الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
أقدم لكم موضوعي هذا عن التقويم المستمر والذي أتمنى أن يلقى أذانا صاغية لأن هذا الأمر مهم جدا وأتمنى من جميع التربويين المشاركة بآرائهم لأنهم هم من يستطيعون تشخيص واقع التقويم المستمر من واقع تجربة ميدانية فعلية وليس بسبب شهادة دكتوراه أو ماجستير يحملها شخص ويدلي برأيه وهو بعيد كل البعد عن الميدان التربوي وسوف أبدأ بطرح رأيي المتواضع والذي لاحظته من واقع تدريسي لمادة الرياضيات وتطبيق التقويم المستمر في الميدان فأقول مستعينا بالله :
1) من أهداف التِقويم المستمر إبعاد الطلا ب عن شبح الامتحانات ولكن ما تم فعلاهو إبعادهم عن التحصيل العلمي الفعال بحيث صار كل هم الطالب حفظ المعلومة ليتجاوز بها اختبار التقويم في المهارة ومن ثم نسيانها للأبد .
2) التقويم المستمر قضى على روح التنافس بين الطلاب فلم يعد هناك أي تنافس بين الطلاب وبالتالي عدم الاهتمام بتحسين المستوى حتى لدى الطلاب المتفوقين وانعدام المحفز لهم وهو التفوق على زملائهم داخل الفصل والحرص على الحصول على الدرجة الكاملة وانا كنت في زمن الاختبارات أجد مناقشة من الطلاب المتفوقين على نصف درجة يخفقون في الحصول عليها أما مع التقويم المستمر فلا يوجد أي اهتمام لأن الطالب يعلم أن المتفوق والمتوسط والمهمل سوف يحصلون على نفس النتيجة وهي ( 1 ).
3) عدم قدرة المعلم المخلص على تطبيق التقويم كما ينبغي وأنا أتكلم عن مادتي بالذات وذلك لأن التقويم في الرياضيات يعتمد كليا على الأسئلة التحريرية بمعنى انه يجب عمل أسئلة لكل مهارة أو مهارتين مع العلم أن بعض المهارات تشمل من 4 إلى 5 مواضيع مثل مهارة (حساب مساحة كل من :متوازي الأضلاع ,والمثلث, والمعين ، والدائرة) فهذه مهارة واحدة تشمل 5دروس لأن درس محيط الدائرة يأتي قبل درس مساحة الدائرة ,والمقصود انه يجب على الطالب إتقان جميع دروس هذه المهارة والتي تحمل 4مهارات في مهارة واحدة فكيف يمكن للمعلم أن يقوم بعمل أسئلة وإعادتها لمن لم يتقن ثم الإعادة مرة ثانية ومرة ثالثة مع العلم انه مطلوب من المعلم عمل برامج علاجية لمن لم يتقن بين كل اختبار وإعادة اختبار لكل مهارة وقس على ذلك في بقية المهارات وهذا صعب تطبيقه في الواقع في ظل الأعمال المسندة للمعلم من شرح المنهج وتصحيح الكتب والدفاتر ومتابعة الواجبات وحصص الاحتياط والمشاركة في الأنشطة المدرسية ........الخ .وهنا لا يلام المعلم على تقصيره لأنه إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع وقد لا يفوتني التذكير بأن أعداد الطلاب في الفصل الواحد لا تقل في معظم المدارس عن 27طالب على أقل تقدير وبعضها يصل إلى 36 و37 طالب .فكيف تقيم هذا العدد عدة مرات بمهارة واحدة .
4) من عوائق تطبيق التقويم المستمر كثرة عدد الطلاب كما أسلفت وكثرة المهارات بالمادة وعدم تعاون أولياء أمور الطلاب ومتابعتهم كما يجب بل أصبح معظمهم يعلم أن ابنه ذاكر أم لم يذاكر سوف يحصل في النهاية على (1 ) في جميع المهارات وبجميع المواد.
5) عدم إلمام معظم المعلمين بتطبيق التقويم المستمر واختلافهم في كيفية تطبيقه بل إن المشرفين التربويين لا يعرفون ذلك ويتهربون من طرح الأسئلة عليهم في هذا الموضوع بالذات .
