الحقيقة الدولية - عمان
افاد مصدر حكومي رفيع المستوى امس ان استمرار التوقيت الحالي يوفر على الخزينة 80 مليون دينار سنويا.
واضاف هذا المصدر الرفيع، وفق "الدستور" ان الحكومة بصدد اتخاذ قرارات عديدة لتتماشى مع قرار مجلس الوزراء باعتماد التوقيت الصيفي طيلة العام وتجنبا لأية آثار سلبية قد تترتب على حياة المواطنين واعمالهم.
واثار القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء الاسبوع الماضي باعتماد التقويم الصيفي في المملكة بشكل دائم وعلى مدار العام دون الرجوع الى التوقيت الشتوي الذي يتم العمل به في المملكة عادة مع بداية شهر تشرين الثاني من كل عام عدم ارتياح عدد كبير من مختلف قطاعات المجتمع، حيث قال البعض انه كان قرارا لم يستوفِ حقه من الدراسة، وانه يؤثر سلبا على الطلاب والموظفين والمصانع وغيرها، مطالبين الحكومة باعادة النظر بهذا القرار، وفيما ابدى اخرون ارتياحهم للقرار، وهذا ما لمسناه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» والمواقع الالكترونية ووسائل الاعلام الاخرى.
وبعيدا عن المجاملات فاننا على يقين ان اعتماد الحكومة للعمل بالتوقيت الصيفي جاء بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المملكة بسبب ازدياد قيمة الفاتورة النفطية والتي اصبحت ترهق ميزانية المملكة بشكل كبير وواضح، خاصة بعد تكرر انقطاع الغاز المصري الذي نعتمد عليه بشكل رئيسي في توليد الطاقة الكهربائية وباقل التكاليف، حيث وصلت الفاتورة النفطية الى عدة مليارات من الدنانير سنويا، مع ان قيمة التوفير في فاتورة الطاقة النفطية قبل انقطاع الغاز المصري وصلت الى 45 مليون دينار سنويا، فما بالك بعد انقطاع الغاز المصري وازدياد سعر برميل النفط عالميا وتوقف الدول المانحة عن تقديم الدعم النفطي للاردن؟.
وليس الاردن الدولة الوحيدة التي تعتمد التوقيت الصيفي، فمعظم الدول التي تقع بالقرب من مداري الجدي والسرطان تعتمد التوقيت الصيفي حتى وصل عددها الى 188 دولة وفقا لاحدث الاحصائيات.
ان العمل بنظام التوقيت الصيفي في الاردن طوال العام بشكل خاص وفي الدول الاخرى بشكل عام خاصة غير المنتجة للنفط له فوائد اقتصادية كبيرة، ففي هذه الدول -التي تقع في مناطق قريبة من مداري السرطان والجدي تشرق الشمس فيها خلال فصل الشتاء متأخرة عن فصل الصيف، ففي عمان مثلا تشرق الشمس يوم الانقلاب الشتوي –اقصر نهار خلال العام- والذي يصادف يوم 23 كانون الاول من كل عام في تمام الساعة 7:32 دقيقة صباحا ثم يزداد طول النهار بعد ذلك، وبما ان دوام المدارس- وفقا لقرار وزير التربية والتعليم- يبدأ الساعة الثامنة صباحا فان الشمس تكون قد اشرقت قبل الدوام بنصف ساعة، وعلينا ان نعلم ان عمان تقع في الطرف الغربي من الاردن اي ان الجزء الشرقي من المملكة تشرق الشمس فيها قبل شروق الشمس في عمان بحوالي نصف ساعة ايضا، ومن ثم فليست هنالك مشكلة كبيرة في فترة الصباح، ولو افترضنا حدوث حالة انجماد في فصل الشتاء فانه يمكن تأخير الدوام لساعة مثلا حتى يخف الانجماد وبالتالي نتخطى مثل هذه المشكلة ايضا.
ان الهدف من العمل بالتوقيت الصيفي توفير الطاقة في فترة المساء تحديدا، فالذي يعيش في الاردن خاصة في العصر الحالي يسهر لفترات طويلة سواء في المنزل او في العمل او في المقاهي وغيرها، ومن ثم فان اعتماد التوقيت الصيفي خلال فصل الشتاء يعني اختصار ساعة كاملة يوميا من فاتورة الطاقة في المنازل والمصانع وسائر القطاعات الاخرى، بحيث يصل التوفير الى اكثر من 100 مليون دينار سنويا، وهذا المبلغ ليس بالهين على بلد محدود الموارد مثل الاردن.
ان الانسان الحضاري هو الذي يتكيف مع الظروف التي تمر بها بلاده ولا يطلب ان تتكيف هي معه، وعلينا ان نقف بقوة وبصلابة امام كل التحديات التي يمر بها الوطن، ولذلك فان قرار مجلس الوزراء جاء لمصلحة الدولة العليا وليس لمصلحة فئة معينة من الناس ولا تخص غنيا او فقيرا او مواطنا او مسؤولا، فكلنا متشاركون في التصدي لمواجهة مثل هذا التحدي الاقتصادي الكبير.
رد مع اقتباس
المفضلات