قال الأمير علي بن الحسين نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، والمسؤول الرئيسي عن دعم حملة السماح للاعبات المحجبات باللعب وهن يرتدين الحجاب اول من أمس، ان الدليل الذي قدمه الخبراء الطبيون التابعون للفيفا بشأن ضرورة بقاء الحظر على ارتداء لاعبات كرة القدم المسلمات للحجاب كما هو، غير صحيح وليس له اساس من الصحة.
صدمة وانزعاج
واضاف الأمير علي بن الحسين الذي كان عرضه للموضوع امام المجلس الدولي لكرة القدم، وهو الجهة المسؤولة عن سن القوانين الخاصة باللعبة قبل ستة اسابيع، ادى للموافقة على السماح بمشاركة اللاعبات المحجبات، مع تعليق تنفيذ القرار انتظارا لفحوصات الصحة والسلامة، انه شعر "بالصدمة والانزعاج" بسبب الدليل الذي قدم يوم الخميس الماضي.
وقال الأمير علي بن الحسين للصحفيين "لو كانت هذه حقيقة لتقبلتها. الا انني اعتقد انها لا تستند الى اساس".ويتشكل المجلس الدولي لكرة القدم من الفيفا والاتحادات البريطانية الأربعة.
مزيد من الاختبارات
وقال البلجيكي ميشيل دوج رئيس اللجنة الطبية التابعة للفيفا، انه سيوصي فقط للاجتماع الاستثنائي للمجلس الدولي في الخامس من تموز (يوليو) المقبل في زيوريخ، باجراء المزيد من الاختبارات على الحجاب، وهو الذي يمثل امرا في غاية الاهمية للملايين من النساء المسلمات، اللاتي يمارسن كرة القدم على مستوى العالم.
ممانعة غير صحيحة
ورفض الأمير علي وهو اصغر اعضاء اللجنة التنفيذية التابعة للفيفا سنا التعليق، عندما سئل عما اذا كان قوبل بمعارضة من اعضاء اللجنة الاكبر سنا والمسؤولين الاكثر تحفظا، الا ان غضبه كان واضحا عندما تحدث اول من أمس.
واضاف الأمير علي بن الحسين "شعرت بصدمة عندما سمعت عن المؤتمر الصحفي الذي عقده الدكتور دوج يوم الخميس.. غطينا كافة الموضوعات التي اثيرت بما في ذلك حرارة الرأس والامور المتعلقة بالتنفس ومسألة الرقبة".
وتابع "شعرت بانزعاج شديد بسبب التعليقات الصادرة عنه.. لست عاطفيا كثيرا في العادة، الا ان هذا الموضوع يعد في غاية الاهمية".
واستطرد قائلا "هناك الكثير من السيدات اللاتي يخدمن في مناطق النزاع عبر العالم، والكثير منهن يرتدين غطاء الرأس، لذلك فانني منزعج لاستخدام ذلك كنقطة لاثارة الجدل.. كل ما نطلبه هو السماح للنساء بممارسة كرة القدم وهن يرتدين الحجاب".
مزيد من الاحترام والجدية
واضاف "هذا يؤثر على الكثير من السيدات المسلمات.. يحدوني الامل ان يتم التعامل مع تلك المسألة بنفس الاحترام والجدية، التي يتم التعامل بها مع الموضوعات الاخرى، ومنها على سبيل المثال مسألة مراقبة خط المرمى باستخدام التكنولوجيا الحديثة".
وعلى الرغم من موافقة المجلس الدولي لكرة القدم في آذار (مارس) الماضي على ارتداء اللاعبات للحجاب، مع تعليق العمل بالقرار انتظارا لاجراء المزيد من الاختبارات، فان القرار سيتم اعادة النظر فيه في تموز (يوليو) المقبل، ويمكن ان يتغير الاعضاء الأربعة الذين يمثلون الفيفا في المجلس الدولي في الفترة ما بين هذين الاجتماعين.
خوف من المعارضة
ويخشى الأمير علي من ان معارضي الحجاب يمكن ان يكونوا جالسين في المقاعد الخاصة بالفيفا في الاجتماع المقبل، ليحولوا دون الموافقة على اقرار الحجاب، لان تغيير القانون يحتاج موافقة ستة من اعضاء المجلس الثمانية.
ووافق الأمير علي امكانية وجود حاجة لاجراء المزيد من الاختبارات الا انه اضاف: "يحدوني الامل في النهاية ان يسمح المجلس الدولي باجراء تقييم دقيق، وان يتم السماح لهؤلاء اللاعبات بارتداء الحجاب في الملعب. اذا ما ارادت اللجنة الطبية والفيفا مراقبة الوضع بشكل اكثر فلا بأس".
وتابع "يمكن للنساء المسلمات ان يستخدمن الحجاب على مستوى منافسات الاتحادات، الا انهن لا يمكنهن استخدامه على المستوى الاعلى في بطولة كأس العالم للسيدات او دورة الالعاب الأولمبية".
واستطرد رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم "لكن عند اي مستوى لم ترد تقارير عن حالات اصابة في آسيا وافريقيا او اي مكان آخر في العالم".
أدلة تدحض مزاعم دوج
واشار الأمير علي بن الحسين الى ان معاهد مستقلة ومصممي ازياء من هولندا وكندا، قدموا ادلة الى دوج وجيري دفوراك مدير الادارة الطبية بالفيفا، مضيفا ان المصممين شعروا بصدمة مشابهة عندما تم ابلاغهم بما حدث يوم الخميس الماضي.
واضاف "لقد سألونا ما الذي يتحدث عنه (دوج)".
وقال دوج الذي كان يتحدث يوم الخميس عقب مؤتمر طبي تابع للفيفا استمر يومين: "تلقينا بعض العينات بينما قال بعض الاطباء من بينهم اطباء ينتمون لدول اسلامية ان الحجاب ينطوي على خطورة".
واضاف "عندما تعدو الفتاة بسرعة يمكن لاي شخص ان يصطدم بالحجاب وقد يؤدي هذا لاضرار خطيرة في الرأس".
واضاف "اذا ما تلقينا غدا اقتراحا ولم يكن لدينا شك في انه صالح وسليم من الناحية الطبية، فان بوسعنا ان نمنح الضوء الاخضر (لارتداء الحجاب). لكن لكي اكون محددا فان علينا تجنب اي مشكلات تتعلق بالرقبة او الشرايين".
وتابع "عندما تعدو اللاعبة ويقوم احد بجذبها الى الخلف سيكون هناك ضغط شديد على الرقبة. لا اريد ان اكون مسؤولا عن ذلك".
جدل من دون أسباب
الا ان الأمير علي رد قائلا "لا اعرف حقا ما هو السبب في هذا الجدل الدائر. لو كان قد صدر قرار بالاجماع في آخر اجتماع للمجلس الدولي بالسماح بالحجاب وعلى حسب ما رأيت في مشاوراتي مع مجموعة من افضل الاطباء في العالم... فانه لا يوجد سبب يدعو لعدم الموافقة عليه الآن".
واضاف الأمير علي "الا انني قلق الان لعدم وجود الجدية او الرغبة في اجراء الاختبارات. ربما يكون افضل شيء يقوم به الدكتور دوج هو ان يشرح اسبابه كما فعلت انا امام المجلس الدولي. الموضوع لن يذهب بعيدا بكل تأكيد".
المصدر: الحقيقة الدولية – رويترز
المفضلات