ربما يكون من المفيد تذكير الاردنيين جميعاً بالعبارة التي طالما رددها كثيرون منا بعد ان تنتهي النقاشات أو يهدأ الجدل أو تسكن الاصوات العالية.. نقول في النهاية هذا هو الاردن.
عبارة تلخص كل التاريخ الناصع لهذا البلد العزيز وشعبه الطيب وقيادته الهاشمية الفذة التي ارست قواعد راسخة نظمت علاقة القائد بشعبه والأسرة الهاشمية الكريمة بالأسرة الاردنية الكبيرة الواحدة كان التسامح وسعة الصدر وبعد النظر هي الاساس وهي المنطلق..
من انقلب ذات يوم على الملك أو حاول الاساءة والتطاول أو تجاوز حدود اللياقات لم يسفك دمه ولم يمت في السجن أو تختفي اثاره بل كان العفو الشامل الذي لا يصادر عليه حقاً من حقوقه ولا يحول دونه والوظيفة الحكومية او الخاصة بل والوصول الى أعلى درجات السلم الوظيفي الحكومي المدني والعسكري والأمني لأن المظلة الهاشمية تتسع لكل من يتحمل المسؤولية ويتراجع عن الخطأ ويكرس جهوده وطاقاته من أجل خدمة شعبه وبلده..
مسيرة دولتنا المعاصرة التي تقترب من عقدها التاسع, اتسمت على الدوام بتقاليد وأعراف ميزت الاردن, شعبه وقيادته في المنطقة بأسرها وشكلت نموذجاً فذاً في العلاقة بين القائد وشعبه لم يستطع حتى أشد أعداء بلدنا أو أكثرهم خصومة انكار قراءة التجربة الاردنية في الحكم والمشاركة الشعبية والاعتدال وسعة الصدر التي تصب في النهاية لصالح الجميع بعيداً عن التسلط والبوليسية والقسر وسفك الدماء واعدام المعارضين..
لم يُعدم ذات يوم في الاردن معارض سياسي أو صاحب رأي مخالف ولم يوجد في الأردن اليوم ولا في أي يوم مضى سجين رأي, حتى وإن وجد في حالات شاذة ومعدودة على الاصابع فانه يتمتع بكل الحقوق التي يكفلها الدستور وتوفر له كل اسباب الدفاع القانوني وكانت مراكز الاصلاح الأردنية مفتوحة على الدوام لممثلي الصليب الأحمر والمنظمات المعنية بحقوق الانسان عربية ودولية على حد سواء..
آن الأوان لأن يدرك كل أبناء شعبنا ان الأمن والاستقرار الذي نتمتع به في محيط اقليمي عاصف انما نشأ بفضل وعي الاردنيين واخلاص مؤسساتهم العسكرية والأمنية وقيادتهم الهاشمية الفذة وان الطريق لديمومة هذا الأمن الشخصي والوطني والاقتصادي والاجتماعي ودفع مسيرة الاصلاح والتحديث قدماً الى الامام, تفرض علينا حل المشكلات والعقبات وحتى الخلافات التي تنشأ بيننا بالحوار بما هو الطريق الوحيد لبناء الاردن النموذج في الحرية وسيادة القانون ودولة المؤسسات والمشاركة الشعبية, دون السماح لأحد مهما بلغ شأنه بأنه يدعي احتكار الحقيقة والوطنية أو مصادرة حق الأخرين في ابداء آرائهم والتعبير عنها بحرية.
حمى الله الاردن
المفضلات