6) التقويم المستمر أدى ببعض المعلمين إلى عدم الإخلاص في تدريس المادة لعدة أسباب فمنهم من لا يخاف الله في أداء عملة وساعده التقويم المستمر في ذلك بحيث انه لا يريد أن يتعب نفسه لأنه سوف يعطي كل الطلاب وفي جميع المهارات (1) ويريح نفسه من هم الاختبار أو الإعادة أو المسائلة من أي طرف لأن من لا يوجد عنده طلاب غير متقنين لأي مهارة لا يتم مسائلتهم لا من مدير ولا من مشرف ولا من أي احد . ومن المعلمين من لا يطبق التقويم لأنه لا يعرف كيفية تطبيقه أصلا فيطبقه باجتهاده الشخصي وهدفه في الأخير أن الكل يتقن، وبعض المعلمين لا يستطيع تطبيقه لكثرة الأعباء المناطة به كما سبق ذكر ذلك.
7) أنا وجهة نظري أن المعلم لو حضر للمدرسة فقط لكي يختبر التلاميذ في كل مهارة ثم يصحح ويرصد ثم يعيد لمن اخفق مرة ثانية ثم ثالثة دون أن يكون لديه أي شي آخر يقوم به من تدريس وخلافه فلن يكفيه اليوم الدراسي لإتمام عمله ويساهم في ذلك كثرة عدد الطلاب الغير متقنين للمهارات لأنهم أصلا نتاج التقويم المستمر من أول ابتدائي وحتى سادس يعني مستوياتهم حدث ولا حرج .
8) مخرجات التعليم وما أدراك ما مخرجات التعليم هنا بالذات حدث ولا حرج فمستويات غالبية الطلاب سيئة جدا بل إن بعض التلاميذ بالصف السادس لا يعرف يقرأ ولا يكتب جملة صحيحة كاملة ولا يعرف يطرح أو يجمع ولا يحفظ جدول الضرب وأما القسمة فيعتبرها من الكوارث لديه .
9) اتجاه التعليم إلى الحفظ والتلقين بصورة اكبر بحيث يحفظ الطالب ما يوصله لإتقان المهارة حفظا لا فهما ثم يفرغ ذهنه لكي يحفظ شي جديد لمهارة جديدة .
10)عدم ترابط المعلومات عند الطالب لأنه بمجرد أن يتقن مهارة ينسى معلوماتها نهائيا لأنشغالة بتعلم مهارة جديدة هدفه إتقانها ثم نسيانها للأبد.
11 ) إهمال المعلم للطلاب المتفوقين بسبب تركيزه على الطلاب الضعاف وانشغاله بإعداد عدة نماذج اختبارات لكل مهارة ومن ثم اختبار الطلاب والتصحيح ثم الإعادة لمن لم يتقن .
12) ميل المعلمين إلى وضع أسئلة سهلة جدا وفي متناول جميع الطلاب لكي يضمنوا عدم الإعادة في حالة وجود غير متقنين للمهارات , بل إن بعضهم يقوم بإعطاء الأسئلة للطلاب خصوصا عند إعادة اختبار المهارة لكي يتخلص من هم هذا الطالب الذي لم يتقن .
13) تراخي الطلاب وإهمالهم بصورة ملحوظة حتى عندما يعلمون أن لديهم اختبار في مهارة ما وذلك لعلمهم بأن الأستاذ سوف يعيد لهم مرارا وتكرارا وبطريقة أسهل ويمكن نفس الأسئلة تتكرر عليه في كل محاولة حتى يتقن فلا يذاكر حتى تأتيه الأسئلة مكررة في المحاولة الثانية .
هذا ما لاحظته من خلال تطبيق التقويم المستمر وأتمنى منكم الإدلاء بآرائكم حول هذا الموضوع لعل صوتنا يجد إذانا صاغية خصوصا بهذا الوقت الذي تقوم فيه الوزارة بأخذ رأي الخبراء حول التقويم المستمر . والله من وراء القصد
المفضلات