رفض اتهام واشنطن بتهريب أسلحة إلى حزب الله وطالبها بالأدلة
الأسد: احتمال اندلاع حرب في المنطقة العام الحالي أكثر جدية
لندن
رفض الرئيس السوري بشار الأسد اتهام الولايات المتحدة لبلاده بتهريب أسلحة إلى حزب الله اللبناني وطالبها بتقديم أدلة، مشدداً على دمشق لا تناقش "المزاعم أو التقارير الصحافية أو الشائعات".
وقال الأسد في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) امس "إن الأميركيين أبلغونا أن لديهم أدلة على ذلك، وأبلغناهم بدورنا أننا نستطيع مناقشة ذلك على طاولة المفاوضات، لكننا لا نستطيع مناقشة المزاعم أو التقارير الصحافية أو الشائعات بل الأدلة".
واضاف "إذا كنتم تتحدثون عن تهريب الأسلحة فكيف علمتم بذلك وهل بحوزتكم صوراً عنها وهل شاهدتم المهربين أو أمسكتم بأي واحد منهم، فإذا كانت لديكم هذه الأدلة فاعرضوها عليّ".
ورداً على سؤال عن طريقة حصول حزب الله على الأسلحة، قال الأسد "إن مثل هذا السؤال ينسحب أيضاً على قطاع غزة فهو واقع تحت الحصار لكنه قادر على الحصول على ما يريد، لأن أي طرف لا يستطيع أن يغلق بلداً أو حدوداً أو بحراً".
وحول موقفه من عرض الأمريكيين صداقتهم مقابل تخلي سورية عن ايران، قال الرئيس الأسد "إن الأميركيين يناقضون أنفسهم حين يتحدثون عن الاستقرار في المنطقة، ويريدون الوصول إلى هذا الاستقرار من خلال اقامة علاقات سيئة بين دوله، وهذا ينافي المنطق".
واضاف "نحن نستطيع اقامة علاقات جيدة مع الولايات المتحدة والغرب ومع ايران أيضاً ومع الجميع، لأن المسألة لاتتعلق بالعلاقة بين طهران وواشنطن بل بعلاقاتنا، بغض النظر عن ما إذا كانت العلاقة جيدة أو سيئة بين ايران والولايات المتحدة".
ووصف الأسد الحكومة الاسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو بأنها مهووسة باشعال الحرائق واستبعد امكانية التوصل إلى اتفاق معها، وحذّر من أن الهجوم الإسرائيلي على أسطول المساعدات إلى قطاع غزة زاد من فرص الحرب في الشرق الأوسط.
وقال إنه "لم يكن ينظر إلى حكومة نتنياهو كشريك للسلام في المنطقة حتى قبل وقوع الهجوم على أسطول الحرية، لأنها مختلفة عن أية حكومة اسرائيلية سابقة".
واضاف الرئيس السوري أن الهجوم الذي شنته قوات الكوماندوس الاسرائيلية على "أسطول الحرية" الشهر الماضي في المياه الإقليمية "خلّف نتائج وخيمة ودمّر أي فرصة للسلام في المستقبل القريب لأنه وفي الدرجة الأولى اثبت أن الحكومة الحالية في اسرائيل مهووسة باشعال الحرائق ولا يمكن تحقيق السلام معها".
وقال إن حكومة نتنياهو "هاجمت قارباً للمساعدات التركية إلى غزة مع أن تركيا لم تهاجم اسرائيل أبداً ولم تفعل أي شيء يضر بالاسرائيليين وكل ما فعلته كان من أجل خدمة عملية السلام وخاصة في السنوات الثلاث الماضية وكانت الوسيط الوحيد خلال هذه الفترة بيننا وبين اسرائيل، غير أن العلاقات التركية الاسرائيلية تدهورت بعد الهجوم على أسطول الحرية".
واستبعد الأسد امكانية أن تمارس تركيا من جديد دور الوساطة بين بلاده واسرائيل في المستقبل القريب "ما لم تغير الأخيرة سلوكها"، وقال "نحن لا نملك شريكاً حقيقياً لتحقيق السلام المطلوب، وحتى عندما مضينا إلى السلام لم نكن نعتقد أبداً أن لدينا شريكاً، لكن عليك أن تحاول ونحن نحاول على الدوام غير أن هذه الحكومة مختلفة تماماً عن أي حكومة اسرائيلية أخرى".
وسُئل ما إذا كان الهجوم الاسرائيلي على أسطول الحرية زاد من خطر اندلاع حرب جديدة في المنطقة، فأجاب الأسد "بالتأكيد.. لأن هذا الخطر كان قائماً أصلاً قبل الهجوم ولدينا أدلة أخرى حول نوايا هذه الحكومة تجاه السلام وتجاه الفلسطينيين ونوايا قتلهم، وهذا يكفي للحديث عن خطر نشوب حرب في المنطقة".
وقال الرئيس السوري "إن احتمال اندلاع حرب في المنطقة هذا العام أكثر جدية، وما لم يكن هناك سلام فإن احتمال نشوب حرب قائم، لكن لا أحد يعلم متى ستندلع وستكون الحرب مفاجئة لأنه لا يمكن لأحد أن يتوقع ويحدد موعداً دقيقاً لها وكيفية نشوبها، ولذلك حين لاتملك السلام عليك أن تتوقع الحرب كل يوم، وهذا خطر للغاية".
المصدر
http://www.*************/2010/06/18/article535802.html
المفضلات