العربية.نت
بعد ثورة يناير 2011، ازدادت بشكل ملحوظ أعداد السيدات في مصر اللواتي يسعين للاعتكاف، خاصة أن هذه العملية أصبحت تتم دون تصاريح أمنية وجهات رقابية خلافاً لما كان عليه الحال في عهد الرئيس السابق حسني مبارك.
ففي العهد السابق، كانت تغلق المساجد عقب كل صلاة وتمنع دروس النساء في عدد كبير منها، وكان مسموحاً فقط للسيدات بإحياء ليلة القدر (عادة 27 رمضان في مصر) فقط في المساجد حتى الصباح.
ويعتبر الاعتكاف سنة نبوية إسلامية يقضي فيها المسلم أو المسلمة فترة يتفرغ فيها للعبادة في المساجد.
ظاهرة تتوسّع
أما اليوم فباتت تلك الظاهرة أكثر توسعاً في المساجد المصرية، بحسب تقرير نشرته وكالة الأناضول. ففي مسجد الرواس، قامت إحدى المصليات بمخاطبة الحاضرات اللواتي تجاوز عددهن الـ50 وبعضهن اصطحبن أطفالهن. وطالبتهن بالالتفاف في شكل حلقات على أن تكون أكثر الفتيات حفظًا للقرآن في كل حلقة هي مَنْ تقوم بتلاوة بعض الآيات وتفسيرها أو رواية قصة من التاريخ الإسلامي.
ودام الحال حتى الواحدة حين أذّن إمام المسجد، معلنًا الاستعداد لصلاة التهجّد فكانت الأجواء أكثر هدوءًا بعدما نام الصغار وصارت الدموع السمة الغالبة على الحاضرات.
وكان لافتاً للنظر أن عددًا من المعتكفين من الرجال المقيمين في الدور الأول للمسجد شكّلوا ما يشبه لجنة شعبية لحراسة المسجد حفاظًا على المعتكفات.
الدعاء لشهداء الثورة
وبعد الصلاة، قامت إحدى الفتيات بالدعاء لشهداء الثورة وكذلك شهداء هجوم رفح على الحدود المصرية الفلسطينية الذي راح ضحيته 16 جنديًا، كما كان للثورة السورية نصيب وافر من الدعاء، ثم امتد ليشمل نصرة رئيس الجمهورية.
وحضرت إحدى السيدات ذات الملامح الأرستقراطية ومعها مجموعة من الحقائب فيها طعام السحور، الذي أحضرته لبناتها ولباقي المعتكفات في المسجد، وقامت بتوزيعه عليهن، ثم وقفت مطالبة الحاضرات بالدعاء للثورة التي أحْيَت المساجد ومنحت السيدات فرصة للتقرب من الله ومكثت مع الجميع حتى أدت صلاة الفجر.
وفي هذا السياق، يقول الشيخ محمد، إمام المسجد: "أنصح دومًا السيدات بعدم الاعتكاف الكامل ولكن بأداء واجباتهن في المنزل من الفجر حتى المغرب ثم إحياء الليل في المساجد".
المفضلات