تجار يتحايلون على قرار منع استيراد الألعاب الخطرة


سرايا - بالرغم من قرار سابق بحظر استيراد الالعاب النارية ومسدسات الخرز البلاستيكية الا ان ايام العيد الماضية كشفت عن عودة هذه الظاهرة وبقوة واخطرها مسدسات الخرز التي باتت تشكل هاجسا مقلقا للكثير من اولياء الامور لخطورة هذه الالعاب وما تسببه من عاهات مستديمة خصوصا اذا ما كانت الاصابة بالعين.

وقد خلفت مسدسات الخرز خلال ايام عيد الفطر 79 اصابة بالعيون في مختلف مناطق المملكة ، كانت حصة اربد منها 26 اصابة في عيون اطفال راجعوا مستشفى الاميرة بسمة التعليمي في اربد ، على ما افاد رئيس دائرة اختصاص العيون في وزارة الصحة الدكتور هايل عبيدات.

وفي العاصمة ادخل الى مستشفى البشير 34 طفلا والى مستشفى الزرقاء 19 طفلا اصيبوا بطلقات من مسدسات الخرز.

يذكر انه سجل خلال فترة العيد من العام الماضي اكثر من 150 اصابة في العين منها 50 اصابة في العاصمة وحدها ، ضحاياها في الغالب من الاطفال وبعض المارة.

ورغم قرار المنع الواضح والصريح الا ان بعض التجار كما بدا يتحايلون على القوانين من خلال التلاعب في البيانات الجمركية وإدخالها تحت بيانات أدوات زينة ، الامر الذي يثير سؤالا كبيرا عن دور السلطات وفيما اذا كانت البضائع المستوردة تخضع للتدقيق والتفتيش المطلوبين ومقتضيات السلامة العامة.

المعنيون بهذه التجارة يتحدثون عن ارباح كبيرة يجنونها خلال مدة قصيرة ، وذلك بسبب رخص ثمنها بعدما عمدت الكثير من البلدان الى منع استيراد كل الالعاب المصنفة بانها خطرة ومنها ما تسمى بمسدسات الخرز ، حيث تبلغ كلفتها في الصين بحسب تجار ، اقل من نصف دينار ويتم بيعها بحوالي دينارين خصوصا في المحلات الواقعة في الأحياء السكنية الشعبية.

ودعا عبيدات الى تكاتف الجهود وتغليظ العقوبات على التجار الذين يقومون ببيعها الى الاطفال ، مشيرا الى ان هذه اللعبة غزت الاسواق الاردنية وفي حال عدم اتخاذ اجراءات جدية وعاجلة لمعالجة هذه المشكلة فان عيد الاضحى المقبل سيشهد مأساة حقيقية لا سيما ان اللعبة تلقى رواجا واسعا بين الاطفال.

واكد اهمية دور الاهل في منع اطفالهم من اللعب واللهو بهذه اللعبة وتوعيتهم بمخاطرها.

وبحسب عبيدات فان طبيعة الاصابات الناجمة عن هذه المسدسات تمثلت بخدوش في القرنية ونزيف بالحجرة الامامية للعين وعلامات ضرب على القرنية بمقدار حجم الخرز وتمزق بالقزحية وتضرر بالشبكية ، مشيرا الى ان حدوث مضاعفات على العين المصابة يلحق ضررا نفسيا واجتماعيا بالحالة المتضررة ويعيق الدراسة علاوة على الكلف المالية للعلاج والتي تصل الى آلاف الدنانير.

وتساءل عبيدات عن سر انتشار هذه اللعبة رغم وجود قرار حكومي بمنع استيراد هذا الصنف الخطير من الالعاب منذ سنوات.

وقال ان الاخطر من بيع هذه المسدسات الخطرة ظهور لعبة جديدة بالليزر تسمى ( خرطوش الليزر) الذي تنطلق حبة الخرز بعد التصويب وهو ما يؤدي الى اصابات مباشرة في العين وفي قزحية العين.ويقول البائع بسام محمد ان هذه الالعاب بالرغم من حظرها ، الا اننا نرى بعض الموزعين يبيعونها لنا ولاندري من اين مصدرها ، مشيرا الى شدة الاقبال عليها من الاطفال خلال فترة العيد.

