أعلنت بريطانيا والولايات المتحدة إغلاق سفارتيهما بالعاصمة اليمنية صنعاء خشية تعرضهما لهجمات بعد التهديدات الأخيرة لتنظيم القاعدة، كما قرر البلدان دعم الحكومة اليمنية في حربها على ما يسمى "الإرهاب".
وقال مكتب الخارجية البريطانية إن مسؤولي السفارة في صنعاء سيقررون في وقت لاحق ما إذا كانوا سيفتتحون أبوابها غدا الاثنين أم لا.
وقبل ذلك نقلت وكالة رويترز عن العاملين اليمنيين بالسفارة الأميركية أنها طلبت منهم عدم التوجه إلى عملهم اليوم حتى إشعار آخر.
ومن جهته قال مراسل الجزيرة بصنعاء مراد هاشم إن السفارة أصدرت بيانا يعلن إغلاق مقرها، ويربط ذلك بالتهديدات التي أطلقتها القاعدة الأسبوع الماضي باستهداف المصالح الأميركية.
وأضاف المراسل أن السفارة سبق أن دعت الأيام الأخيرة المواطنين الأميركيين هناك إلى توخي الحيطة والحذر في تحركاتهم خشية أن يتعرضوا لهجمات من عناصر القاعدة.
وأكد أن السلطات اليمنية بدورها شددت الحراسة الأمنية على كل المواقع المحتملة لأن تكون أهدافا لضربات القاعدة، مثل السفارات والمدارس الأجنبية والمنشآت النفطية وغيرها.
وتأتي هذه التطورات في وقت قررت فيه الولايات المتحدة وبريطانيا دعم الحكومة اليمنية في حربها على ما يسمى "الإرهاب" وذلك بعد محاولة فاشلة لتفجير طائرة أميركية كانت متوجهة إلى مطار ديترويت يوم 25 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
واشنطن ولندن اتفقتا على تدريب وتمويل وحدة شرطة لمكافحة "الإرهاب" باليمن (الفرنسية-أرشيف)
اتفاق بريطاني أميركي
وفي وقت سابق قال مكتب رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون إن واشنطن ولندن اتفقتا على تمويل وحدة شرطة لمكافحة ما يسمى "الإرهاب" باليمن، وتكثيف العمل المشترك للتصدي "للتهديد الإرهابي الناشئ" بكلا البلدين.
وأوضح المكتب في بيان أن البلدين سيتعاونان أيضا في دعم قوات خفر السواحل اليمنية، وأن براون يريد أن يناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي موضوع اليمن والصومال باجتماعهم المقبل.
وأضاف البيان "يعتزم براون الضغط من أجل اتخاذ إجراءات أكثر صرامة بشأن اليمن من قبل بعثة العمل المالية، وهي الهيئة الدولية التي تكافح غسل الأموال وتمويل الإرهاب".
وكان براون قد أمر بمراجعة إجراءات الأمن بالمطارات البريطانية، ودعا الشركاء الدوليين الرئيسيين إلى اجتماع بلندن يوم 28 يناير/ كانون الثاني لبحث سبل مكافحة ما سماه "التطرف" باليمن.
وبدوره قال الرئيس الأميركي باراك أوباما أول أمس إنه جعل تعزيز الشراكة مع الحكومة اليمنية "أولوية في تدريب وتجهيز قواتهم الأمنية وتبادل معلومات المخابرات والعمل معهم لضرب الإرهابيين من تنظيم القاعدة".
بتراوس زار اليمن وبحث مع صالح مواجهة القاعدة (الفرنسية-أرشيف)
زيارة بتراوس
وفي السياق ذاته بحث الرئيس اليمني علي عبد الله صالح مساء أمس السبت مع قائد المنطقة الوسطى بالجيش الأميركي ديفد بتراوس، تعاون البلدين بالمجال الأمني ومكافحة "الإرهاب".
وقال مصدر بالرئاسة اليمنية لوكالة يونايتد برس إنترناشونال إن مباحثات صالح وبتراوس -الذي وصل صنعاء في زيارة لم تعلن- ركزت على تعاون البلدين تجاه مكافحة "الإرهاب" وما "تعهدت به الولايات المتحدة من زيادة مساعدتها لليمن لمكافحة توسع أعمال تنظيم القاعدة الذي يعتبر الأراضي اليمنية ملاذا آمنا له".
وذكر المصدر أن بتراوس أبدى إعجابه بالعمليات التي نفذتها الأجهزة الأمنية اليمنية، والتي استهدفت عناصر من تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" في ثلاث محافظات، وأسفرت عن مصرع 68 من عناصر التنظيم واعتقال 29 آخرين.
ومن جانبه، جدد صالح استعداد بلاده "لمكافحة الإرهاب وملاحقة الإرهابيين أينما كانوا" وثمن مبادرة الإدارة الأميركية بزيادة مساعداتها لبلاده.
يُشار إلى أن الاهتمام الدولي تركز على اليمن, كما تقول رويترز, بعد اتهام النيجيري عمر فاروق عبد المطلب (23 عاما) بمحاولة تفجير طائرة ركاب أميركية لدى اقترابها من ديترويت، وقال المتهم للمحققين الأميركيين إنه تدرب على أيدي عناصر تنظيم القاعدة باليمن.
المفضلات