أجمع ثلاثة خبراء فرنسيين في الشؤون الأمنية أن الرسالة التي وجهها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن إلى الشعب الفرنسي تمثل "سابقة مقلقة" وتحمل "إنذارا جديا" للسلطات الفرنسية.
واعتبر أولئك الخبراء أن التسجيل المنسوب لبن لادن -والذي بثته قناة الجزيرة- يتضمن تزكية لنهج اختطاف الرعايا الغربيين الذي يتبعه فرع التنظيم في بلاد المغرب الإسلامي وتشجيعا لكل أتباع الفكر الجهادي في البلدان الغربية وخارجها على استهداف مواطني فرنسا ومصالحها.
وقال الخبير الإستراتيجي ماتيو غيدر في تصريح للجزيرة نت إن التسجيل يمثل "سابقة مقلقة إذ إنها أول مرة يوجه فيها بن لادن شخصيا إنذارا أو تهديدا لفرنسا".
وأشار الباحث الفرنسي إلى أن قيادة تنظيم القاعدة أرادت من هذه الرسالة أن تحذر الشعب الفرنسي وتحمله مسؤولية سياسات حكامه المتصلة بشؤون المسلمين، مضيفا أن "بن لادن أراد أيضا أن يبارك ويزكي نهج اختطاف الرعايا الغربيين الذي يتبعه تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي على نحو يدعم خصوصا موقف القيادي في هذا التنظيم عبد الحميد أبو زيد الذي يتبنى ويدافع عن عمليات الاختطاف".
وأضاف غيدر أن زعيم القاعدة أعطى ما أسماه الضوء الأخضر "لكل الجهاديين في فرنسا والبلدان الغربية وبقية أنحاء العالم باستهداف رعايا فرنسا ومصالحها".
بن لادن دافع عن عملية اختطاف رعايا فرنسيين في النيجر (الجزيرة)
إنذار جدي
من جانبها، رأت مديرة مركز "الخطر الارهابي"، آن جيوديشيللي، أن رسالة بن لادن تضمنت "إنذارا جديا" للسلطات الفرنسية، مشيرة إلى أن "بن لادن كان في السابق يترك لمساعده الأيمن أيمن الظواهري مهمة توجيه مثل هذه الإنذارات".
وأضافت الخبيرة الفرنسية بالشؤون الأمنية في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت أن "هذا الخطاب وضع فرنسا في مقدمة البلدان التي يستهدفها التنظيم وربما ساوى بينها وبين الولايات المتحدة".
وأكدت جيوديشللي في أن التسجيل سيقوي موقف تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي أثناء المفاوضات المتعلقة بالإفراج عن الرهائن الفرنسيين الذين اختطفهم التنظيم في النيجر، وقللت من أهمية انتقاد زعيم تنظيم القاعدة للوجود العسكري الفرنسي في أفغانستان ولإقرار قانون يحظر ارتداء النقاب في البلاد.
واستطردت الخبيرة الفرنسية "هذه المآخذ لا يمكن أن يقبل السياسيون في باريس التفاوض بشأنها إلا أنها يمكن أن تمكن قاعدة المغرب الإسلامي من رفع سقف مطالبها الأخرى خاصة تلك المتعلقة بالإفراج عن بعض مقاتلي التنظيم مثلا".
مالبرونو اعتبر التسجيل رد على الحرب التي أعلنتها فرنسا على القاعدة بالصحراء (الجزيرة نت)
مهاجمة الفرنسيين
أما الصحفي بيومية لوفيغارو جورج مالبرونو فرأى أن أشد ما يثير القلق في رسالة بن لادن هي "دعوته الضمنية للمتطرفين الإسلاميين في المغرب العربي وخارجه بالهجوم على الفرنسيين".
واعتبر مالبرونو -الذي نشر كتبا ومقالات عن القاعدة- أن التسجيل يشكل "ردا واضحا من قيادة القاعدة على إعلان الحرب على التنظيم في بلاد المغرب العربي والساحل الأفريقي الذي أطلقه الرئيس الفرنسي نيكولا ساكوزي منذ حوالي شهرين".
واستبعد الصحفي الفرنسي أن تدفع تهديدات القاعدة حكومة بلاده إلى سحب قواتها من أفغانستان أو إلغاء حظر ارتداء النقاب في فرنسا إلا أنه أكد أن سلطات باريس "ستأخذ على محمل الجد" تحذير بن لادن وتعهده بالقصاص منها على "أساس العين بالعين و السن بالسن".
المصدر: الجزيرة
المفضلات