كيف يمكن تنمية التفكير الإبداعي عند طلبتنا؟
دخل هدف تنمية التفكير الابداعي في ميدان التربية والتعليم حديثا وبشكل مركز وواضح حتى انه احتل اولوية الاهتمام في بعض الدول المتقدمة، ويرجع ذلك الى اهمية الابداع في التقدم الحضاري الراهن، وكونه الاداة الرئيسة للانسان في مواجهة المشكلات الحياتية المختلفة وتحديات المستقبل والتكيف معها. ولعل البعض يقول ان رعاية وتطوير التفكير الابداعي كهدف من اهداف التربية ليس بجديد فقد اهتمت به المدارس منذ عشرات السنين. والواقع ان الجديد في هذا الهدف هو معنى ومفهوم التفكير الابداعي، لقد كانت التربية القديمة تعتبر الشخص المبدع شخصا موهوبا يختلف ويتميز عن الاخرين وان الابداع صفة لا يحملها الا اناس قليلون، اما النظرة الحديثة فتعتبر ان كل طفل مبدع وله قابلية على الابداع اذا هيئت له الظروف الملائمة.
ان التفكير الابداعي بمفهومه الحديث الذي يعتبر ان كل فرد مبدع وله القابلية على مواصلة الابداع يتضمن مجموعة عناصر اهمها:
الطلاقة:
وتشير إلى كثرة او تعدد الافكار التي يمكن ان يأتي بها الطالب، اي انها تتضمن الجانب الكمي.
المرونة:
ويقصد بها تنوع او اختلاف الافكار التي يأتي بها الطالب،اي تتضمن جانب النوع.
الاصالة:
وهي تعني التجديد او الانفراد بالافكار، اي يأتي الطالب بأفكار جديدة بالنسبة لافكار زملائه.
وهناك مقترحات يمكن ان يعمل بها المعلم لتحفيز التفكير الابداعي وتنميته لدى الطلبة واهم هذه المقترحات: اعطاء الطالب الحرية ليعبر عن افكاره حيث ان التسامح والمرونة اساس رعاية وتشجيع التفكير الابداعي، والجو القسري يقتل الابداع ويخنقه.
البيئة الغنية بالتجارب والوسائل التعليمية تؤدي الى ابداع اكثر، كذلك اعطاء الفرصة للطلبة لان يتمرنوا ويجربوا نشاطات وفعاليات مختلفة من اختيارهم.
استخدام اكثر من طريقة تدريس واحدة، لان تنوع طرق واساليب التدريس يمكن ان يوجّه ويراعي الفروق الفردية بين الطلبة سواء في القابليات او المهارات او الميول او الحاجات.
اطلاع الطلبة على الاعمال الابداعية التي يقوم بها زملاؤهم فان ذلك يبني عندهم الثقة والاعتزاز بالنفس لمواصلة النجاح ويحفزهم على التفكير الابداعي.
الابداع عند الطلبة يزداد كلما كانت علاقة المعلم بهم وطيدة. واكبر عدو للتفكير الابداعي هو السخرية والتهكم والاستعلاء على الافكار. فالمهم تقبل الافكار مهما كانت، وتذكر ان الافكار المبدعة في التاريخ بدأت غريبة وساذجة اول الامر.
تشجيع النشاطات الفردية عند الطلبة وعدم جعل كل النشاطات جماعية لأن المبدع غالبا ما يميل الى العمل الفردي، وكذلك تشجيع الاعمال اليدوية والصورية وخاصة في المرحلة الابتدائية.
وأخيراً، كن مبدعا انت اولا في تدريسك من حيث التخطيط والتنفيذ والتقويم، ولا تتوقع ان يبدع طلابك اذا كنت تقليديا.
المفضلات