وقال انه باع اكثر من 200 مسدس خلال يومي العيد ، مضيفا "اعلم أن هذه الألعاب خطرة ، لكن الأطفال لا يفرحون بالعيد إذا لم نبع لهم مثل هذه الالعاب" ، بحسب تعبيره. وشهدت مبيعات "أسلحة الأطفال" ارتفاعاً خلال فترة العيد ، بحسب تأكيد صاحب محل للألعاب والذي يقول: "المحلات شهدت في العيد اكتظاظا من الأطفال لشراء مسدسات وبنادق بلاستيكية". وبحسب المواطنين فإن هذه الالعاب موجودة ومعروضة على الرفوف وفي الواجهات في بعض المحلات الكبيرة والدكاكين الصغيرة والمفرقعات" ، لافتاً إلى عدم وجود رقابة حقيقية عليها.

الى ذلك ، تؤكد دائرة الجمارك الاردنية ان "دخول مسدسات الخرز يتم بطرق غير مشروعة وعبر التهريب لأن القوانين تمنع استيرادها ، مشيرة الى انها استطاعت خلال العام الماضي ضبط حاوية تحتوي على بضاعة منها بكميات مسدسات خرز عددها 2304( مسدسات) وحبات الخرز حوالي (مليونين 700و ألف) حيث تم حجز تلك الشحنة استعدادا للتخلص منها عبر اتلافها ، وفرض غرامات مالية على مستورد الشحنة.

وعلى صعيد متصل ، مازال هناك بعض انواع الالعاب النارية كالقنابل النارية تبيعها بعض المحال التجارية التي لا تخضع للرقابة القانونية التي تتعدد أضرارها وخطرها بين الصحية والبيئية والكيمائية ، فمن الناحية الطبية يؤكد اطباء الاطفال ان أكثر الفئات العمرية تعرضا لهذه الألعاب هم الأطفال والمراهقون ، وتسبب لهم الحرائق والتشوهات المختلفة التي قد تكون خطيرة في أغلب الأحيان ، علاوة على أن الصوت الصادر عنها يؤثر وبشكل كبير على الأطفال المتواجدين بالقرب من منطقة اللعب ، ويعد هذا نوعا من أنواع التلوث الضوضائي الذي يؤثر على طبلة الأذن وبالتالي يسبب خللا وظيفيا في عمل المخ قد يستمر لمدة شهر أو شهرين. وبين الاطباء ان الشرر أو الضوء والحرارة الناجمة عن استخدام المفرقعات تعد سببا رئيسا للأضرار بالجسم ، وخاصة منطقة العين الحساسة.

كما أن الرماد الناتج عن عملية الاحتراق يضر بالجلد والعين إذا ما تعرض له الطفل بشكل مباشر: حيث تصاب العين بحروق بالجفن والملتحمة وتمزق في الجفن ، أو دخول أجسام غريبة في العين ، أو انفصال في الشبكية ، وقد يؤدي الأمر إلى فقدان كلي للعين.

ويضيف ان هذه الالعاب تعتبر من أسباب التلوث الكيميائي والفيزيائي ، وكلاهما أخطر من الآخر ، فالرائحة المنبعثة من احتراق هذه الألعاب تؤدي إلى العديد من الأضرار.

يشار الى أن سرايا تبنت هذه القضية يوم أمس بنشرها مادتيين تحدثتا عن هذه الحادثة كانت الاولى بعنوان (80 اصابة لعيون اطفال نتيجة استخدام مسدسات الخرز بالعيد) و من ثم مقال للزميل هاشم الخالدي مؤسس موقع سرايا بعنون (من المسؤول عن مأساة 80 عائلة اردنية فقد اطفالها ابصارهم) حيث عكست سرايا عبر التعليقات و الآراء استياء الشارع الاردني من هذه الظاهرة التي حرمت أكثر من 80 طقل من ابصارهم.