تشير إلى أنه لم يقتل بعد اعتقاله الأسبوع الماضي، وأن أي من الثوار لم يطلق النار عليه بل مات متأثراً بجروح أصيب بها قبل أسره.
وأبلغ مليقطة رويترز من ليبيا أمس، أن سيف الإسلام والسنوسي يقترحان طريقة لتسليم نفسيهما للمحكمة في لاهاي. وسيف الإسلام والسنوسي مطلوبان بموجب مذكرة اعتقال أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية مثلما كان الأمر بالنسبة للعقيد الراحل يونيو الماضي، وهما هاربان ويعتقد أن الأول في مكان ما قرب الحدود مع النيجر بينما تشير معلومات استخبارية إلى أن الأخير تسلل إلى أقصى شمال النيجر. وأوضح مليقطة أنه استقى معلوماته من مصادر مخابرات أبلغته بأن سيف الإسلام والسنوسي يحاولان التوصل إلى اتفاق للاستسلام للمحكمة عن طريق دولة مجاورة لم يحددها. وقال “إنهما يشعران بأنهما لن يكونا في أمان إن بقيا حيث هما أو ذهبا إلى أي مكان آخر. وقد قالا على أي حال أن النيجر تطلب مبلغاً ضخماً للسماح لهما بالبقاء. ومنذ بضعة أيام أفادت رسالة صوتية لسيف الإسلام نقلتها قناة “الرأي” في سوريا، أنه سيقاتل الناتو والسلطات الانتقالية الجديدة وسيموت في التراب الليبي.
أكد العبد الله أن النيجر ملزمة بالتعاون في جلب سيف الإسلام والسنوسي أمام العدالة الدولية، بحكم أنها عضو في نظام روما الذي قامت عليه المحكمة الجنائية الدولية. وفي سياق متصل، أكد اللواء الركن العطية أن التحالف الجديد الذي يضم 13 دولة على الأقل بينها خصوصاً أميركا وفرنسا وبريطانيا، شكل تحت مسمى “لجنة الأصدقاء لدعم ليبيا” التي سيكون عملها على الأراضي الليبية، ولكن دون إرسال قوات للمشاركة في حفظ الأمن. وقال العطية إن المجموعة التي عقدت أول اجتماعاتها في الدوحة أمس بحضور ولي عهد قطر تميم بن حمد آل ثاني، هي “حلف جديد يضم من يريد أن يكون في هذا التحالف لمساندة ليبيا في المرحلة المقبلة”. وحول أسباب تشكيل هذا التحالف الجديد، أوضح العطية أن “الكل أجمع على تشكيل تحالف جديد لأن الناتو كان سينتهي دوره، وبما أن العمليات يمكن أن تستمر، طرحت هذا الفكرة وطرح أن يكون لقطر القيادة في هذا الحلف”.
كما أشار إلى أن قطر ستكون “مسؤولة عن التنسيق في هذا الحلف” الجديد الذي يمكن أن يتخطى عمله نهاية العام الحالي كما طلب المجلس الوطني الانتقالي، بحسب العطية. وقال المسؤول العسكري في هذا السياق “يمكن أن يكون الإطار الزمني أكثر من نهاية العام الحالي، هذا يعتمد على وضع ليبيا”. وسيشمل عمل الحلف “عملية التدريب والتنظيم وبناء المؤسسات العسكرية الليبية وجمع الأسلحة وإدخال الثوار في هذه المنظومة”. وأوضح أن “هذه العملية ستكون على الأرض الليبية..وهناك غرفة عمليات جاهزة تضم أطياف الحلف في طرابلس وقد جهزتها قطر”. الا أن العطية أكد أنه “لا توجد هناك أي مبادرة لارسال قوات للمشاركة في حفظ الأمن في ليبيا”. ويشارك في اجتماع الدوحة 13 دولة ممثلة بمسؤولين عسكريين رفيعين بينهم الآميرال سام لوكلر القائد العام للأطلسي، والجنرال مارتن ديمبسي رئيس الأركان المشتركة الأميركية، والجنرال ديفيد ريتشارد رئيس الأركان البريطاني، والآميرال إدوارد جويلرد رئيس الأركان الفرنسي، إلى جانب رؤساء الأركان في تركيا وإيطاليا ومصر والمغرب وتونس والأردن واليونان ومالطا وكندا
المفضلات